القاهرة: الأمير كمال فرج.

من المقرر أن تطلق دار كريستيز Christie’s للمزادات الفنية معرض "الذكاء المعزز"، وهو أول مزاد مخصص بالكامل للفن الذي تم إنشاؤه بمساعدة الذكاء الاصطناعي. ولكن مع إطلاق الحوار حول تقاطع الذكاء الاصطناعي والفن، يدعو بعض الفنانين إلى إلغائه.

ذكرت ليزلي كاتز في تقرير نشرته مجلة Forbes إن "المزاد سيقام من 20 فبراير إلى 5 مارس، مع معرض متزامن في صالات عرض مركز روكفلر لكريستيز في نيويورك. سيضم "الذكاء المعزز" أكثر من 20 قطعة - من الفن الرقمي إلى المنحوتات واللوحات الأكريليكية والزيتية والحبر على الورق".

قالت نيكول سيلز جيلز، مديرة الفن الرقمي في Christie’s، في بيان إن "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هي المستقبل، وسيصبح ارتباطها بالإبداع مهمًا بشكل متزايد"، مشيرةً إلى أن كريستيز باعت فن الذكاء الاصطناعي من قبل، لكنها لم تخصص مزادًا كاملاً له حتى الآن.

يأتي المزاد في الوقت الذي يتبنى فيه بعض الفنانين الذكاء الاصطناعي كشريك إبداعي مثير، بينما يتهم آخرون الشركات بسرقة أعمالهم لتدريب مجموعات بيانات الذكاء الاصطناعي دون الحصول على مقابل أو تعويض. تدعو رسالة مفتوحة مؤرخة يوم السبت Christie’s إلى إلغاء المزاد وقد جمعت حتى الآن أكثر من 3700 توقيع.

سيشمل "الذكاء المعزز" أعمال رواد الفن الخوارزمي الأوائل والفنانين الرقميين المعاصرين البارزين مثل رفيك أنادول، الذي استخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير وتحويل أكثر من 200 عمل من متحف نيويورك للفن الحديث. كما شارك في تأسيس Dataland، وهو مكان في لوس أنجلوس تم الإعلان عنه كأول متحف لفنون الذكاء الاصطناعي ومن المقرر افتتاحه في وقت لاحق من هذا العام.

تأتي قطعة أنادول في مزاد كريستيز من "هلوسات الآلة"، وهي سلسلة من "لوحات بيانات الذكاء الاصطناعي" من عالم آخر مصنوعة بنموذج مدرب على مجموعة من الصور المنسقة من مركبة استطلاع المريخ التابعة لوكالة ناسا. تُدرج القطعة المصورة بسعر مزاد تقديري يتراوح بين 150 ألف دولار و200 ألف دولار.

ومن الأعمال المعروضة "منحوتة قصيدة الذكاء الاصطناعي" لساشا ستايلز والتي تقدم عبارة "الكلمات يمكن أن تتواصل بما يتجاوز الكلمات" في صندوق إضاءة نيون أسود غير لامع مقاس 36 بوصة مربع من الفولاذ. تتعاون ستايلز مع شخصية بديلة خوارزمية تم تدريبها على شعرها، وقد أنشأت نظام كتابة يدمج خط يدها مع الأصفار والآحاد من لغة الآلة.

ثم هناك "لوحة روبوتية بدون عنوان" لألكسندر ريبين، والتي تدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي والأداء الحي. تتطور اللوحة الأكريليكية مقاس 10 × 12 قدمًا بمرور الوقت، مع إضافة روبوت إلى القماش في كل مرة يضع فيها شخص ما عرضًا جديدًا على العمل. تتراوح تقديرات سعر المزاد بين فجوة مذهلة، من 100 دولار إلى 1.7 مليون دولار.

في العام الماضي، أكمل ريبن فترة عمله كأول فنان مقيم في OpenAI، صانع Dall-e، أحد العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الشهيرة التي تسمح لأي شخص بإنشاء صورة باستخدام مطالبات مكتوبة أو منطوقة.

جعلت منتجات مثل Dall-e و Midjourney و Stable Diffusion تجربة فن الذكاء الاصطناعي في متناول الجماهير، حيث كانت النتائج مادة مثيرة في خلاصات Instagram ومنتديات Reddit - ودفع فن الذكاء الاصطناعي إلى مركز المناقشة الساخنة المنعكسة في الرسالة المفتوحة إلى Christie's.

وذكرت رسالة المعترضين المفتوحة  أن "العديد من الأعمال الفنية التي تخطط Christie's لبيعها بالمزاد وأنشئت باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المعروفة، تم تدريبها على أعمال محمية بحقوق الطبع والنشر دون ترخيص".

وأضافت أن "هذه النماذج والشركات التي تقف وراءها تستغل الفنانين البشريين، باستخدام أعمالهم دون إذن أو دفع لبناء منتجات ذكاء اصطناعي تجارية تنافسهم".

لم تستجب دار Christie's على الفور لطلب التعليق، لكن متحدثًا باسم الشركة أخبر TechCrunch أن "الفنانين الممثلين في هذا البيع لديهم جميعًا ممارسات فنية متعددة التخصصات وقوية وموجودة، وبعضهم معترف به في مجموعات المتاحف الرائدة. وتستخدم الأعمال المعروضة في هذا المزاد الذكاء الاصطناعي لتعزيز أعمالها، وفي معظم الحالات، يتم توظيف الذكاء الاصطناعي بطريقة خاضعة للرقابة، مع تدريب البيانات على مدخلات الفنانين أنفسهم.

عند إعلان المزاد، تناولت كريستي مصدر قلق شائع آخر أعرب عنه بعض الفنانين - وهو أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محلهم تمامًا. وقالت كريستي إن فن الذكاء الاصطناعي المعروض في المزاد ليس اختصارًا للإنتاجية ولا بديلاً عن التمييز البشري.

الذكاء الاصطناعي شريك، وليس بديلاً عن الإنسان

وقال سايلز جايلز إن الذكاء الاصطناعي "يعزز الطيف البشري للإبداع". "الأمر يتعلق بتوظيف التكنولوجيا لدفع ما هو ممكن، واستكشاف ما يمكن تحقيقه خارج، ولكن ليس منفصلاً عن، الفاعلية البشرية".

وقالت كلير سيلفر، التي تظهر صورتها الرقمية "ابنة" في المزاد: "أتعاون مع الذكاء الاصطناعي لإنتاج فن متعالٍ، فن يثير في المشاهد حقيقة لا يمكن وصفها بالكلمات". "معًا، نخلق أعمالًا أعظم من أي منا يمكن أن يصنعها بمفرده، ولا يوجد أحد أهم من الآخر في العملية".

تُعد سيلفر من بين الفنانين الذين يرون الذكاء الاصطناعي كأداة تعاونية ويتحدون الافتراض بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتج على الفور عملًا مصنوعًا بشكل مثالي وجاهزًا للعرض دون تدخل بشري.

وقال كريستوبال فالينزويلا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Runway الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، صانع أداة تُولِّد مقاطع فيديو من النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو، "في بعض الأحيان نفرض على الذكاء الاصطناعي مجموعة من المعايير المستحيلة حيث نطلب من الأنظمة أن تقوم بإعداد نكات كاملة أو عروض كاملة أو أفلام كاملة أو أغاني كاملة، وفي الحقيقة، لم يكن هذا هو الهدف أبدًا. يمكنك اختيار الأجزاء التي ستدمجها. الأمر متروك لك كفنان في كيفية الاستفادة منها على أفضل وجه".