جاءت بشط الضحى صبحاً تباهيه
مليحةٌ خطرت بالحسن واليه

تمشي على الرمل والأصداف عاشقةُ
والبحر يرسل مشتاقاً أمانيه

والشمس تعكس في حبٍ أشعتها
على القوام الذي قد جلّ باريه

من فرط رقتها تمشي بلا أثرٍ
على الرمال فقلبُ الرمل تشجيه

تألقَ الطرفُ فانداحت شمائله
وأزهرَ الثغر فانسابت لآليه

تهفو منمقةً والعطرُ يتبعها
كالطير يتبع في شوقٍ روابيه

تصطاف والصبحُ فوق الأفق مبتهجُ
والشطُ يعزف بالنجوى أغانيه

والصيفُ يبسمُ والأفياءُ ضاحكةً
والموج يحلقُ وجهَ الرملِ يطويه

ريح الصَّبَا ترتدي ثوبَ الصِبا ألقاً
والبحرُ يظمأُ والحسناءُ ترويه

راحت تعوم فثارَ الماء ثورتَهُ
من حسنها فعيون الحسنِ تسبيه

كأنها وصبايَا الماء تتبعها
حوريةُ البحرِ تسري في نواحيه

إذا أتت موجةٌ علياءُ تقصدها
تروغُ كالطيفَ بين الماء تعييه

وتختفي في هدير الموج غائبةَّ
حيناً وتظهر حيناً في أقاصيه

يا أيها الماء رفقاً بالتي خطرت
على جناح العلا تسمو أعاليه

فأظهر الفنُ بعضاً من تألقه
وأظهرَ الحسنُ بعضاً من تساميه

في مقعدِ الشطِ تستلقي وبهجتها
تسمو على أفقي وحياً أناجيه

تحتَ المظلةِ نامَ الحسنُ مؤتلفاً
وسنبلاتُ الصبا قد أورقت فيه

يا فتنةٌ في ربوع الشطِ أبصرها
يا بهجة القلب هاتي القلب رديه

هذي حروف الهوى بالشَوق راقصةٌ
والشعرُ بين الربى تشدو قوافيه

والبحرُ يشدو إلى عينيك منتشياً
وفي ليالي الهوى طالت لياليه

من ذا الذي قد هدى للحسن فتنتهُ
وأبدعَ الفنَ نوراً في مجاليه

ما كان حسنك إلا لحنَ أغنيةٍ
على كمانِ الهوى دوماً أغنيه

صيفيةَ الحسن غارَ الحسنُ من ألقٍ
على جبينكَ قد ألقى تهانيه

عيناكِ والبحرٌ سيانٌ عرفتهما
كلاهما مغرقُ تاهت مراسيه

فلتنعمي بالهوى والسحرِ منعمةً
فالخلد أنتِ وقد جلت معانيه