تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



تصحيح علاقة | الأمير كمال فرج


بغض النظر عن طبيعة جماعة الإخوان المسلمين، ومع رفضي حصر الإسلام العظيم في كيان أيا كان حجمه، فإن من المؤسف أن نرى "بعض" الجهات التي تريد تشويه جماعة الإخوان المسلمين لأغراض سياسية فيشوهون ـ بغباء ـ .. الإسلام.

 وجماعة الأخوان المسلمين كما تقول المعلومات التاريخية أسسها حسن البنا عام 1928  وحظيت بدعم الملك فاروق .. ومن بعده رجال الثورة وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولكن العلاقة بين"الجماعة" والنظام الحاكم سرعان ما توترت وتغيرت، خاصة بعد أن نسب للجماعة اغتيال بعض الرموز السياسية .

 ورغم الاقصاء والتهميش والحظر الدي تعرضت له الجماعة على مر العصور السياسية اللاحقة، إلا أن الجماعة قويت وكثر عدد أعضائها، وانتشرت في دول كثيرة في العالم، ورغم حظرها رسميها في مصر إلا أن المنتمين للجماعة تمكنوا من حصد  88 من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات عام  2005.

 ولنبدأ أولا باستقصاء الأسباب التي تدفع أنظمة الحكم لمعاداة الأخوان المسلمين ، السبب المعلن هو رفض وجود حركات سياسية أو أحزاب مؤسسة على أساس ديني، وهو يستشهدون بذلك بالأقباط، فإذا سمح للإخوان بحزب سياسي ديني سيكون من حق الأقباط أيضا ذلك، وأيضا من حق اليهود وأصحاب الديانات الأخرى، ويصبح الأمر فوضى دينية.

 ولكن السبب غير المعلن والذي لا يمكن إنكاره خوف أنظمة الحكم من الشعبية التي يتمتع بها الأخوان، بغض النظر عن كون هذه الشعبية حقيقية أخذتها عن جدارة، أم أنها حصلت عليها بطريقة غير مشروعة باستغلال الإسلام ـ كما يدعي البعض ـ . المهم أن هناك شعبية لا يمكن تقديرها لجماعة الأخوان المسلمين .

 ربما تكون هذه الشعبية بسبب تعصب وتعاطف المسلمين لكل ماهو إسلامي، وربما بسبب حالة الضيق العامة التي تنتاب الشعب من نظام الحكم العسكري الذي يسيطر على الحكم من الثورة، والرغبة في تجريب فكر جديد يساعد على حل المشكلات المستعصية التي يعاني منها.

 وهذا الوضع ينطبق على ما يسمون بـ "الاسلاميين" عموما سواء أكانوا منتمين إلى جماعة الأخوان المسلمين، أم أي مؤسسة أو هيئة إسلامية. والنظم العسكرية وغير العسكرية، تعلم أنها مهما أوتيت من قوة لن تتمكن من الصمود والفوز في أي انتخابات نزيهة أمام الإسلاميين.

شاهدنا كيف فازت جبهة الإنقاذ في الجزائر، وكيف فازت حماس في فلسطين، وكيف منعا من الحكم، رغم أن الانتخابات كانت نزيهة و"ديمقراطية"، وذلك بسبب الفزع العالمي من الاسلاميين، والصورة السوداوية التي يرسمونها إذا ما تولوا الحكم، وهو فزع ناتج عن تشويه الصورة الحقيقية للاسلام.

 وهذا ما دفع بعض الأنظمة إلى استخدام الإسلاميين لتبرير استمرار هذه الأنظمة في مواقعها، ولتبرير الدكتاتورية في بعض الأحيان، فقد لجأت هذه الأنظمة لتخويف الغرب، وكانت المقارنة الدائمة هي "نحن أو الاسلاميين"، وأمام هده المقارنة الجهنمية اضطر الغرب إلى التخلي عن مطالبه بنشر الديمقراطية في العالم العربي،  وتفضيل أنظمة دكتاتورية مستبدة ترعى مصالحه على وصول الإسلاميين للحكم بوسائل ديمقراطية.

 خوف الأنظمة من جماعة الإخوان دفعها إلى محاربتها وحظرها، ليس ذلك فقط، ولكن العمل على تشويهها، ويتم ذلك بوسائل مختلفة، بالحظر حينا،  وبالنشر أحيانا أخرى، وبالقبض المستمر على أعضائها في القاهرة والمحافظات، ولعل أحدث الوسائل كانت الدراما ، من خلال مسلسل "الجماعة" الذي قيل أنه يشوه الجماعة، وأنه أعد لتشويه تاريخهم قبل الانتخابات.

 وتحريا للواقعية  نؤكد مرة أخرى على أن مؤيدي الجماعة ليس شرطا أن يكونوا مقتنعين ببرنامجها الانتخابي، ولكن في بعض الأحيان وكما أسلفنا يكون هذا التأييد والتعاطف نتيجة للزهق السياسي من سيطرة الحزب الحاكم واستئثاره بالسلطة طيلة هذه السنوات.

 ولو ظهرت أي حركة أخرى قوية يمكن أن تكون بديلة لأيدها الناس. وقد وصل الأمر أحيانا إلى أنه لو رشح خيال مآتة نفسه في الانتخابات أمام مرشح الحزب الحاكم لأنتخب الناس خيال المآتة، وفي ذلك تعبير عن حالة السخط العام،  والرغبة في التغيير والخلاص من سلطة عسكرية تحكم م عشرات السنين.

 ولكن في الوقت الذي يلجأ فيه النظام إلى تشويه الإخوان، فإنه ودون أن يدري يساهم في الوقت نفسه في تشويه نفسه، وذلك للتعاطف البديهي الذي يكنه الشعب لكل كيان مرتبط بالإسلام، وهذا شيء طبيعي في دولة  أغلبيتها مسلمون. لذلك فإن عملية التشويه المتبادل والمزدوج هذا أشبه بعملية الانتحار، كالشخص الذي يكره شخصا آخر ويريد أن يتخلص منه فيحتضنه ثم يقفزان معا في الهاوية.

 ماهو الحل إذن لفض هذا الاشتباك بين السلطة والأخوان، وكيف نمنع ها التشويه المشترك، والانتحار الجماعي، نحن نريد السلامة للجميع، ونريد أن يتعاون الجميع لخير الوطن.

 فلنأتي أولا للبعد الديني في الموضوع، ونؤكد مرة أخرى أن العمل السياسي يختلف عن العمل الإسلامي، وأن قصر الإسلام في جماعة أو هيئة أو تنظيم سياسي يقلل من شأنه ويحوله من كونه دين حياه إلى مجرد نشاط سياسي إقليمي. لأن لطبيعي والبيديهي أن يكون الشعب من المسلمين، وأن تكون الدولة مسلمة.

 وإن كان من الممكن أن ندرس تجربة الأحزاب الدينية في الغرب،  ونرى سلبياتها وإيجابياتها،  فإن كانت فوائدها أكبر لا مانع من السماح بها ضمن ضوابط معينة، وإن كانت سلبياتها أكبر يكون لدينا المبرر لمنعها، فهناك أحزاب مؤسسة على أساس ديني، وهناك أيضا دول مؤسسة على أساس ديني.

 وقبل أن نبحث وندرس هذه القضية ، يجب أن نتمتع بالحياد والموضوعية، لأن تزييف هذا الأمر سيؤدي إلى لجوء الإخوان وغيرهم ـ كما يحدث الآن ـ إلى "التقية السياسية"، وهو أمر نرفضه جميعا، لأن ممارسة المعتقد السياسي في النور أفضل من ممارسته في الظلام.

 وفي حالة رفض تكوين أحزاب على أساس ديني ، يمكن أن يقتصر مسمى الإخوان على "الإخوان" فقط، وأن يخوضوا الحياة السياسية، ولن يمنعه وقتها أحد من العمل بمباديء الإسلام، لأن الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع كما تنص المادة الثانية في الدستور.

 الناظر لجمعية الأخوان المسلمين يلاحظ أن الجماعة لم تقدم برنامجا سياسيا تعمل من خلاله، فقد كان دائما الشعار الديني "الإسلام هو الحل" هو الذي يتصدر المشهد السياسي لهم، ولم نرى برنامجا سياسيا لها يقدم حلولا لمشكلات الوطن. وإذا وجد مثل هذا البرنامج فإننا لم نطلع عليه ولم نعرفه ولم نناقشه.

 من المهم أن يقدم الإخوان برنامجهم السياسي، وأن يكون هذا "البرنامج" هو المحك في تقييمهم أو تقييم أي حزب، ومع تقديري واحترامي للوازع الديني في الموضوع،  فإن الفكر السياسي الجاد والإرادة الشعبية المخلصة، والحلول العملية لمشاكل الوطن يجب أن تكون المعايير الأساسية للتقييم.

 تصحيح العلاقة بين جماعة الأخوان المسلمين والنظام السياسي يصب في مصلحة الوطن، وحظر جماعة بهذا الحجم ليس الإجراء السليم، والحل يكمن في "التوفيق السياسي"، وفقا للمصطلح التجاري، وذلك بالبحث عن صيغة لتوفيق أوضاع الجماعة، لتمارس دورها تحت الضوء.

 المهم في مناقشة هذا الموضوع يجب أن ننطلق من معنى أساسي مهم،  وهو الصالح العام، أن الإخوان والسلطة وغيرهما عناصر تكون الوطن، ويجب أن نضع مصلحة هذا الوطن ـ فقط ـ في المقدمة.
تاريخ الإضافة: 2014-04-16 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1178
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات