معذرةَ يا قلبي إنَّي
أدمنتُ جميعَ الأحزانِ

قد خضتُ البحرَ ولكنَّي
لا أعرفُ بعدَ الشطآنِ

وتلاقتُ عينانَا صبحاً
وتمردَ سيفي .. عاداني

أغرقني الجذرُ بعينيها
والمَدٌّ أطاحَ ببنياني

فانفلتَ السهمُ إلى قلبي
وانغرسَ بلحمي وكياني

وظننتُ السهمَ سيقتلني
لكنَّ غرامكِ أحياني

*   *   *

أحببتكِ حباً عُذرياً
يسري في صمتِ الأكوانِ

وأتيت إليكِ معذبتي
وذبحتُ أمامكِ قُرْبَانِي

ومضينا طيرانَ نغني
أغنيةَ اللحنِ الفتانِ

وحفرنا العهدَ بقلبينا
والبحرُ الشاهدُ والراني

أن نرحلَ للشمسِ طيوراً
أن نملأ كلَّ الأوطانِ

شجراً ونجوماً وورودَا
ومَرَابعَ حُبٍ وحنان

أقسمنا قسماً مكتوباً
في ضوءِ الشمسِ المزدان

أن نبقى زهراً مروياً
بربيعِ الحُبَّ الولهانِ

أن نبقى قدراً أزلياً
أن نحيَا رغمَ الأشجانِ

وحلمتُ كثيراً وكثيراً
لكنَّ سرابُكِ أعماني

*   *   *

فلماذا يا زهرةَ عمري
حطمتِ زهورَ العيدانِ

فأنا مقتولٌ يا قدري
وسنا عينيكِ هو الجاني

يا حزنَ الحنطةِ في روضي
وضياعَ زهور النيسَانِ

قدري أحزانٌ مشْروعةٌ
قيثارى مَزَّقَ ألحاني

والشطُّ تباعدَ عَن سفني
والحزنُ استوطَنَ وجداني

لكني لن أبقى أبداً
في دربِ الحزنِ وأشجاني

وإذا فكرت بأن تأتي
وتعودي للقلبِ الحاني

لن تجدي المشتاقَ لأني
سأغيرُ حتماً عنواني

كفرالزيات في 1988م