تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



نبوءة الكاتب | الأمير كمال فرج


تنبأ الصحفي البريطاني جون برادلي في كتابه .."داخل مصر .. بلد الفراعنة على حافة ثورة" الذي صدر منذ ثلاث سنوات بثورة جديدة في مصر تخسر فيها أميركا هيمنتها على أكبر دولة عربية، وعلى الشرق الأوسط.

صدر الكتاب في 8 فصول هي "الثورة الفاشلة، الإخوان المسلمون، المسيحيون، والصوفيون في مصر، البدو وسيناء، التعذيب، الفساد، ضياع الكرامة في مصر" ويتناول الفصل الأخير "مصر بعد مبارك".

وقال برادلي إن مصر أصبحت في انتظار "ثورة مضادة" (وهو التعبير الذي شاع بعد ثورة 25 يناير، ويدعي أكثر من شخص ملكيته له) لثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952. ورأى ـ وقت صدور الكتاب ـ أن "المجتمع المصري آخذ في التحلل والذوبان ببطء تحت عاملين هما: ديكتاتورية عسكرية قاسية، وسياسة أميركية فاشلة في الشرق الأوسط".

ويبدي الكاتب إعجابه بقدرة المصريين على التحمل، ولكنه رأى أن "عوامل كثيرة تؤثر بهم، بينها العولمة والغضب الشعبي لرؤية العناصر التي تقلد الغرب والتي تسرقه تحت مسمى تحرير الاقتصاد، وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي"، لافتا إلى أن "كل ذلك يذكرنا بإيران خلال الأيام الأخيرة للشاه".

والكتاب الصادر عن دار النشر "بلغريف ماكميلان" رغم أهميته ، كوجهة نظر محايدة، صادقة منع من التوزيع في مصر، ولكن وكالة الأنباء الألمانية أعدت عرضا له عام 2008  نشرته بعض الصحف، ومنها صحيفة "السفير" اللبنانية.

وبعد نجاح ثورة 25 يناير نسترجع اليوم هذا الكتاب الذي توقع "ثورة مصر" قبل حدوثها بثلاث سنوات، وتبرز هنا قضيتان مهمتان. الأولى الواقع المؤسف الذي وصل إليه الحال في مصر قبل الثورة، والذي جعل البعض، ومنهم الكاتب يتوقع "ثورة"، وهو واقع كان جليا وواضحا للعيان، لأن الثورات في الحقيقة لا تحدث فجأة، ولكن لا بد أن تكون لها عوامل ومسببات قوية ظهرت وتجذرت، وأصبحت الثورة هنا نتيجة حتمية ومنتجا تكون نتيجة لتجمع عناصر أولية .
هذا الواقع الذي ينذر بالانفجار كان مرئيا واضحا على الأرض. لا يحتاج إلى جهد أو تقارير يرفعها سكرتير الرئيس للمعلومات، أو أعضاء حكومته. ولا تقارير يطيرها جهاز الاستخبارات الوطني، ولا أعتقد أن البطانة الفاسدة التي كانت تحيط بالحاكم السابق خدعته، وقدمت له تقارير غير حقيقية كما قال مبارك نفسه في التحقيقات.

كشف أحد مساعدي الرئيس السابق أنه لم يكن يولي التقارير الخاصة المتعلقة بالشعب أي اهتمام، وعندما لاحظ كثرتها طلب اختصارها لورقة صغيرة، كان تجاهل الشعب سمة أساسية من سمات حكم مبارك، حتى خيل لي أن هذا الحاكم يحتقر الشعب، ويعمل ضده. الكثير من المواقف التي كان فيها النبض الشعبي يقول شيئا، يأتي فيها قرار الحاكم في اتجاه آخر. في صورة غريبة ومستهجنة. وكأن الحاكم يعاند الشعب و"يخرج له لسانه".

الكثير من المواقف تؤكد ذلك .. حكم القضاء بإيقاف تصدير الغاز لإسرائيل، الرفض الشعبي لعدد من الوزراء من أصحاب السمعة السيئة، السمعة السيئة للأمين العام للحزب الوطني أحمد عز، وزراء فاسدون تورطوا في جرائم كبرى كإدخال المبيدات المسرطنة للبلاد، ونهب المال العام، وأصبحوا مرفوضين شعبيا، ولكن النظام كان دائما ضد رغبات الشعب، وأحد الأدلة على ذلك بقاء وزير الثقافة فاروق حسني في الوزارة 20 عاما حكومة وراء الأخرى رغم الرفض الشعبي المتكرر له.

سدّ النظام الحاكم  30 عاما آذانه عن الشعب، وصادر كل رأي معارض سواء أكان في الداخل أو الخارج، لقد كان المنع إجراء سهلا. يصدر بجرة قلم، ولكن نتائجه كانت مدمرة، فلو قرأ الحاكم كتاب جون برادلي هذا، واستوعب ما فيه، لكانت هناك أمامه فرصة كبيرة للإصلاح.

 لو كان المجتمع يتمتع بحرية الرأي والتعبير كما كان النظام يدعي،  لما صودر مثل هذا الكتاب الذي كان يدق ناقوس الخطر، ولكن النظام الذي صادر دائما الرأي الآخر، راح يداعب القنبلة ببلاهة .. إلى أن صم آذانه دوي الانفجار.
كثير من الكتاب تحدثوا عن الواقع المؤلم، وحذروا من الانفجار، ولكنهم كانوا كمن يصرخون بين مجموعة من الصم والبكم .

لم أستغرب كل ما قاله برادلي في كتابه. سواء وصفه للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، والذي قال عنه "ليست له صلات حقيقية بالناس، وليس له حتى وجود حقيقي خارج المدن الكبرى"، ولا كلامه عن المعارضة التي وصفها بأنها "متواطئة مع النظام الحاكم"، ولا تحليله لمنهج الحزب، الذي اختصره قائلا "مع غياب أي نوع من الشرعية، فإن ما يبقيه في الحكم هو التخويف والترهيب، حيث يتم بث الجبن في المجتمع من أعلاه إلى أسفله".

ولكن ما أثار في نفسي القلق تشبيه الكاتب واقع مصر وقت صدور الكتاب بالأيام الأخيرة لشاه إيران"، وهو رأي وإن كان مشروعا، فإنه يجب أن  يجعلنا ننتبه حتى لا تتحول الثورة المصرية المجيدة التي ألهمت الشعوب من ثورة حرة بلا قائد إلى ثورة يتكالب عليها الأدعياء والأرضة، وهواة الشهرة، ومحترفو غسيل المواقف،  سواء أكان هؤلاء الأدعياء من دعاة الغرب الذي خسر بالثورة أهم معقل له في الشرق الأوسط. أو آخرين من دعاة التطرف وتجار الشعارات الدينية الذين يريدون أن يعيدوا مصر 200 سنة إلى الوراء.

القراءة فضيلة، وأول أمر إلهي للمسلمين كان "اقرأ" .. ولكن الحكام العرب لا يقرؤون .. يستسهلون المنع .. فيمنعون الرأي بجرة قلم ..، وهم لا يعرفون أنهم بذلك يطفئون سراجا من الضوء كان من الممكن أن يحميهم من السقوط في البئر.
تاريخ الإضافة: 2014-04-07 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1146
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات