ورأيتها والعطر يسري حولها
حسناء تعدو في الحقول وتمرحُ

سكن الصباح الصحو فوق جبينها
وغدا يداعبها النسيم ويمزحُ

وتلاقت العينانِ صرنا هكذا
طيرينِ في أيكِ الغرام نسَّبحُ

ورحلت في بحر العيون وذبت في..
اللحظَ الذي يسبى القلوب ويجرحُ

سمراُ شدتني بحسن حديثها
في ثغرهَا نارٌ تئجُ وتلفحُ

صوفيةّ العينينِ قد أبصرتها
كالزهرِ في حضن الربى يتفتحُ

عينانِ يمتدان بحراً للمدى
يحويهما طيفٌ جميلّ سارحُ

الوجهُ حورى الملامح ساحرُ
والروح تهفو بالأصالة تنضحُ

والجيدُ فجر لا يغيب ضياؤه
والشمسُ تشرق في الخدودِ وتفصحُ

هذي شموس الخلد تركض خلفها
وضاءةَّ والشعر سيلٌ جامحُ

تمشي فتمتلئ الروابي بهجةَّ
وتميل أغصان الكروم وتفرحُ

ألفيتها تنسابُ بين جوانحي
كالحلم يسري في الجفون ويسبحُ

ومضت تحدث خافقي وكأنها
طير يزقزق في الضلوع ويصدحُ

وتميل عبر الزهر رائعةَ السنا
ولحسنها ترنو الورود وتمطحُ

مصرية القسمات إنك موطني
هذي العيون هي الدليل الأوضحُ

إني شهدت النيلَ بين ربوعها
والأزهّر الميمونَ فيها ألمحُ

والقمحَ والصفصافَ والبرجَ الذي
يعلو ويحويه اليمام السائحُ

إني لأشهد أن حسنك باهرُ
لسواك لا يعطى ولا .. لا يمنحُ

حسناءُ عذراً إن تركت قصيدتي
لن أبلَغَ الأوصافَ مهما أمدحُ