القاهرة: الأمير كمال فرج.

"نوم الجمال" تعبير انتشر كثيرا في الفترة الأخيرة، ويعني إمكانية الحصول على الجمال من خلال النوم، الأطباء يشرحون أن "نوم الجمال" حقيقي بالفعل؟.

ذكر جيمي ديفيس سميث في تقرير نشرته صحيفة huffpost أن " كثير من الناس يقولون بعد غروب الشمس إنهم بحاجة إلى الحصول على نوم جمالي كذريعة للذهاب إلى الفراش مبكرًا. هذه العبارة عادة ما تثير الضحك، لكن النوم الجيد ليلاً يمكن أن يساعدنا حقًا في الظهور بأفضل شكل. بالإضافة إلى ذلك، فهو مجاني، ولا يتطلب أي جهد، ويمكن القيام به من راحة سريرك".

إضافة إلى تأثيرها الإيجابي على مزاج الشخص وتركيزه، يمكن أن يساهم النوم الجيد المتواصل في تحسين مظهر الشخص الجسدي، كما قالت الدكتورة كلاريس غلين، طبيبة أمراض الرئة في مركز Sacramento الطبي التابع لـ Kaiser Permanente تقوم بتشخيص وعلاج الأسباب الكامنة وراء عدم الراحة أثناء النوم واضطرابات النوم، وتنصح المرضى حول العلاقة بين العوامل الجمالية ونوم الليل الجيد. وأضافت أن العلم وراء مصطلح "نوم الجمال" ليس خرافة.

على الرغم من أنه ليس من السهل دائمًا الحصول على ليلة نوم جيدة، إلا أنها "واحدة من أبسط الطرق وأكثرها فعالية لتحسين مظهر بشرتك"، كما قالت الدكتورة هانا كوبلمان، أخصائية الأمراض الجلدية في عيادة كوبلمان للجراحة التجميلية.

تقول: "أخبر مرضاي دائمًا أنه يمكنك إنفاق ثروة على العناية بالبشرة، ولكن إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم الجيد، فسيكون من الصعب رؤية الفوائد الكاملة". وأضافت: "ضع الراحة في الأولوية، واترك جسمك وبشرتك يقومان بالعمل أثناء نومك".

ولكن كيف يعمل نوم الجمال بالضبط؟ لقد طلبنا من بعض أطباء الجلد والأطباء الذين يعالجون اضطرابات النوم شرح كيف يساعدنا الحصول على ليلة نوم جيدة في الاستيقاظ بمظهر منتعش، مع بشرة وشعر أفضل.

ما هو نوم الجمال؟

وفقًا للدكتورة كوبلمان، أثناء نومنا "يدخل جسمنا، وخاصة بشرتنا، في وضع الإصلاح". وذلك لأنه أثناء نومنا "تنتج أجسامنا هرمونات توتر أقل وهرمونات نمو أكثر وهرمونات إصلاح الجسم".

وأوضحت الدكتورة هادلي كينج، أخصائية الأمراض الجلدية في عيادة الدكتور هادلي كينج للأمراض الجلدية أنت "الجسم يعيد توازن ترطيبه" أثناء النوم، ونتيجة لذلك، "تتجدد خلايا الجلد، وتصلح الضرر الناجم عن الضغوط البيئية، وتنتج الكولاجين. ... هذه العملية هي المفتاح لتقليل الخطوط الدقيقة والحفاظ على مظهر البشرة ممتلئًا وشبابيًا".

بالإضافة إلى ذلك، "يمكن أن يقوي النوم الجيد الشعر أيضًا"، مما قد يساعد بعض الأشخاص على الشعور بمزيد من الجمال، كما قالت الدكتورة جلين. أظهرت دراسة أجريت عام 2023 أن النوم وإيقاعك اليومي لهما تأثير على دورة نمو شعرك، مما قد يؤثر على تساقط الشعر.

ماذا يحدث إذا لم تحصل على نوم جمالي؟

وفقًا للدكتورة جلين، يمكن أن يتسبب قلة النوم في "التجاعيد والخطوط الدقيقة والهالات السوداء والعينين الحمراء أو المنتفخة والبشرة الشاحبة والجفون المتدلية وزوايا الفم المتدلية". بالإضافة إلى ذلك، قالت "يُنظر أيضًا إلى الأفراد المحرومين من النوم على أنهم حزينون".

وقالت الدكتورة ماريانا بليومين كاراسيك، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة ومؤسسة معهد Precision Skin Institute "علاوة على ذلك، فإن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يسبب "زيادة التهابات الجلد، والاستعداد للإصابة بسرطان الجلد وتسريع شيخوخة الجلد".

أوضحت الدكتورة كوبلمان أن "العديد من هذه المشكلات تحدث بسبب الكورتيزول، حيث يؤدي قلة النوم إلى رفع مستويات الكورتيزول، مما قد يؤدي إلى تكسير الكولاجين، مما يؤدي إلى ظهور المزيد من الخطوط الدقيقة وترهل الجلد بمرور الوقت".

وأضافت بليومين كاراسيك أن "الكورتيزول يمكن أن "ينتج أيضًا بثورًا وبقعًا ناجمة عن الإجهاد". بالإضافة إلى ذلك، قال جلين إن الكورتيزول يزيد من إنتاج الزيت، مما قد يؤدي إلى شعر دهني وتساقط الشعر المحتمل.

ولا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تبدأ آثار ليلة نوم سيئة في الظهور. قالت كوبلمان: "من المدهش مدى سرعة ظهور هذا الافتقار إلى الراحة على وجهك". "لاحظ العديد من المرضى زيادة الانتفاخات والهالات السوداء تحت العينين وبشرة باهتة عندما فاتتهم ليلة واحدة من الراحة الجيدة"، كما لاحظت. غالبًا ما تكون هذه التأثيرات قصيرة المدى مؤقتة.

ومع ذلك، ترى كوبلمان تغييرات أكثر أهمية بمرور الوقت لدى مرضاها الذين يعانون من مشاكل مزمنة في الحصول على نوم جيد ليلاً. وقالت إن كثرة الليالي من قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد أو دائمة على الجلد، بما في ذلك "إضعاف مرونة الجلد، وتقليل قدرته على إصلاح نفسه، وتسريع علامات الشيخوخة".

وفقًا لمجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجريبية. يمكن أن يؤثر قلة النوم التجميلي أيضًا على احترامك لذاتك. بشكل عام، النساء اللاتي لا يحصلن على قسط كافٍ من النوم أقل رضا عن مظهرهن.

ما الذي يمكن أن يساعدك أيضًا في الظهور بأفضل مظهر في الصباح؟

الحصول على قسط كافٍ من الراحة هو جزء مهم من نوم الجمال. ومع ذلك، يمكن لبعض الخطوات البسيطة أن تساعدك على تحقيق أقصى استفادة من الساعات التي تقضيها في النوم.

قالت كوبلمان إن النوم على وسادة من الحرير يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا لكل من بشرتك وشعرك"، مشيرة إلى أن الحرير يقلل من الاحتكاك، لذا من غير المرجح أن تستيقظ مع تجاعيد النوم على وجهك، ويساعد في منع تكسر الشعر وتجعده.

كما توصي كوبلمان باستخدام ملاءات قطنية عالية الجودة "لأنها تساعد في تنظيم درجة الحرارة وتقليل العرق، الذي يمكن أن يسد المسام ويؤدي إلى ظهور البثور".

كوبلمان أيضًا من محبي استخدام قناع العين، وخاصة قناع التبريد، لأنها تدعم الاعتقاد بأنه يساعدك على النوم بشكل أسرع وتقليل الانتفاخات والهالات السوداء "من خلال تعزيز تدفق الدم بشكل أفضل حول العينين".

بالإضافة إلى ذلك، يوصي الدكتور ألان ميشون، المدير الطبي لمشروع Skin MD أوتاوا وعضو معتمد من الأكاديمية الأمريكية للطب التجميلي، باستخدام جهاز ترطيب لمنع الهواء من تجفيف بشرتك طوال الليل.

يمكن أن يؤثر وضع نومك أيضًا على مظهرك في الصباح. تقول الدكتورة جلين  "للحصول على أفضل النتائج، حاولي الالتزام بالنوم على ظهرك، وهو أفضل وضع للمساعدة في تقليل التجاعيد الناجمة عن النوم لأنه يتجنب الاتصال المباشر بالوسادة"، وتوصي "بدعم نفسك بوسادة إضافية للمساعدة في تقليل تراكم السوائل في الوجه، مما قد يؤدي إلى انتفاخ العينين في الصباح".

هل تعمل منتجات التجميل بشكل أفضل ليلًا؟

 أوضحت بليومين كاراسيك أن "العديد من منتجات التجميل تعمل بشكل أفضل ليلًا مقارنة بما تفعله أثناء النهار، فالجلد لديه "إيقاع يومي لأداء مثالي"، تمامًا مثل بقية الجسم. تكون نفاذية بشرتنا أعلى في الليل، مما يجعل من السهل على بعض المكونات اختراق هذا الجلد أثناء النوم.

وأضافت ميشون أنه أثناء النوم، "تكون بشرتك أكثر انفتاحًا على امتصاص بعض المكونات النشطة عندما لا تتعامل مع أشياء مثل الأشعة فوق البنفسجية أو التلوث".

قالت كوبلمان إن بعض المنتجات التي تعمل بشكل جيد بشكل خاص ليلًا هي كريمات الريتينول أو أقنعة الترطيب أو الأمصال بحمض الهيالورونيك. قالت كينج "إذا كنت تفضلين إبقاء الأمور بسيطة، فترطيب البشرة طوال الليل هو الفائدة الأكثر وضوحًا لأن بشرتنا يمكن أن تجف أثناء نومنا، وخاصة إذا كان الهواء جافًا".

ما مقدار النوم التجميلي الأمثل؟

من الناحية المثالية، يجب أن يحصل الجميع على سبع إلى تسع ساعات من النوم حتى "يكون لبشرتك الوقت الكافي لإصلاح نفسها وتجديد نفسها"، كما قالت ميشون. ومع ذلك، إذا لم يكن ذلك ممكنًا، توصي بليومين كاراسيك بالحصول على "ثماني ساعات من النوم عدة مرات في الأسبوع لاستعادة قوة العقل والجسم والبشرة".

لتسهيل الحصول على قسط من الراحة التجميلية، تقترح بليومين كاراسيك التركيز على نظافة النوم. وقالت "تأكدي من أن لديك بيئة مريحة وباردة ومظلمة وقليلة الغزو التكنولوجي لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل النوم". كما توصي بالاحتفاظ بمذكرات الامتنان أو التأمل قبل النوم لتخفيف الضغط وتعزيز نوم ليلي أكثر راحة. تنصح ميشون بالحفاظ على جدول نوم ثابت للسماح "لجسمك بتعظيم هذه العمليات الترميمية".

ما هي النتيجة النهائية؟

وفقًا للدكتورة جلين، لا يجب أن يكون الحصول على نوم صحي أمرًا معقدًا. وقالت: "ضعي في اعتبارك الحصول على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة، واتبعي روتينًا جيدًا للعناية بالبشرة ووقت النوم، وستكونين جاهزة للنجاح في الحصول على توهج صباحي صحي".