تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



مصطفى الأمير يكتب : مسيو مصري في فرنسا


في الذكري الأولي علي هجمات باريس الثانية في يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015 الليلة التي لن تنساها أبدا فرنسا وأوروبا والعالم كله، عندما قامت مجموعات إرهابية انتحارية بمهاجمة عدة أماكن حيوية في العاصمة باريس أدت الي مقتل وإصابة المئات من الفرنسيين بالصدمة والرعب، بما فيهم رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند الذي سمع بأذنيه أصوات الانفجارات القريبة منه أثناء متابعته للمباراة الودية في كرة القدم بين فرنسا وألمانيا القوتين الأكبر في اوروبا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ورأي بأم عينيه جبن وشراسة الارهاب الدولي علي أرض فرنسا التي شاركت في الحرب علي الارهاب ضد المسلحين الإسلاميين في مالي عام 2012.

وساعدت فرنسا مصر في مجال التسليح بتسليمها طائرات الرافال المقاتلة وحاملتي الطائرات البحرية الميسترال "جمال عبد الناصر وأنور السادات"، لكنها سعت الي التخلص من نظام الأسد في سوريا بدعم المعارضة والثورة المسلحة ضده التي فشلت في كل شيء ونجحت فقط في قتل وتشريد نصف الشعب السوري، ليصبح لاجئا علي حدود تركيا واليونان وأوروبا التي انهارت أمام طوفان المهاجرين.

هذه الهجمات الارهابية القاتلة للجمهورية الفرنسية كانت بمثابة 11/9 بالنسبة الي أمريكا، بمعني أنها سوف تغير تماماً قواعد اللعبة السياسية علي المسرح الدولي.

هذه الخسائر البشرية غير المسبوقة في تاريخ فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية في عام 1945، أو منذ أحداث عام 1961 مع الجزائريين في فرنسا، هذه الأحداث في فرنسا جاءت بعد الهجمات الدامية في بداية العام  نفسه في باريس أيضا علي المجلة الساخرة تشارلي التي أساءت برسومها المسيئة  الي الإسلام ورسوله النبي محمد (ص ) عام 2005 ، وإعادت نشرها صحف بدول أخري منها الدنمارك، وإكتناف الغموض حول تورط فرنسيين مسلمين في الهجوم الذي كان من بين ضحاياه أيضا مسلمين منهم الضابط أحمد مرابط.

 هذه الواقعة تبين مدي الإنقسام والفتنة الضاربة في جذور المجتمع الفرنسي الذي يدافع عن حرية الإتجاه الواحد في الإساءة الي الإسلام بدليل منع عروض الفرنسي المسلم مبالا ديدونو بدعوي معاداته لليهود بناء علي حكم قضائي من العالة الفرنسية العمياء، ونتيجة لذلك تدرس فرنسا وأوروبا تعديل إتفاقية شينجن لإنتقال الأفراد، وتشديد إجراءات الحصول غلي التأشيرة، وتضييق الخناق علي المقيمين غير الشرعيين بدون أوراق.

توجد في فرنسا جالية مصرية كبيرة تأتي ثانية في الترتيب بعد بريطانيا للمصريين بأوروبا، ويقارب عددها ربع مليون مصري نصفهم تقريبا بدون أوراق أتوا من اليونان وإيطاليا عبر البحر للوصول الي جنة أوروبا الباردة، ويعملون في مجالات التجارة والمقاولات الصغيرة والنظافة والمطاعم ويقيمون في الجنوب الدافيء في نيس وموناكو ومرسيليا والمدن الكبري والعاصمة باريس علي نهر السين، ومن معالمها برج إيفل الشهير، والمسلة المصرية في ساحة الكونكورد، ومتحف اللوفر، وهرمه الزجاجي، وقصر الباستيل، وكنيسة نوتردام، وقصر فرساي، والإليزيه، والشانزليزيه، ومترو باريس الشبكة الأقدم والأكبر في أوروبا ومعهد العالم العربي بباريس الذي فقد بريقه،  وهناك إستثمارات خليجية وقطرية هائلة في فرنسا بالمجالات العقارية والرياضية، منها ملكية نادي باريس سان جيرمان.

مدينة باريس هي أيضا عاصمة الثقافة الفرانكفونية، ودولها العديدة الناطقة بالفرنسية حول العالم والتركيبة السكانية للمهاجرين مختلفة في فرنسا عن باقي أوروبا حيث الأفارقة من المستعمرات السابقة، وتواجد الغجر بأعداد كبيرة، ومن آسيا وفيتنام، وأيضا مغاربة دول شمال إفريقيا وهم بالملايين كذلك من لبنان والشام وهناك محطات إذاعية بالعربية منها أورينت ومونت كارلو والشمس بمدينة مرسيليا وقناة فرنسا 24 لربط المهاجربن العرب بأوطانهم وثقافتهم، وأشهر مذيع هناك من أصل مصري هو ناجي فام إبن الأسكندرية وهناك أيضا مسجد باريس الكبير المنارة والجامع للمسلمين في صلوات الجمعة والأعياد الاٌسلامية .

رغم أن فرنسا منبع العلمانية، كانت تتبع المذهب الكاثوليكي المسيحي للبابا في روما قبل قيام الثورة الفرنسية 1789وسقوط الملكية هناك وإعدام الملكة ماري أنطوانيت، وقيام الجمهورية الفرنسية، وظهور المقصلة الفرنسية الشهيرة بفصل الرؤوس عن أجساد الآلاف من أعداء الثورة، لكنها لم تستعمل الصليب شعارا لها حتي تلتصق بالمسيحية كما نري حاليا من داعش وأمثالها ممن شوهوا صورة سماحة الإسلام حول العالم.

هناك كفاءات مصرية بفرنسا في عدة مجالات منها الطب والهندسة مع توافد الطلبة للدراسة في الجامعات الفرنسية، منها جامعة السوربون الشهيرة التي درس بها العبافرة طه حسين، وتوفيق الحكيم، والكثير من المبدعين بعد بدء البعثات الدراسية في عهد محمد علي ( حكم مصر 1805 الي 1848 ) وأشهرهم الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وحديثا شيخ الأزهر أحمد الطيب، ويتوسط ساحة الجامعة تمثال شامبليون (فك رموز حجر رشيد ) واقفا بأحدي قدميه علي تمثال رأس ملك فرعوني !!

دلالة علي الهيمنة لقوي العالم الجديد علي حضارات العالم القديم حسب فهمهم، لكنه يمثل إهانة بالغة لتاريخنا العريق، وكان يمكن إثارتها دبلوماسيا أثناء زيارة الرئيس السيسي الي فرنسا العام الماضي  بناء علي دعوة فرنسية إستقبل فيها بحفاوة بالغة من الرئيس والبرلمان الفرنسي للإعتراف بإرادة شعب مصر بعد الثورة علي الإخوان لتصحيح مسار الثورة الشعبية في 25 يناير 2011.

العلاقة بين مصر وفرنسا عميقة وممتدة تاريخيا منذ فشل الحملة الصليبية الخامسة، وكانت لغزو مصر عام 1221 بقيادة جان دي برس ثم هزيمتهم الثانية، وأسر ملكهم لويس التاسع في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة أثناء محاولتهم غزو مصر 1250 إبان الحرب الصليبية السابعة ثم الغزو الفرنسي لمصر عام 1798 علي يد نابليون بونابرت بعد إنتصاره علي الإنجليز في معركة أبي قير البحرية مع قادة جيشه، ومنهم الجنرال كليبر الذي قتله سليمان الحلبي قبل إعدامه بالخازوق والمقاومه الشعبية في مصر من شيوخ الأزهر عمر مكرم بالقاهرة ومحمد كُرَيِم بالإسكندرية، والشيخ السادات، والشبراوي.

 ومن نتائج الحملة الفرنسية العلمية تأليف العلماء لكتاب وصف مصر والخرائط والطباعة والسجلات لقيد المواليد والوفيات ثم حكم محمد علي والأسرة العلوية ومشروع الفرنسي فرديناند ديليسبس لحفر قناة السويس أثناء حكم الخديوي سعيد الذي بدأ في نقل الثقافة والمعمار الفرنسي الي قلب القاهرة الخديوية المعروفة حاليا بوسط البلد وتخطيطها لتصبح نسخة مصغرة من باريس قبل تزايد الديون علي مصر مما أدي للإحتلال الإنجليزي لمصر في عام 1882.
والجدير بالذكر أن اللغة والثقافة الفرنسية كانت من سمات المجتمع المصري الراقي لا سيما في أوساط الأقباط والإقطاعيين واليهود والمثقفين قبل تراجعها لصالح الثقافة الأمريكية وهوليوود وهناك مراكز ثقافية وجامعات فرنسية حول العالم لنشر اللغة والثقافة الفرنسية الفرانكوفونية ومنظماتها التي تجمع فرنسا مع مستعمراتها السابقة علي غرار الكومنولث البريطاني .

 ويذكر أن أغلب القوانين المصرية للأحوال المدنية والتجارية والقضائية مأخوذة من النظام الفرنسي والعقد الإجتماعي لجان جاك روسو

جاء فيلم "مسيو رمضان" لمحمد هنيدي لرصد ظاهرة خاصة بفرنسا وهي توافد المصريين من محافظات الدلتا، لا سيما محافظة الغربية وقرية ميت بدر حلاوة تحديدا التي يوجد الآلاف من شبابها في باريس للعمل والإقامة مع أبناء قرية سندبيس، وهناك الآلاف من المصريين تزوجوا من مغاربيات في أوروبا وفرنسا أيضا.
وكانت هناك حادثة مروعة العام الماضي عندما قام أحد المصريين بباريس بإشعال النار في سكن أبناء قريته بمركز أجا لخلافات تافهة، مما أدي إلي إحتراق السكن بالكامل، ووفاة ثلاثة مصريين من قريته، ثم هروبه قبل القبض عليه علي حدود فرنسا وسويسرا، وتكررت هذه الحوادث هناك في جرس إنذار بإندثار أخلاق القرية المصرية ببلاد الغربة.

وهناك ظاهرة أخري خطيرة هي تغيير العرب والمسلمين أسماء أبنائهم الي أسماء فرنسية ( محمد / ميشيل . علي/ ألان ) كما في حالة اللاعب ستيفان الشعراوي في ايطاليا وذلك لتفادي العنصرية والحصول علي فرص للعمل، مما يهدد بضياع هؤلاء وإنقطاع جذورهم وهويتهم الدينية والوطنية لبلادهم الأصلية الإنقسام الديني والسياسي يضرب المصريين في الخارج .
وفي فرنسا قام أتباع الإخوان هناك بإقتحام السفارة المصرية بباريس إحتجاجا علي سقوط مرسي والإخوان قبل تدخل الشرطة الفرنسية وإجلائهم من مبني السفارة في مشهد مؤلم يبين مدي خطورة الوضع، وهو ما يؤكد ضروة إستيعاب شباب الإخوان بالداخل والخارج بالحوار الجاد، حتي لا يكونوا صيدا سهلا لأعداء الوطن الغالي مصر، وقيام وزارة الهجرة والمصريين بالخارج بدورها في رعاية مصالحهم، وحل مشاكلهم المتراكمة، وإنشاء مجلس أعلي للمصريين في الخارج برئاسة رئيس الدولة، والتنسبق مع نوابهم الثمانية في برلمان مصر الجديد في إطار خارطة الطريق للمستقبل بعد إنجاز الدستور وإنتخاب رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي  المنتخب بشرعية ثورة الشعب 25 يناير الثورة الخالدة
تاريخ الإضافة: 2016-11-14 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1006
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات