تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



100 فائدة | الأمير كمال فرج


زرت العديد من بلدان العالم، وفي كل بلد قصة، ودهشة، وركض، وتجربة إنسانية جديدة تؤكد أن في السفر ليس 7 فوائد فقط، ولكن 100 فائدة ، فالسفر معرفة، وترفيه، وترويح، وثقافة، وتنوير، وتثقيف، وتسامح، وتواصل، وصحافة، وكتابة، ومقارنة، وتبادل للخبرات، والتعارف مع أشقاء لنا في البشرية باعدت بيننا وبينهم التضاريس.
في ماليزيا أعجبني التعدد العرقي، حيث نجحت الدولة الآسيوية في تحقيق الوئام بين عرقياتها الثلاثة المتنافرة، الهندية والصينية والمسلمة، وتحويلها إلى عامل فخر، لتصبح بحق نموذجا لآسيا الحقيقية، وفي تايلند أدهشني اجتماع النظافة والفقر، وفي فرنسا أعجبتني الفتاة الفرنسية خفيفة الظل، ومضيفات الـ  Air France اللائي يتفانين في خدمة الركاب وكأنهن صديقات أو خليلات، وسألت نفسي هل المشاعر الإنسانية يمكن تمثيلها لتصل لهذه الدرجة من الصدق.

وفي فيينا الجمال الرباني الذي تجسد في الطبيعة والأبنية والشوارع والوجوه، وفي الدنمارك رفاهية الكلاب ، فما بالك بالإنسان؟، وفي دبي تقديس العمالة في خور دبي للعمل الذي جعل من الإمارة الخليجية الصغيرة في سنوات معدودة في صدارة المدن التجارية والصناعية والسياحية بالعالم، وفي باريس مترو باريس، والحي الـ 18، وفي المغرب أعجبني التمسك بالتراث، وفي الأردن المنسف الذي ينسف أي محاولة للريجيم.

وفي السعودية أبهرني الحرمان الشريفان، وتقدير السعوديين للآخر، وفي قطر أعجبني نجاح الدولة الصغيرة التي لا تكاد ترى على الخريطة في صناعة إعلام خاص يثير ـ مع التحفظ على مضمونه وأهدافه ـ الجدل في بقاع عدة من العالم، وفي البحرين الجمع بين التقاليد وروح العصر.

أفضل تجربة الماليزية، وأفضل أفكار تسويقية الباص السياحي في باريس، وتفصيل البدل في 15 دقيقة في بانكوك، ووادي السيلكون في ماليزيا، وبرج خليفة الأطول في العالم في دبي، والاعتزاز بالصناعة الوطنية في هونج كونج.

هناك مدن تحرضك على الكتابة ، وأخرى باردة خالية من المشاعر "تخلص بسرعة" ، وأكثر دولة كتبت عنها تقارير صحفية في رحلة واحدة لبنان بعدد (8 تقارير)، والأقل النمسا بعدد (1) تقرير، والبلد الوحيد الذي حرضني على وضع كتاب عنه من أدب الرحلات الدنمارك التي كتبت عنها كتاب "فرسان من حجر".

أفخم درجة خطوط طيران كانت القطرية، وأفخم فندق كان الريتز كارلتون الدوحة، وهيلتون بانكوك، وفيرمونت باب البحر في دبي، أفضل مطار كوبنهاجن، وأفضل مواصلات داخلية في باريس ودبي، والأفضل في سرعة إصدار الفيزا فرنسا، وأفضل تعاون من المضيفات القطرية، والأقل في اهتزاز الطائرة القطرية، وأفضل شعب صحي الشعب التايواني.

أفضل مرشد سياحي هو دوك صاحب التوك توك الذي تعرفت عليه في بانكوك، وكان مرشدي السياحي الشخصي طوال الرحلة، أطلب منه ركوب فيل فينطلق، أطلب منه السهر في ملهي ليلي فينطلق، أريد شراء حذاء ينطلق، وكان مطيعا لدرجة أنني كنت أصعد إلى غرفتي ويظل أمام الفندق منتظرا في التوك توك الخاص به مستعدا دائما لبدء جولة جديدة.

أخطر مكان دخلته كرستيانيا في كوبنهاجن، وهي منطقة غير خاضعة لسلطة الشرطة، ومناطق مسيحية في بيروت عقب إغتيال قيادي مسيحي بارز.

دعوات صحفية كثيرة تصلني، أقلها كانت 3 أيام ومعظمها كان لدول عربية قريبة، وأطولها 13 يوما قضيتها في ماليزيا، ورغم جمال الدولة الآسيوية إلا أن 13 يوما كفيلة بأن تصيبك بالملل، وبالنسبة للمسافة السفر ترواحت بين 2 ساعة وكانت لدول عربية مثل الأردن والإمارات، إلى 8 و9  ساعات طيران وهي المسافة التي تستغرقها الطائرة إلى كوالالمبور وتايبيه.

قبلت الكثير من الدعوات واعتذرت عن الكثير أيضا، ومن الدعوات التي اعتذرت عنها دعوة من قناة LBC لحضور حفل ختام برنامج المواهب ستار أكاديمي في بيروت، ولا زلت أتذكر كيف كانت المسؤولة عن التنسيق الإعلامي عن الرحلة تحاول إقناعي بتلبية الدعوة، واستغربت عندما قالت لي ؟ "لو أردت عدم حضور الحفل لك ذلك، المهم أن تحضر"، والبلد الوحيد الذي تلقيت دعوة لزيارته ، ولم أتمكن بسبب تأخر التأشيرة هي إيطاليا. 

ومن الدعوات التي اعتذرت عنها أيضا دعوة لحضور حفل إطلاق برنامج للمذيعة المتألقة رزان مغربي في دبي، وكان الأمر محرجا عندما اعتذرت لمشاغل في العمل، فاتصل بي موظف العلاقات العامة بالقناة ملحا،  ويؤكد أن رزان تدعوني بالاسم، وفي اتصال لاحق مع رزان ضحكت كثيرا عندما قالت لي بلهجتها اللبنانية المرحة "ياسيدي حن علينا ياسيدي".

ومن الدعوات التي اعتذرت عنها أيضا رحلة إلى أيرلندا، ولا زلت أتذكر أيضا كيف حدثني مسؤول الشركة الداعية ليلح علي بالحضور، واعتذرت أيضا عن رحلة ثانية إلى ماليزيا لأن 13 يوم سابقة كانت كافية.

عندما تدعو جهة ما الصحفي تعتقد أنه سيكتب عنها ما تشاء، إلا أن ذلك لا ينطبق علي ، فالدعوة تتيح للصحفي التعرف عن قرب عن المنشأة، ولكن عندما يكتب يجب أن يكتب ما يقتنع به، وما يتفق مع المهنية والموضوعية، بالطبع هذا لا يطبق في جميع الأحوال ، ولكن هذه قواعد ثابتة عندي .

وفي أحد المرات تلقيت دعوة صحفية لحضور مؤتمر طبي في دبي، وبعد عودتي كتبت متابعة صحفية عن المؤتمر ، إلا أنني فوجئت بمسؤول الشركة الداعية يتصل بي ويطلب مني تقريرا آخر ، فاعتذرت ، فالصحفي ليس مندوبا للإعلانات، وكانت هذه نهاية علاقتي بهذه الشركة. 

أغلى الدول في الأسعار فيينا لدرجة أنك عندما تشتري شيئا من بقالة يطلب منك سعر الكيس 15 سنت، وأرخصها بانكوك التي تتعامل بالبات، وعربيا أغلى المدن بيروت،  وأرخصها القاهرة.

معظم الصحفيين يتعاملون مع الدعوات الصحفية كرحلات سياحية ووسيلة للانطلاق والانعتاق من القيود، إلا أنا، فالرحلة الصحفية عندي فرصة لإعداد أكبر عدد من التقارير، واكتشاف معالم جديدة في الكتابة والصحافة . وهذا سر شقائي، لأنني لا أستمتع بالرحلة أبدا، وغالبا ما أترك الفندق الخمس نجوم وحفلات الاستقبال الصاخبة،  وأتسلل بالكاميرا والمسجل إلى Downtown لأرى الحقيقة.

ومن المواقف الصعبة التي واجهتني ماحدث في بيروت، حيث استوقف الشرطة الباص الذي كان يحملنا في طريق العودة إلى المطار، وقال لي بلهجته اللبناية ليش تصورني ؟، وبعد أن علم أننا صحفيين تركنا .

ومن المواقف الطريفة كذلك عندما كنت متجها إلى المطار لتلبية دعوة في دولة خارجية، وكانت الأجواء المناخية غير مناسبة، ولم أتصل بالمنزل، أثناء وجودي في مطار جدة انتظارا للرحلة المقبلة، فوجئت بالإذاعة الداخلية بالمطار تنادي على اسمي وتطلب مني الحضور ، فأصابني ذلك بالفزع، وخلال المسافة إلى مقر الإذاعة الداخلية دارت في ذهني عشرات الهواجس ..، وعندما وصلت وأخبرتهم بأنني المطلوب، فوجئت بالموظف يقدم لي سماعة الهاتف ويقول "زوجتك تريد مكالمتك"..!!

ومن المواقف المحرجة عندما كنا في تايلند ضيوفا على مائدة شخصيات مهمة ، عندما صاح أحد الزملاء محذرا "هذا لحم خنزير" ، وارتبك الموقف ، ولكن المسؤولين عن الطعام تداركوا الأمر ، واستبدلوا اللحم المشبوه، وكانت المرة الأولى التي أشاهد فيها لحم الخنزير وأعرف شكله . 

ومن المواقف الخطيرة التي مرت بي عندما كنت في طريقي إلى الأسكندرية، وفي رحلة داخلية إلى جدة دخلت الطائرة في دوامات ومطبات هوائية عنيفة، وأصبحت الطائرة كسيارة تفحط على الطريق، بين صيحات الركاب وعبارات "لا إله إلا الله"، وحاول الطيار الهبوط في المطار المحدد أكثر من مرة، ولكنه فشل ، فغير مسارة وهبط  بنا في المدينة المنورة، وأحمد الله أن رزقني في هذه الرحلة بسعودي مؤمن تقي يجلس بجواري كان سببا في تماسكي في هذه التجربة العصيبة. 

وإذا كان للسفر فوائد كثيرة للإنسان، فإن الفوائد بالنسبة للصحفي أو الكاتب أعظم ، لأن السفر يضيف لمصادر الصحفي مصدرا مهما وصادقا وفعالا، وهو التجربة الشخصية.
تاريخ الإضافة: 2017-04-29 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1628
7      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات