تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      

المرأة الدنماركية رقيقة الحس، جميلة الوجه، هادئة الطلة، تشبه تماماً حبة الكرز عندما تضعها في فمك، وهذا ما دفع منظمي إحدى مسابقات الجمال الفريدة إلى اختيارها ملكة لجمال الأرض، حدث هذا عام 2001 عندما أقامت الفلبين مسابقة لترويج السياحة، وتم اختيار الدنماركية كاترينا سفينسون ملكة جمال الأرض، وفازت الأرجنتيتية دانيلا شوكان كملكة لنيران الأرض، وفازت البرازيلية سيمون ريجيس ملكة لهواء الأرض، وفازت الكازاخستانية مارجريتا كرافيستوفا بلقب ملكة جمال مياه الأرض.
والدنماركية تحرص على رشاقتها حتى الموت، والسبب موضة قد تهدد جمال المرأة الدنماركية،  وهي موضة النحافة، حيث تحرص الكثيرات على إنقاص أوزانهن حتى يحصلن على جسد رشيق كأجساد العارضات، وقد دعا ذلك وزير الصحة الدنماركي "كارستن كوش" لانتقاد موضة النساء النحيلات التي تروجها الإعلانات، لأنها تتسبب أحياناً في موت شابات كثيرات.
ودعى "كوش" الرجال للاحتجاج على نموذج المرأة النحيلة، خاصة بعد ظهور أبحاث تؤكد أن واحدة من أصل عشر مريضات مصابات بمرض فقدان الشهية (أنوركسيا) تموت،  لأنها تريد التشبه بعارضات الأزياء.
ورغم عوامل الرفاهية الموجودة في كل مكان، لم أشعر برفاهية المرأة، فالمرأة هنا ليست امرأة مدللة تتسلى طوال النهار في اضطهاد الخادمة كالعربيات، ولكنها امرأة عاملة، تجدها في البنوك والمحلات، ومطاعم الوجبات الجاهزة،  والمكاتب الحكومية،  وخطوط السكك الحديدية، ومكاتب البريد، تجدها شرطية في الميادين، وفي مكاتب الطيران، وفي المطارات، والبارات، وغيرها، تعمل بجد ودأب، تريد أن تنجح وتثبت وجودها وتتكسب، يخيل لك من وجودها اللافت في كل مكان أن النساء أكثر من الرجال بعدة أضعاف.
تبادرك المرأة بابتسامة لا يبتسم فيها الوجه فقط، ولكن تبتسم الروح أيضاً، فتشعر أن هذه الابتسامة لك وحدك، تعمل أحياناً وتدرس أحياناً، وتجمع بين الأثنين في بعض الأحيان، وتحلم بحياة أفضل في مناخ عام يقدر العمل و(يطبطب) على الناجحين.
وبالطبع هي تختلف تماماً عن المرأة الشرقية، فهي ترى أنها يجب أن تكون متساوية مع الرجل في كل شيء، لا قوامة للرجل ولا امتيازات، هو يعمل وهي تعمل، هو يشاركها في أعمال المنزل والجلوس مع الأطفال، ولابد أن الرجال هنا يحسدوننا على "نظام" سي السيد الذي جعل من الرجل أشبه بإله صغير في بيته- استغفر الله-، يشخط ويزعق، بينما المرأة العربية في زاوية المنزل مثل "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ ترتعد أوصالها وتتمتم "أستر يا رب"
 والفتاة الدنماركية تحب الانطلاق والحرية، تراها في القطارات والميادين، تدخن السجائر، وتمزح مع الصديقات، وتضحك من القلب .. تحب السفر والرياضة، ترتدي الملابس العملية البسيطة، وتحلم بالمستقبل.
ونظراً لأن لكل مجتمع مشكلاته، ما مشكلات المجتمع الدنماركي؟
بدأت عيادة دنماركية متخصصة في علاج مدمني القمار والإنترنت في توسيع نشاطها ليشمل الثرثرة من خلال رسائل الهاتف المحمول، وكشفت صحيفة "يلانس بوستن" اليومية أن أحد مرضى العيادة كان سائقاً عمره 25 عاماً اعتاد أن يقود السيارة ليلاً وهو يقضي ساعات عدة يومياً في الثرثرة الإلكترونية.
وصرح مايكل يورسيل رئيس مركز علاج الإنترنت التابعة له العيادة أنه يتوقع أن يسعى المزيد من مدمني الثرثرة عبر رسائل التليفون المحمول إلى طلب المساعدة، وقد استقبل المركز حتى الآن 60 شخصاً لعلاجهم منذ بداية نشاطه عام 1998.
وفي المجتمع الكثير من النساء الناجحات المميزات على جميع الأصعدة، مما يؤكد أن المرأة ليست كماً مهملاً ، أو كائناً موجوداً حسب قانون الطبيعة، ولكنها شريك قوي، بل رئيسي في الحياة العملية.
وعلى الرغم من بعد الدنمارك عن الأحداث العالمية، خرجت المرأة خارج الحدود، وتفاعلت بالقضايا العالمية، ولعل من النماذج المشرفة لذلك آني غسان كنفاني أرملة الكاتب والصحفي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني الذي اغتيل في بيروت على أيدي العملاء الإسرائيليين، وآني دنماركية تزوجت غسان كنفاني منذ حوالي ثلاثين سنة، وهي الآن في العقد السادس من عمرها، وتدير في لبنان مؤسسة ثقافية خيرية تحمل اسم "غسان كنفاني"، وتزور المخيمات الفلسطينية،  وتساعد المهجرين والفقراء، وتعمل المؤسسة على دعم المجتمع الفلسطيني المهاجر.
الابتسامة تطالعك في كل مكان، تطالعني السيدة "تورا" العاملة بمحل التصوير الذي أطبع فيه الصور بابتسامتها الجميلة، وإنجليزيتها المشذبة، وهي تبدي إعجابها بالصور، والسيدة "تورا" سيدة جميلة مائلة إلى السمنة، خفيفة الظل، تتحدث بسرعة،  وتتبع كل كلمة من كلماتها بكلمة "يه" YH، أي أن عبارة "يَهْ" هذه لازمة لها، إذا طلبت منها شيئاً أومأت برأسها بخفة،  وقالت "يَهْ"، في أحد المرات قلت لها مداعباً (YH) I love فضحكت من القلب.
لاحظت أن الشعب الدنماركي يحب السياح،  ويحرص على تقديم صورة جميلة لهم، فما إن يلاحظ محدثك أنك تتحدث الإنجليزية، ويعلم بذلك أنك سائح حتى يبادر بالاهتمام بك، وتقديم كل التسهيلات، أحد المصريين المقيمين بالدنمارك قال لي إنه رغم إجادته للغة الدنماركية يتحدث بالإنجليزية حتى يحظى على هذه الميزة.
والجميل أن معظم الناس هنا يتحدثون الإنجليزية أيضاً،  إضافة إلى تحدثهم باللغة الدنماركية، ويبدو أن الإنجليزية هي اللغة الثانية لديهم، الشباب، الشابات، المسنون، معظمهم يتحدثون بالإنجليزية، ونادراً ما تجد شخصاً دنماركيا (يبلِّم) عندما تحدثه بالإنجليزية، وهذا ما يؤكد انفتاح الدنماركيين على اللغات، وتواصلهم مع العالم.
طلبت مني ماريا أثناء حديثي عدم التوقف،  وسؤال محدثي بعبارة "هل تفهمني"، والسبب في رأيها أنني أتحدث الإنجليزية بشكل جيد، وأكدت لي أنها وجدت خطأ في أي تعبير لي سوف تصححه على الفور.
لعبت ماريا دوراً كبيراً في تطوير المحادثة عندي، وذلك من خلال الحوارات الطويلة بيننا،  والتي كانت فيها تقوم بدور المعلمة الطيبة، حيث كانت تستوقفني عندما تجد كلمة غير مناسبة، وتقوم بتصحيحها، ولا يقتصر الأمر على ذلك، ولكن كانت تذكر لي الكلمات الشبيهة بها، مثلاً هذه الكلمات الثلاث المتقاربة في النطق Mayor عمدة، Liar كاذب Lawyer محامي.
وهذه يؤكد أن المحادثة والممارسة اللغوية الفعلية مع أصحاب اللغة هي أسرع وأفضل طرق تعلم اللغة، تذكرت أحد الأصدقاء عندما وجدني أتحدث الإنجليزية مع أحد الأجانب، حيث قال لي مداعباً "لقد تعلمت الإنجليزية بالذراع".
والدنماركيون شعب يقدر الجمال، ويمكنك أن تكتشف ذلك بسهولة، الورود في كل مكان، في البيوت والشرفات والشوارع والميادين، الحدائق جزء أساسي من تكوين المنزل، الشرفات ممتلئة بأواني الورود،  حتى ليتخيل لك أن الشرفة ما هي إلا حديقة صغيرة. شعب يقدر الإنسان، بل يتمادى ويقدر الحيوانات، إذا أردت التأكد من ذلك أدخل أي سوبر ماركت، ستفاجأ أن نصفه مخصص لطعام الكلاب والقطط ،  ومستلزمات الحيوانات واكسسواراتها وألعابها، استوقفني في أحد الشوارع مشهد غريب .. كلب يرتدي إطاراً من البلاستيك، وعندما سألت عن سبب ذلك، قيل لي أن هذا الكلب – بلا مؤاخذة- أنثى،  وهذا الإطار علامة على ذلك، شعب يعرف رفاهية الإنسان ورفاهية الحيوان أيضاً.
معذرة يا  صحبتي .. خبر جديد
نشرت صحف الصباح خبراً طازجاً جديداً من الجزائر بلد الشهداء .. فقد قامت مجموعة من "الإسلاميين" بمحاصرة قرية منعزلة في أطراف البلاد، وأخرجوا جميع سكانها، وقاموا بذبحهم كما تذبح الخراف، ولم ينج من هذه المجزرة الرهيبة حتى الأطفال.
اشتعل الدم في عروقي، أمسكت قلماً ، ووضعت دائرة حول عبارة "الإسلاميين" التي تتصدر العنوان، لعنت في سري سلسفيل جدود المحرر الذي صاغ الخبر، ووصف هؤلاء القراصنة "بالإسلاميين".
تحسرت  وتألمت عندما قارنت بين الغرب الذي يدلل الحيوان،  والعرب الذين يقتلون الإنسان.

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :888
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات