تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



حركة تصحيح للحب | الأمير كمال فرج


أريد أن أبتكر حبا جديدا ..، هذه ليست خاطرة عاطفية، ولكنني أتكلم بجد، أريد أن اخترع في بوتقة المشاعر مصطلحا جديدا لكائن جديد .. أكتشف حبا جديدا، يقع في مدار لايعرفه أحد ..، حب أعلى من الصداقة وأقل من الغرام، شبيه بحب الأم والأب والفن والطبيعة، والصديق، حب منزه عن الغرض والمنفعة.

لم لا ، والأبالسة من البشر يخترعون كل يوم شكلا جديدا للزواج يحقق لهم مآربهم في مواقعة النساء كزواج المسيار ، والمسفار ، وزواج الفريند، والمؤانسة، والزواج بالدم ، والزواج العرفي والسياحي، وزواج الإنتداب، وزواج سكتم بكتم،.. هذه الأفكار الشيطانية التي امتهنت المرأة، وحولت رابطة الزواج السامية إلى فراش ولحظات متعة معدودة في شقق أشبه ببيوت الدعارة.

اليوم سنخترع في الاتجاه المضاد حبا جديدا أكثر أخلاقية وأكثر سموا ونبلا ، مستلهمين في ذلك الحب العذري القديم الذي أسسه الأجداد، فلطخناه بالعري والمال والعار وسوء الظن.

الحب الجديد الذي أدعو إليه يختلف عن حب الرجل لزوجته، فالحب هنا ليس غرضه الزواج، ولكنه يتسامى الى ما هو أسمى من ذلك. ماهو الشعور الذي ينتابك عندما تقف أمام لوحة جميلة، منظر الأشجار الخلاب، هدير البحر وسكونه، إنه حب من نوع خاص، ليس هدفه التملك والاستحواذ، ولكنه مزيج من الإعجاب والانجذاب والتقدير والإيثار والإقرار بقدرة الله.

أريد أن أبتكر حبا لا يخالف الشريعة، ولكنه يؤاذرها، ويعلي من قيمة عاطفية جديدة لم يعرفها البشر من قبل، وهي قيمة العفة والعطاء والتقدير للسجايا الإنسانية. لأن إعلاء القيمة النبيلة والانتصار لها هزيمة للقيم السلبية، ودعم الصواب خسارة للخطأ. وإضاءة النور فناء للظلام.

الحب الجديد الذي أريده يعلي من قيمة العلاقة بين المرأة والرجل، يرفعها من فخ العلاقة الحيوانية إلى علاقة كائنات إنسانية رفيعة راقية، تعرف الصواب من الخطأ، الحب الجديد يعيد العلاقة بين الذكر والأنثى إلى سيرتها الأولى من الرفعة والرقي والاحترام والنبل، بعد أن دمر الإنسان قيمة الحب الذي أصبح في كثير من الأحيان مرادفا للجنس والانفلات الأخلاقي والفجور.
الحب الجديد سيمنح الإنسان أبعادا أخرى من التفاعل والمودة والعطاء، ويشرعن ويؤصل البعد الأخلاقي في العلاقة بين أي رجل وأي امرأة.. هذا الحب الجديد لن يعترف بالعمر أو الطبقات الاجتماعية أو الحالة الاجتماعية، فمادام نزعنا منه الغرض فلن يكون للعمر قيمة، ولا المستوى الاجتماعي قيمة، ولا الحالة الاجتماعية قيمة.

الحب الجديد سيخرج عاطفة جديدة مطمورة من داخل التراب، ويمنحها الضوء والحرية، فبدلا من ممارسة هذه العاطفة في الظلام، سيتم ممارستها في النور بلا خجل، أو حرج. بل أن الجميع سيسعد بها لدورها الأخلاقي النبيل.

الحب الجديد يعترف بالموروث الديني الذي يقر الزواج كعلاقة شرعية بين الرجل والمرأة، ولا يخدش أبدا هذه العلاقة، ولكنه يحميها ويحافظ عليها، وهو خير ضمانة لحماية هذه العلاقة السامية، لأننا عندما نروض ونهذب المشاعر غير المنضبطة كالنهر الهائج بعمل فروع ومسارات منظمه لتدفقه، سيكون أكثر انسيابا، وأمنا، نتجنب الفيضانات المدمرة.

الحب بهذه التركيبة الجديدة سيتيح للرجل أن يحب زميلته في الجامعة أو العمل، سواء أكانت متزوجة، أو عزباء، ويتيح للمرأة أن تحب زميلها في الجامعة أو العمل سواء أكان متزوجا أو عازبا، ويتيح للرجل كبير السن أن يحب فتاة صغيرة، وهكذا تكون لغة المجتمع العامة هي الحب، بالطبع سيتحسس البعض من كلمة "الحب" لارتباطها في الذاكرة بمعاني من الصعب أن تتغير، تدور كلها حول الحرام والخطأ والفواحش. لذلك سنبحث عن مسمى جديد، وليكن "المؤاثرة".

و"المؤاثرة" من الإيثار ، وهو تفضيل الغير على النفس، وهذا المعنى بما يتضمن من تقدير للآخر كفيل بضبط العلاقة، فيقول الرجل عن زميلته في العمل "هذه رزق غيري"، وتقول الزميل عن زميلها في العمل "هذا رزق غيري"، وذلك أدعى لكي يحافظ كل طرف على عفة الآخر وخصوصيته.

 نحن لا نستطيع حجب المرأة وحبسها في المنزل بلا تعليم أو عمل، لأن الله خلق الأرض للذكر والأنثى، ولم يخلقها لجنس دون الآخر، والواقع يؤكد أن المرأة ستعمل، وستكون بجوار الرجل في دور العلم والمستشفى والمصنع والمدرسة، وغيرها من مجالات العمل المختلفة، لذلك فإن "المؤاثرة" ستجعل الرجل يحافظ على المرأة، والمرأة تحافظ على الرجل.ولن يكون للشيطان مكان بينهما.

نريد عندما يجتمع كل رجل بامرأة أن يكون ثالثهما الاحترام والتقدير والعفة والزمالة. إن تنمية الوازع الأخلاقي وتدعيمه سيكون أفضل وسيلة للحفاظ على الرجل والمرأة على السواء، وهذا أفضل، لأن الحجب والوصاية والفصل، ومنع الاختلاط، وترهيب كل طرف من الآخر ، وتصوير الرجل للمرأة على أنه ذئب، وتصوير المرأة للرجل بأنها فتنة وغواية .. لن يجدي ولن يصلح، ولن يحافظ على عفة المجتمع المفقودة . ولكن الأخلاق عندما تنبع من الذات ستكون أقوى فاعلية، وأكثر ضمانة للعفة الحقيقية.

هناك عنصر مهم داخل كل إنسان اسمه "الضمير" ، وهذا الضمير هو الذي يدفع الإنسان إلى اتباع الصواب، وتجنب الخطأ، هذا الضمير هو الذي عصم الصحابي المسلم الذي وجد السيدة عائشة متخلفة عن القافلة من التفكير السيء، وأوصلها آمنة إلى الركب، .. هذا الضمير هو الذي عصم يوسف عليه السلام وحفظه من الوقوع في براثن امرأة العزيز.. ، وهو الذي يمنع الرجل من النظر بنظرة سيئة إلى زوجة صديقه، أو جارته.

ولكننا أهملنا هذا الضمير طويلا حتى تضاءل وانكمش كالعضو الذي لا يستخدم لفترة طويلة فيكون عرضة للإنكماش والضمور. وفي المقابل غذينا الغرائز الأخرى داخل الإنسان بصور شتى من الإغراءات السمعية والمرئية كالفيديو كليبات العارية والأفلام الهابطة والفواحش، ففقدت الغرائز براءتها وتشردت كأطفال الشوارع.

أولينا كل الاهتمام لفصل المرأة عن الرجل، وحجبها، وإخفائها بالسواد من رأسها إلى أخمص قدميها، وحرمنا عليها الرياضة والعمل والعلم، وألغينا في طرازنا المعماري شيء اسمه الشرفات، وشيدنا حواجز حديدية عالية بين البيوت.. للحفاظ على الخصوصية، وأصبحنا ننام بعين مغمضة وأخرى مفتوحة هلعا وخوفا على شرف العائلة، وأهملنا العنصر الأهم وهو الضمير.

هناك العديد من أنواع الحب .. حب الزوجة والإبن والأخ والأخت والعمة والخالة والأم والجدة والأصدقاء والطبيعة والقيم والزمالة والصداقة والمنظر الحسن والمعاني الجميلة .. ولكننا اختزلنا كلمة "الحب" في شيء واحد، وهو حب الرجل للمرأة، لذلك فإن الحب الجديد حركة تصحيح للحب القديم، محاولة لإعادة تعريف الحب وإعادته إلى معانيه الكثيرة التي ضاعت في الزحام..

"المؤاثرة" حركة إصلاحية للحب والمشاعر الإنسانية التي تبعثرت وتوحشت، .. نظرية جديدة لعلاقات إنسانية تؤصل لعلاقة أكثر عفة وأكثر حياء وأكثر أمنا، .. نوع جديد من الحب آن له أن يوجد وينتشر، لينعم تحت ظلاله الجميع.

تاريخ الإضافة: 2014-04-14 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1129
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات