بلقب الإطارِ هنا باديهْ
من الحسن صورتك الغالية

مؤطرةً بعقيقٍ ثمينٍ
يضئ على الظلمةَ الداجيه

أطلت علىَّ بوجهٍ صبوحٍ
وسحر تملكَ وجدانيه

ولحظ رنى كابتسام النجوم
بأهدابهِ فتنةٌ طاغيه

وثغرٍ أنيقٍ كزهرة دفلى
تغني بصحبتها ناديه

وراحت من الرسم ترنو إلىَّ
ببسمتها الغضة الصافية

وطافت على ناظرىَّ رؤاها
كنسمةِ صيفٍ على رابيه

كأن الإطارَ يحيط شموساً
تسامت بأضوائها زاهيه

أهلت على القلب طيفاً جميلاً
وترنيمةُ حلوةٌ حانيه

فذابَ على العمر نهر الجليدِ
وهامت على الأفق أحلاميه

تكلمْ إلى الصبَّ يا رسمهاَ
لتزهر في الدرب أفراحيه

تكلمْ وحاكى الفؤاد المعَنىَّ
وروِ المنى الصبة الظاميه
   
حنانيك يا ذات أحلى عيونٍ
فبحرك أمواجهُ عاليه

فقدت باعصاره زورقي
وضاعت من الأفق شطآنيه

غرامك في القلب لحنُ شجىُ
ومعزوفة للهوى شاديه

وطيفك حين يزور الليالي
تغنى العصافير في الباديه

(أحبكَ) وشمُ على الرابيات
ويحفظها النهر والساقيه

وتنسجها الريح عقداً فريداً
ويعرفها الحرف والقافيه

فيا واحةَ الطيبِ لب النداءَ
ويا زهرة الشمس رفقاً بيه

حبيبةَ كل الروابى رحلت
لتورقَ في القلبِ أحزانيه

ولكنَّ حسبيَّ منكِ إطارُ
أراهُ فتنجابُ آلاميه

وحسبي من العشق ذكرى غرام
تهادى وغنى بأوتاريه

وتكضي الليالي بطيئاً بناً
ويبقى إطاركِ تذكاريه.