بلادي مسربلةُ بالجراحْ
كصفصافةٍ مزقتها الرياح

كزهرةِ شمس بسجنِ الدياجي
تتوق وتهفو لضوء الصباح

طواهاَ المماليك بالخيل ليلاً
وباعوا المليحة ذات الوشاح

وباعوا المدائن باعوا الصواري
وباعوا زهورَ الرياض الملاح

*     *     *

لماذا تموتين في القهر مني
وقد كنت بالأمس نهر الكفاح

وكنت الحقيقة في عهد زيفٍ
تشدق في أرضنا بالصياح

لماذا تموتين في الليل مني
وقد كنت بالأمس شمس السماح

هو الصمت كبل بوح الأغاني
وأجهض في الحرب لحن السلاح

*     *     *

على الضفتين يموتُ الصهيلُ
وتكبو خيول الزمان المباح

فيا عربُ هبوا من الموت هياَ
إلى الأرض، ليس يفيد النواح

فلسطين عصفورةٌ في المزاد
فلا تتركوها لحفل المزاح

وهل نترك القدسَ إرثا سليباً
يعربد فوق ثراهُ النباح؟

*     *     *

على ساحةِ الجرحِ يا قاتلي
أنا واقف ضد كل الرماح

دمي ليس لافتةَّ للطغاه
دمي العربي سيوفُ فصاح

على مر تاريخنا المستنير
منحنا الشموس وسام النجاح

فيا جرحنا طِبْ فإنا نسورٌ
أبينَا عهودَ الثرى المستباح

*     *     *

بلادي أفتش عنكِ كثيراً
وأسأل عنك السما والبراح

وأسأل عنك رياح المنافى
وأسألُ عنك الربى والبطاح

تطالعني اللافتات الحزانى
معلقةً في طريق الجراح

وأسأل : هل يشرق الفجر يوماً
ويأتي من الأفق يوماً صباح؟