تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



أفلام كارتون | الأمير كمال فرج


 قررت أن لا أشاهد الفضائيات العربية، فخير لي أن أشاهد أفلام الكارتون التي تقدمها قناتا "سبيس تون"، و"إم بي سي 3" على مشاهدة القنوات العربية الموجهة التي تنشد أشياء كثيرة دون الحقيقة، لقد تحولت ظاهرة الإعلام الرسمي الموجه التي كنا نعاني منها في السبعينيات إلى إعلام آخر خاص وموجه أيضا. في  تحايل بغيض على الحرية والديمقراطية.

 لا أمل ولا فائدة ، فالأنظمة العربية تصر على احتكار الإعلام، وتحويله إلى مهرج الملك الذي يتقافز ويفعل أي شيء لإسعاد صاحبه، ..  كل قناة تنحاز إلى النظام الذي يمولها، .. فـ "العربية" تنحاز للسعودية، و"الجزيرة" تنحاز لقطر، و"النيل" تنحاز لمصر، كل قناة تمارس الكذب والتضليل وتصفية الحسابات، وابتزاز الدول والشعوب،  دون أدنى احترام للمهنية والموضوعية، والضحية لاشك هو المشاهد العربي الذي يضيع وقته بين كاذب وأشد كذبا.

 أصبحت القنوات الفضائية الرسمية والخاصة أدوات لتقديم أفكار معينة، بغض النظر عن قيمة هذه الأفكار، أصبحت أداة سياسية خبيثة لإثارة القلاقل والنزاعات، وتصفية الحسابات، وضاعت بين هذه وتلك قيم الإعلام الهادف.

  شعارات القنوات كثيرة براقة، ولكن حتى الآن لم أر قناة فضائية واحدة مستقلة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فهذه قناة تنادي بالديمقراطية وحرية الشعوب، وتنادي بحرية الرأي والرأي الآخر،  بينما النظام الذي يصدرها ـ وعلى طريقة فاقد الشيء لا يعطيه ـ  أحد أكبر الأنظمة القمعية في العالم، والمواطن البسيط الذي يعيش في هذه الدولة لا يجرؤ أن يفتح فمه بكلمة معارضة.

 قناة أخرى تنادي بحرية الإعلام،  بينما النظام الذي أصدرها يقيد الحريات، قناة ثالثة يشرف عليها داعية مشهور، يتورط ابن هذا الداعية بزواج عرفي مع فتاة حضرت للقناة باحثة عن وظيفة، وعندما واجهته الفتاة، ووصل الأمر إلى الإعلام ، أنكر الداعية وابنه هذا الزواج، وانتهى الأمر بالفتاة إلى الانتحار.

 قناة رابعة تدعي أنها قناة الأسرة العربية، في الوقت الذي تذيع على مشاهديها القبلات المحمومة، وبرامج الواقع الأجنبية التي ترصد العلاقات الجنسية غير المشروعة، وحوارات زوجية خاصة جدا عن العادة الشهرية، ..  قنوات عربية عديدة واجهات زجاجية جميلة للدعارة والتحرش والقوادة ، والعري،  والمجون، وغسيل الأموال، وهناك وقائع محددة تشير إلى ذلك.

ويصل الهوس المحموم للتنافس والشهرة وتحقيق الأرباح إلى متاجرة بعض القنوات بجثث العاملين بها الذين سقطوا في أماكن الخطر، واستخدام ذلك في الترويج الإعلامي. كما حدث من قناة عربية قتلت مراسلتها والمصور المصاحب لها في العراق، وبدلا من أن تتحمل القناة مسؤوليتها في عدم توفير الأمن الكافي لمراسليها، راحت  تؤكد ـ بكل برود وجشع ـ أن مقتل مراسلها ضريبة للحرية الإعلامية.

 وقد وصل الأمر إلى حد المتاجرة بالشعارات الدينية ، حيث تدَّعي قناة دينية أنها "طريقك إلى الجنة"، مستغلة بذلك الوازع الديني الذي يتميز به الإنسان العربي، وهذا لاشك منتهى الاستخفاف بالمسلمين الذين يعلمون دينهم جيدا، ويعرفون جيدا سبل دخول الجنة، وليس من بينها بالطبع مشاهدة قناة فضائية.

 واستمرارا في خطة الكذب والرياء، تستعين بعض القنوات العربية بشيوخ موجهين بذقون طويلة، يقبضون رواتبهم طوال العام، ليخرجوا وقت الحاجة،  ليؤكدوا ويدعموا الموقف الذي تتبناه القناة، مثال على ذلك شيخ ظهر بعد وفاة الشاب التونسي محمد بوعزيزي منتحرا، ليؤيد  من على شاشة القناة الانتحار،  ويعتبر المنتحر شهيدا، وهو ما دفع شباب كثيرون للانتحار في عدة دول عربية في مصر والجزائر وموريتانيا والسودان.

 هناك قنوات عربية تمارس عملية مسح جماعية لأمخاخ المشاهدين، فتحول العدو إلى صديق، والصديق إلى عدو، وتصرف الأنظار عن أهداف معينة لتبرز أهداف أخرى تتفق مع أجندتها الخاصة.

 البعض يؤيد مثل هذه القنوات، ويعتبرها مثلا للحرية الإعلامية،  وذلك بالطبع جزء من الخطة الإعلامية الشيطانية، وهي أن يعتقد المشاهد لهذه القنوات معظم الوقت أنه يشاهد قناة حرة جريئة، من خلال الموضوعات الجريئة التي تقدمها، حتى تحين اللحظة المحددة لتقديم أكذوبة كبري، فيكون المشاهد حينها مستعدا لقبول أي شيء، وهو أسلوب شيطاني ، يشبه عملية دس السم في العسل.

 هناك فضائيات عربية تروج للفكر الإرهابي تحت ستار الحرية الإعلامية والسبق الصحفي، فقدمت العديد من القتلة والإرهابيين كضيوف معززين مكرمين ليبثوا سمومهم على الناس،  وكانت هذه القنوات في كثير من الأحيان الصوت الإعلامي  للإرهاب في العالم، في وقت يبذل العالم فيه جهودا متواصلة لمحاربة الإرهاب وغلق قنواته التحريضية.

 وتمارس بعض القنوات الفضائية العربية جريمة الابتزاز مع الأنظمة العربية، كما حدث من إحدى القنوات التي أذاعت خبرا مصورا للقبض على أميرة تنتمي لأسرة حاكمة في دولة عربية، كوسيلة ضغط، وعندما ينجح الضغط تتوقف عن بث مثل هذه الأخبار، وهكذا.

 كشفت وثائق موقع "ويكيليكس" عن وثيقة دبلوماسية صادرة عن السفارة الأميركية في الدوحة نشرتها "الجارديان"  تؤكد استخدام دولة قطر قناة "الجزيرة" في ابتزاز عدة دول،  ومن بينها مصر، تذكر الوثيقة أن "الجزيرة ، هي أداة ابتزاز في يد الحكومة القطرية التي تستخدم القناة لـ “ورقة مساومة” في مفاوضاتها السياسية الخارجية من خلال تكييف التغطية الإخبارية للقناة ، حيث يعرض المسؤولون القطريون على زعماء عرب وأجانب إمكانية وقف بث تقارير ومواد إعلامية نقدية تتعلق بهم وببلدانهم، مقابل تنازلات سياسية كبيرة.

 وكشفت وثائق "ويكيليكس" أيضا أن لقاءً سرياً جمع بين الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطرى ومسئول إسرائيلى نافذ فى السلطة، وكشف فيه الشيخ جاسم للمسئول الإسرائيلى أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، وأن "قناة الجزيرة" ستلعب الدور المحورى لتنفيذ هذه الخطة، عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث هذه الفوضى، وهذه الوثيقة ربما تكون الوحيدة التي تؤكد أن الابتزاز أحد أهداف بعض القنوات العربية.

 سأتوقف عن مشاهدة القنوات الفضائية العربية، لأننا استبدلنا الإعلام الحكومي الموجه القديم بإعلام آخر أكثر توجيها وخبثا وتدميرا، سأتوقف عن مشاهدة هذه الفضائيات الخبيثة، وأكتفي بمشاهدة أفلام الكارتون.

تاريخ الإضافة: 2014-04-16 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1074
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات