القاهرة : خاص .

أحدث فوز الملياردير الاميركي قطب العقارات وراعي مسابقات الجمال دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية اليوم صدمة لدى قطاعات مختلفة داخل أمريكا وخارجها .

سبب الصدمة الداخلية أن الفوز كان بمثابة هزيمة غير متوقعة للنخبة الأمريكية التي وقفت ضد ترامب ، ورفضت التصويت له وحذرت من انتخابه، وهذه النخبة تشمل أولا الدولة الأمريكية نفسها التي وقفت بقوة وراء المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهاجمت ترامب بشدة ، ووصل الأمر إلى حد التجريح الشخصي.

النخبة الأمريكية تضم كذلك الفنانين الأمريكيين الذين وقفوا ضد ترامب، ووقعوا عريضة يحذرون فيها من فوزه، معتبرين ذلك إنتثارا للتشدد، وضربة للديمقراطية الأمريكية، بل أن بعضهم ذهب في نقد ترامب والهجوم إليه إلى حدود بعيدة ، ومنهم الفنان روبرت دي نيرو الذي سجل مقطع فيديو وصف فيه ترامب بـ "الخنزير".

الاعلام الأمريكي القوي وقف بشدة في وجه ترامب، حيث عبرت العديد من الصحف وشبكات التلفزيون الأمريكية دعمها لهيلاري ، ووصل الهجوم الاعلامي على ترامب إلى حد بعيد ، حيث عنونت الغارديان صفحتها الأولى بـ " دونالد ترامب حقير كاره للنساء لكنه ليس الوحيد"، ونشرت مجلة "دير سبيجل الألمانية على غلافها صورة تجمع ترامب وكلينتون وقد لطج وجهاهما بالطين.

واستمرارا لحملة التشهير المنظمة ضد ترامب شيدت مجموعة مجموعة INDECLINE خمسة تماثيل  عارية له ، للسخرية منه، وفي غضون أيام صارت التماثيل وجهة للسياح الذين حرص بعضهم على التقاط صور تذكارية معه.  

خيب فوز ترامب آمال الاستطلاعات ودوائر صناعة القرار في كبريات مؤسسات استطلاع الرأي التي أجمعت 98 % منها على فوز كلينتون، كما خيب فئة عريضة من الأمريكيين أنفسهم الذين كانوا واثقين من فوز كلينتون، وذلك كله يؤسس لقاعدة جديدة، وهي أن إرادة الشعوب هي أقوى من المال والسلطة والنفوذ والمشاهير واستطلاعات الرأي .

ويمكننا معرفة حجم الصدمة التي تعرض لها الشعب الأمريكي عندما نعلم أن صحيفة نيوزويك اضطرت أمس إلى سحب 125 ألف نسخة ، بعد أن تورطت ونشرت في صفحتها الأولى خبر فوز كلينتون. 

ورغم التيار العام في أميركا والعالم الرافض لترامب ، حقق دونالد ترامب مفاجأة مدوية أول من أمس بفوزه في سباق الرئاسيات الأمريكية، ليكون الرئيس 45 للولايات المتحدة.

وترامب، رجل الأعمال الثري، عرفه العالم بمواقفه المثيرة للجدل تجاه عدد من القضايا كالهجرة والإسلام ونظرته الخاصة للهوية الأمريكية.

التحق دونالد ترامب بمدرسة وارتون للمحاسبة في جامعة بنسلفانيا، قبل أن يبدأ مسيرة إدارة الأعمال في شركة والده المتخصصة في العقارات، حيث أظهر تميزا في مجال الأعمال تحت رعاية والده فرد ترامب.

خاض ترامب غمار الأعمال عام 1983، حيث قامت شركته بتشييد ناطحات السحاب. وشيد أول ناطحة سحاب أسماها "برج ترامب" قبل أن يبدأ بتشييد أبراج أخرى غزت مدينة نيويورك وتحمل كلها اسمه. وأصبحت تسريحة شعره رمزا للنجاح في الأعمال خلال الثمانينات.

كان دونالد يحب الظهور الإعلامي وعالم المشاهير، وقدم لمدة 12 عاما برنامج تلفزيون الواقع "ذي أبرنتيس" حيث أجرى اختبارات لعدد من المرشحين للالتحاق بشركاته العملاقة، وعرفه الجميع بعبارته الشهيرة، "أنت مطرود "، وعرف أيضا برعايته لمسابقات ملكات الجمال على مدى 30 عاما.
تزوج ترامب عام 1977 من عارضة الأزياء والرياضية التشيكية الأصل إيفانا زلينكوفا، ورزق منها بثلاثة أبناء: دونالد ترامب جونيور، إيفنكا وإيريك، قبل أن ينفصل عن زوجته عام 1992، ليتزوج مجددا في 1993 من الممثلة ومقدمة التلفزيون الأمريكية مارلا آن مابلس بعد سنة واحدة من طلاقه، ورزق ترامب بطفلة من الممثلة أسماها تيفاني، ودام زواجه ست سنوات قبل أن ينفصل عن زوجته الثانية في 1999، وفي 2005 من الحسناء السلوفانية وعارضة الأزياء ميلانيا كنوس والتي رزق منها بولد اسمه بارون وليام.