كلَّ مساءْ
أتسللُ من تابوتِ الصمتِ الموتِ
أغافلُ كلَّ الحراسْ
وأعيدُ تلاحمَ أجزائي
ألصقُ كفَّي المقطوعةَ في معصميَ الأيمنْ
-    لكنَّ اليسرى لا تصلحُ للتركيبْ -
وأعيدُ الرأس إلى الرقبةْ
أبحثُ عن قدمي اليمنى
اتناولُها .....
وأثبتُها في الوضعِ المعتادْ ..
أبحثُ عن شيءٍ أتكئُ عليهْ
أخرجُ من ألسنةِ اللهبِ الباردْ
أتمشى فوقَ رصيفِ الميناءْ
وأغني أغنيةَ الشمسْ ..!

يستوقفني شحاذُ القريةِ
ويمدُّ يديهْ ..
- لله ..
لا أدري ماذا أفعلْ ..
وجيوبي خاويةٌ منذ سنين
أعطيهِ عصاتي وحذائي
ولفافة تبغٍ
- آخر ممتلكاتي -
وأواصلُ سيري مهموماً

الساعةُ صفرْ ..
في ساعةِ ضبطِ الوقتِ
لكنْ .. لمْ يحدثْ شيئاً
والناقةُ لم تتكلمْ بعدْ
والوطنُ المستلقي في شرياني
مازال جريحاً
وأنا سيزيفْ
الصخرةُ تهوي ...
فأعيدُ الكرَّه.

أجلسُ تحت ظلالِ الكافورِ الرابضِ عند النهرِ
ألقي رأسي المتعبَ فوق ذراعي
يغلبني النومُ
يوقظني رجل الشرطةِ
يدفعني للتوقيفْ ..
والتهمةُ أني ..
أجلسُ في الممنوعْ ..!!

كانَ الوقتُ مساءاً
والجسدُ المتدليًّ من غصنٍ الصفصافِ
... تطوحُهُ الريحْ ..!
1985