القاهرة: الأمير كمال فرج.
تتضافر الحوادث الطفيفة لخلق بيئة غير آمنة يمكن أن تحول مكانًا للتمرين الهادئ مثل الصالة الرياضية إلى مرتع للتحرش.
ذكرت أوليفيا بيتر في تقرير نشرته صحيفة independent أن "الصالة الرياضية تعد في الحقيقة مكانًا مقدسًا. إنها أحد الأماكن القليلة التي يمكنك أن تشعر فيها بالتحرر من الحكم على مظهرك، والتركيز بدلًا من ذلك على التعرق قدر الإمكان. لا داعي لارتداء ملابس أنيقة إلا إذا كنت ترغب في ذلك. فقط اذهب وحرك جسمك على مدار 45 دقيقة للحفاظ على أهم عنصر جمالي وهو الرشاقة".
إلا أنه ليس دائمًا كذلك، بل أبعد ما يكون عنه. كشف بحث جديد أن الرجال يُفسدون ممارسة الرياضة. وجدت دراسة قادتها جامعة ليفربول جون مورز، وركزت على تجارب النساء في الصالات الرياضية، أن الرجال كانوا دائمًا يُنفّرون النساء من ممارسة الرياضة.
من بين 279 امرأة شملهنّ الاستطلاع، قالت 72 % إنهنّ تلقين تعليقًا واحدًا على الأقل غير مرغوب فيه من رجل أثناء التمرين، وأبلغت 39 % عن شعورهنّ بالترهيب أثناء ممارسة الرياضة. وقالت الكثيرات إنهنّ يشعرن "بالإثارة الجنسية" من قبل الرجال في الصالة الرياضية و "بالاشمئزاز" منهم. وزعمت أخريات أنهنّ يرتدين ملابس فضفاضة عمدًا لإخفاء "مناطق المشاكل".
كانت منطقة الأوزان مصدر قلق خاص، قال المشاركون في الدراسة: "بينما يشغل الرجال "جزء كبير من المساحة، وعندما شغلت النساء مساحة، واجهن نظرات وتعليقات وانتقادات غير مرغوب فيها من الرجال".
وفيما شعرت النساء أنهنّ لا ينبغي أن يشغلن "مساحة كبيرة جدًا"، " وشعر الرجال أنهم مُخوّلون بأخذ معدات الصالة الرياضية التي تستخدمها النساء.
هذه نتائج قاتمة وإن لم تكن مفاجئة. تقول إحدى الفتيات "لقد مررت بهذه التجربة مرات عديدة كما مرّت بها كل امرأة أعرفها، فكثيرا ما ألاحظ أن رجلًا يتبعني في الصالة الرياضية، ويضع نفسه بجواري بغض النظر عن الجهاز الذي استخدمته".
وتقول فتاة اخرى "في يوم، بدأ رجل في تصوير نفسه وهو يتمرن بجواري مباشرة، مما يعني أنني كنت في اللقطة. عندما طلبت منه حذف اللقطة، قال لي "ألا أكون حساسة للغاية"، مشيرًا إلى أن عدد المرات تعرضت فيها لنظرات غير مريحة كثيرة.
هذه حوادث طفيفة، ولكنها مجتمعة تخلق بيئة غير آمنة. إنها تُجبر النساء على اليقظة المستمرة، وتحول الصالة الرياضية إلى مرتع للتحرش.
والأمر الأكثر إزعاجًا هو أن المرأة غالبًا ما تذهب إلى الصالة الرياضية للانفصال عن العالم الخارجي. من المفترض أن تُقدم الصالة الرياضية بعض الراحة من الضجيج المجتمعي الذي يصاحب كونكِ امرأة. إنه المكان الذي يذهبن إليه بحثًا عن ملجأ: مكان يمكنهن فيه أخذ نفس عميق، وإخراج كل التوتر.
تقول امرأة "أثناء تمرين الملاكمة، التي بدأتها قبل بضع سنوات، اعتدى عليّ رجل جنسيًا. لقد كتبت عن تلك التجربة من قبل ولن أعود إليها الآن. كنت أتعامل مع قدر هائل من الغضب وكانت الملاكمة من الأشياء الوحيدة التي ساعدتني، ولكن هذه التجربة دفعتني إلى الهرب".
وتضيف المرأة "أصبحت الملاكمة بمثابة شريان حياة. بعد أن تعلمت الأساسيات في الفصول الدراسية، تدربت في الصالة الرياضية المحلية، ولم أركز على شيء سوى كيس اللكم. كان الأمر يسيرًا على ما يرام حتى بعد ظهر أحد الأيام، فبينما كنتُ منغمسة في الأمر، إذا جاز التعبير، لوّح رجل بذراعيه أمامي. حاولتُ أن ألوّح له بشكل مُتجاهل لأُظهر له أنني مشغولة، لكنه أصرّ. بعد أن أخرجتُ سماعات الأذن على مضض، شرع في إخباري بأنني أمارس الملاكمة بشكل غير صحيح، وسألني عما إذا كنتُ أرغب في أن يُريني كيفية تصحيح شكلي. رفضتُ. ومع ذلك، بعد ساعتين، انزلق إلى رسائلي المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي يسألني عما إذا كنتُ أرغب في الخروج لتناول مشروب".
وتوجه المرأة رسالة وتقول "أي شخص يعتقد أن النساء يذهبن إلى الصالة الرياضية لمجرد أن تتمكن من الاقتراب منهن مخطيء: نحن لا نفعل ذلك. في معظم الأوقات، نحاول الاعتناء بأنفسنا مع الاستمتاع ببعض الهدوء. من فضلكم امنحونا ذلك - إنه أقل ما يمكنكم فعله".