تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



كائنات عملاقة | الأمير كمال فرج


في كوكب الأرض تتعد أحجام الكائنات، فمع وجود كائنات كبيرة كالفيل وطويلة كالزرافة،  هناك كائنات صغيرة، وأخرى صغيرة جدا بل متناهية في الصغر، وفي عصور غابرة كانت هناك كائنات عملاقة كالديناصور الذي انقرض بفعل التطور ربما، أو نتيجة لتفاعلات كونية كما يقول العلماء.

 ويقف الإنسان بين هذا وذاك، فهو في الحجم ليس كبيرا بالمقارنة بالفيل، وليس صغيرا بالمقارنة بالذبابة، الإنسان يقف في الوسط بين الكائنات، ربما ساعده الحجم المتوسط على الوجود والاستمرار، فلم يكن بحجم الحشرات لتدوسه الأقدام، ولم يكن بحجم الفيل فيصعب تحركه بسبب حجمه الكبير.

 هذا بالنسبة للحجم، أما من حيث القوة،  فالإنسان ليس أقوى كائنات الأرض، وربما يكون من أضعفها بمقياس الحجم، فالإنسان بالمقارنة بالكائنات الأخرى الأكثر قوة كالأسد القادر على الافتراس، بل حتى بالكائنات الصغيرة والمتناهية الصغيرة كالميكروبات التي تتسلل في الهواء وتقتل ـ  ضعيف، بل ضعيف للغاية، ويقول المثل "يوضع سره في أضعف خلقه"، في دلالة على أن الحجم ليس معيارا للقوة، ولكن كائن صغير غير مرئي كفيروس الأنفلونزا يمكن أن يهزم أعتى الرجال.

 ولكن الإنسان ويا للغرابة تمكَّن رغم ضعفه النسبي من السيطرة على الأرض، والتحكم في العديد من ظواهرها الطبيعية، فركب السحاب، وخاض البحار، وسافر إلى القمر، بل تمكن في التحكم في هذه الظواهر، فنجح في استمطار السحب، وذلك عن طريق طائرات خاصة قادرة على تحويل السحب إلى ماء،  فكيف تسنى للإنسان الضعيف أن يحقق ذلك؟.

 العقل هو سر قوة الإنسان، وهذا لا يعني نزع نعمة العقل عن الكائنات الأخرى، فجميع الكائنات لديها عقول تتمكن من خلالها من الحياة، والحصول على الغذاء، والدفاع عن نفسها من الأعداء، ولكن العقل الإنساني لابد وأنه تميز على العقول الأخرى، وذلك لاشك كان سبب تسيده على الأرض.

 في العصر الحجري كان الإنسان القديم يعيش مع الحيوانات الأليفة والمفترسة في بيئة واحدة، يشاركها نفس المكان، ونفس الطعام،  ويركض معها ويسابقها، وكان يألفها وتألفه، واستمر ذلك ردحا من الزمن، فما السبب الذي جعل الإنسان يتطور،  ليصل في نهاية الأمر إلى ارتداء الملابس الفاخرة، وقيادة السيارات الغالية، ووضع العطور الفاخرة، والسكن في الفيلات المؤثثة، بينما بقيت الحيوانات كما هي أسيرة للغابة؟.

 تطور العقل البشري، كما أراد الله، فنظر الإنسان للمظاهر الطبيعية حوله، وتمكَّن عن طريق التفكير والمقارنة من اختراع الأدوات البسيطة التي ما لبث أن تطورت شيئا فشيئا، حتى وصلت في عصرنا الحالي إلى الهواتف المحمولة والطائرات.

 ليس العقل فقط هو سبب تطور الإنسان، ولكن تطور هذا العقل هو السبب الحقيقي في ارتقاء الإنسان وتطوره، ليتحول من صديق للحيوانات إلى صاحب هذه الحيوانات والمتحكم بها، وبالطبع لم يتم هذا التطور في غضون عدة مئات من السنوات، ولكنه تطور ربما استمر آلاف السنين.

 نحن نؤمن بمبدأ التطور كطبيعة كونية، وأن جميع الكائنات تتطور، ليس على صعيد الإنسان فقط، ولكن على صعيد الحشرات والحيوانات والكائنات الدقيقة، والدليل على ذلك ظهور أمراض جديدة كل فترة لم تكن معلومة من قبل، قد يقول قائل أن هذه الأمراض كانت موجودة، ولكن الإنسان أصبح عن طريق التطور الطبي قادرا على اكتشافها، ولكن هناك بالفعل أمراض جديدة تنتج عن اتحاد سلالات معينة من الأمراض، كفيروس أنفلونزا الخنازير الذي يؤكد العلماء أنه نتج عن اتحاد مجموعة من سلالات الأنفلونزا.

 كذلك يحدث التطور على صعيد المناخ والطبيعة والعلوم،  التطور إذن قانون حياة، والذي حدث أن الإنسان سبق الكائنات الأخرى في التفكير، فكانت له القدرة على السيطرة على العالم.

 ولكن الواقع يؤكد أنه رغم تطور الإنسان هناك تطور كبير في الكائنات الأخرى، والأمراض مثل واحد، فهناك تطور في الحشرات، والحيوانات، والكائنات الدقيقة، إضافة إلى تطور في المناخ، وبالمقارنة بين إيقاع التطور الإنساني،  والتطور الكوني سنلاحظ أن المؤشر ليس في صالح الإنسان.

أضف إلى ذلك المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الانسان،  كالحروب والنزاعات، والفقر والجوع وتجارة البشر، وغيرها من الظواهر السلبية، أضف أيضا مشكلة الاحتباس الحراري والمخاطر الكارثية التي يتوقعها العلماء في غضون سنوات قليلة، ومنها غرق المدن الساحلية، ونزوح السكان، والانهيارات الجليدية، والفقر المائي والغذائي. إذا استحضرنا ذلك كله سنكتشف أن الإنسان في خطر، وان التطور الإنساني يتعثر، أو بتعبير آخر يتأخر أو يتباطأ.

 الناظر لحجم الأمراض التي يعاني منها البشر كمثال سيكتشف تفاقم المرض، وفشل الإنسان في إيجاد علاجات فعالة للعديد من الأمراض مثلا كالسرطان والإيدز والتصلب العصبي وغيرها من الأمراض، حتى العلاجات التي وصل إليها الإنسان لم يتمكن العديد منها من القضاء على المرض، بقدر ما تمكن من تسكينها والتعايش معها، وهو مؤشر يصب ضمن مؤشرات عدة على تراجع الإنسان.

 يعزز ذلك دراسة علميّة توصلت إلى أن حجم المخ البشري يتضاءل تدريجيا على مدى العشرين ألف سنة الماضيّة. وتؤكد الدراسة أيضًا أن هذا التناقص في حجم المخ البشري بدأ بعد مليوني سنة كانت خلالها الجمجمة البشريّة لا تتوقّف عن النمو التدريجي.

 التطور الإنساني يتباطأ، ويخل ذلك بالواقع الجديد الذي فرضه الإنسان، واستمر آلاف السنين، ونجح من خلاله في الاستيلاء على سلطة الأرض. خاصة مع تطور الكائنات الأخرى كالفيروسات والكائنات والظواهر الطبيعية.
 رغم التطور الشكلي الذي يحدث والذي يتجسد في ظهور أفكار ومخترعات جديدة مدهشة، فإن التطور الإنساني العلمي في تراجع، وهذا يوقع الإنسان في دائرة الخطر.

 لذلك من الأهمية بمكان استحداث مقياس لتطور الإنسان، والتطور هنا لا نعني به ارتفاع مستوى المعيشة، أو الرفاهية، ولكنه مقياس علمي دقيق يرصد مؤشرات لتطور الإنسان العلمي والحضاري على صعيد العلم، والمعرفة، والاختراع، والحروب، والصراعات، ومحاربة الفقر، والقضاء على الأمراض، يتضمن هذا المؤشر مقياسا أحمر للخطر، يظهر عند تباطؤ التطور الإنساني مقارنة بالتطور الكوني المستمر.

 كذلك من المفيد عمل دراسة كونية ترصد مستقبل الإنسان على الأرض، تستقريء بالأرقام والإحصاءات مستقبل البشر، في ظل المخاطر العديدة التي تواجههم.

 كل ما أخشاه أن يستمر تراجع الإنسان، وينقلب السحر على الساحر، وتتقدم كائنات أخرى، لتبدأ مرحلة جديدة مخيفة من التطور الكوني، ليأتي يوم بعد عدة آلاف من السنين، لتتحكم الحشرات في كوكب الأرض، ويصبح الإنسان عبدا لكائنات حيوانية عملاقة.

تاريخ الإضافة: 2014-04-16 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1225
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات