تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الشرارة الأولى | الأمير كمال فرج


بلغ عدد المشتركين في الموقع الاجتماعي الأشهر "فيس بوك" في مصر  حتى هذه اللحظة 6.198.500 ، وذلك وفقا لبيانات حصلت عليها من الموقع نفسه، كنت أتوقع أن يكون العدد أكبر، ولكن إذا ضممنا المصريين العاملين في الخارج ويتراوح عددهم بين 6 : 7 ملايين . يمكن إضافة عدة ملايين لهذا الرقم.

 الكثيرون يؤكدون أن موقع "فيس بوك" كان السبب في اندلاع الثورات العربية، بل أن البعض يؤكد انه لولا "فيس بوك" لما تحرك أحد، وظلت الأنظمة الدكتاتورية قابعة على أنفاس شعوبها حتى الآن، وقد تحركت المخيلة الشعبية في هذا الاتجاه، فظهرت رسوم كاريكاتورية تقول أن "فيس بوك" سبب الثورات.

بالطبع لا ننكر فضل مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "فيس بوك" في الترويج لثقافة الثورة، وتحريك الجموع الثائرة في تونس ، ثم مصر، ثم ليبيا، ثم اليمن، ثم سوريا والبقية تأتي .  وحشد التأييد للمظاهرات والاحتجاجات التي تمت قبل الثورات وبعدها، ولكن ليس من الصواب أن نسند فضل الثورة إلى موقع مهما حظي هذا الموقع من انتشار.

السبب الأول هو عدد المشتركين في الموقع والذي لا يتعدى السبعة ملايين، والذي لا يقارن بعدد مشتركي الهاتف الجوال الذي يصل إلى عشرين مليون نسمة، والسبب الثاني هو أن الثورة استمرت وامتدت ونجحت . حتى بعد أن قطع الأنظام لخدمة الإنترنت.

قام النظام المصري، ومن بعده النظام السوري بقطع خدمة الإنترنت، في محاولة لكبح  انتشار الثورة، ولكن ذلك لم يمنع النار من الانتشار في الهشيم، وفي ذلك دليل على أن الإنترنت والمواقع الاجتماعية ليست السبب في نجاح الثورات، وأن السبب الحقيقي يكمن في إرادة الشعوب.

لا ننكر فضل الإنترنت عموما في دعم الثورات وإيصال أصوات الشعوب المقهورة إلى العالم، فعلى مر الثورات كان الإنترنت هو الوسيلة الوحيدة لنقل المظاهرات والمواجهات والجرائم إلى العالم، في وقت منعت فيه الفضائيات العالمية من العمل . وفي أقل الأحوال حوصرت، وتم تقييد عمل مراسليها.

ساهمت أجهزة الاتصال الحديثة كالهواتف الجوالة والإنترنت في نقل الأخبار لحظة بلحظة. حتى أن الفضائيات اضطرت للاعتماد على ما يلتقطه الهواة والمدونين والمواطنين، كما أن مواقع الإنترنت العالمية كاليوتيوب كانت أكبر وسيلة إعلامية مجانية لنشر مقاطع الفيديو التي ترصد إيقاع الثورات لحظة بلحظة.

 رغم ذلك كله فإننا لا ننكر أنه لولا وجود عناصر الثورة لما تحقق شيء، لقد كانت الثورات العربية أشبه بمرجل يغلي ويغلي .. حتى جاءت لحظة الفوران الكبرى، فأطلقت الحمم . كانت مواقع التواصل الاجتماعي أشبه بالشرارة الأولى التي أعلنت الثورة .. عندها كان كل مواطن جاهز معبئأ من الداخل للقيام بثورة. أي ثورة.

 كان السبب الرئيسي لنجاح الثورة الشعب نفسه، فالثورة في الأساس ـ كما في الحب والكره وضغط الدم ـ ، عامل نفسي انضمت إليه عوامل أخرى اجتماعية. وكثيرا ما ظهرت دعوات للثورة في مجتمعات لا تملك العامل النفسي لها فماتت الدعوات في المهد.

 المواقع الاجتماعية كانت بمثابة "البوق" الذي أطلق نفير الحرب، ولكن ما جدوى النفير إذا لم يلبي أحد الدعوة للجهاد؟،  ما جدوى أن تشعل عود ثقاب وتقربه من الماء، عود الثقاب لن يفيد إلا مع مادة قابلة للاشتعال.

 وردا على سؤال عن احتمالية انتقال عدوى الثورات إلى بلاده قال وزير خارجية إحدى الدول العربية أنه من المستحيل أن يحدث ذلك، مرجعا السبب في الثورات العربية إلى الظروف المعيشية، والمظالم التي تعرضت لها الشعوب، وهي عوامل لا توجد في بلاده.

 ومع تجنيبنا عملية "الاستبعاد" هذه،  والتي صدرت من قبل من النظام المصري الذي "استبعد" انتقال ثورة تونس إليه، و"استبعاد" النظام الليبي انتقال ثورة مصر إليه، و"استبعاد" النظام السوري انتقال ثورة ليبيا إليه . ورغم ذلك "الاستنكار" انتقلت الثورات. إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية ليست السبب الحقيقي لاندلاع الثورات.

 الكثيرون يحاولون تصوير ثورات الشعوب بأنها ثورات جياع، وكان ذلك قمة التعالي والتغابي وتزييف الواقع، فالثورات العربية اندلعت في الأساس من أجل الحرية. لم تقم الثورات على يد شباب فقير معدم، على العكس بدأت على أيدي شباب جامعي من طبقة اجتماعية ميسورة تتعامل مع التقنية وتحلم بالحرية. لم تقم السلطات على يد شباب متدين، على العكس وقف المتدينون أمام الثورة وحرموا التظاهر والخروج على الحكام. قامت الثورة على يد شباب آمن بالحرية، وخرج للحصول عليها.

 هناك بالطبع عوامل مساعدة لقيام الثورات. كالضعف الاقتصادي وتفشي الظلم والفساد والفوارق الاجتماعية، ولكن يبقى الدافع الحقيقي هو "الحرية".

 إذا كان الفقر هو دافع الثورات كما يدعي هؤلاء، فلماذا لم يثر فقراء أمريكا؟ ..، ولم يثر الفقراء في كل الدول، وفي كل دولة مهما حققت من الرخاء الاقتصادي فقراء. إذا خيرتني بين الخبز والحرية ، سأختار الحرية، لأن الحرية هي التي ستوفر لي الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية.

 ساعدت التقنية على تقارب الشعوب، فأصبح المواطن العربي يشاهد عن قرب أوضاع الشباب في دول أخرى متقدمة، وكيف تختار الشعوب حكامها وممثليها، وكيف تحقق الشعوب العدالة الاجتماعية، "الصورة المغايرة" دفعت الشباب العربي إلى أن يسأل ويقارن،  ويسأل لأول مرة عن حقوقه.

 الماء والهواء والحرية عناصر ثلاثة لازمة لبقاء الإنسان على قيد الحياة، ولن تتوانى الشعوب عن المطالبة بها، ومادام أحد هذه العناصر غير موجود، فتوقع الثورات تلو الثورات . مادامت المادة قابلة للاشتعال . توقع النار مع أول عود ثقاب.
تاريخ الإضافة: 2014-04-15 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1169
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات