القاهرة: الأمير كمال فرج.

إذا كنت قد بدأت للتو في مجال الذكاء الاصطناعي، ستجد نفسك في منحنى تعليمي حاد. ستواجه مشكلات في فهم المصطلحات، واختيار النموذج اللغوي المفضل لديك، ومعرفة الأدوات وأتمتة سير العمل في يوم واحد. تحلَّ بالصبر. افهم التضاريس قبل أن تنطلق إلى الأمام. إن تخصيص الوقت لوضع الأسس سيخدمك جيدًا على المدى الطويل.

ذكرت جودي كوك في تقرير نشرته مجلة Forbes "طلبت من رواد الأعمال والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي تحديد الأخطاء التي ارتكبوها عند المشاركة لأول مرة، لمساعدتك على تجنبها في بداية رحلتك. تجنب المزالق من خلال قراءة تجاربهم، واستوعبها عندما تعيد تصور عملك باستخدام الذكاء الاصطناعي".

1ـ الوقوع في الهلوسة

قال الدكتور جيريمي نجوين، الباحث والمحاضر في الذكاء الاصطناعي من جامعة سوينبورن، "يكتب ChatGPT بثقة وبلاغة، ومن المغري أن نثق في سيل "الحقائق" التي يوفرها". لكن كن حذرًا.، فالنماذج اللغوية تختلف الأشياء، أي "الهلوسة". هذا أمر شائع، لذا تعلم أن تتوقع ذلك حتى لا تفاجأ".

ونصح نجوين، "فكر في النماذج اللغوية مثل المتدربين المتحمسين. تحقق من عملهم بحثًا عن أي شيء مهم. أو الأفضل من ذلك، اطلب منهم العمل مع مستندات المصدر التي تقدمها، بدلاً من الاعتماد على ذاكرتهم".

وأضاف أن هناك جانبًا مضحكًا للهلوسة. "في الأيام الخوالي، اعتقد الناس أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون مبدعًا. مشكلة الهلوسة هي العكس: إنهم مبدعون للغاية!"

2ـ تجاهل اللمسة الإنسانية

قالت رائدة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي والمبدعة الرقمية آنا بوبليفينا "في حين أن الذكاء الاصطناعي فعّال في التعامل مع الاستفسارات الروتينية، إلا أن العديد من العملاء ما زالوا يسعون إلى لمسة شخصية. إن الاعتماد بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تفاعلات عامة، والفشل في إشراك العملاء الذين يقدرون الاتصال الإنساني".

لكن الأمر لا يتعلق بخدمة العملاء فقط. بل يتعلق بالمحتوى أيضًا. يتفق مات بوجلا، مؤسس AutoGPT، مع هذا الرأي، ويقول "هل بدأت للتو في استخدام الذكاء الاصطناعي للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟، يمكننا جميعًا أن ندرك ذلك!، إن نسخ ولصق الناتج مباشرة هو خطيئة مميتة للذكاء الاصطناعي!".

وأوضح أهمية تحرير المخرجات "لتضمين صوتك وإضافة اللمسة الإنسانية"، وقال "لن يثير ناتج الذكاء الاصطناعي المباشر إعجاب أي شخص، خاصة عندما يكون لدى الجميع إمكانية الوصول إلى نفس الأدوات التي تستخدمها!"، مشيرًا إلى أن أحد مصادر الإزعاج التعليقات التي يولدها الذكاء الاصطناعي، والتي تكون عادة واضحة ولا تضيف أي قيمة.

3ـ تجاهل عائد الاستثمار مع المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي

يشجع جاريد بونيلا، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في شركة Applied Insights، الأشخاص الذين يغوصون في مجال الذكاء الاصطناعي على التفكير في المشكلة أولاً. قال إن "هذا يعني فهم "ما هي المشكلات التي أواجهها والتي يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في حلها؟" بدلاً من التفكير مباشرة فيما يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به. هناك فرق كبير.

قال بونيلا، إن "الجميع يعلمون أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء محتوى، لذا فإن العديد من الشركات تبدأ من هناك، ولكن عندما لا ينجح ذلك في زيادة الاشتراكات أو زيادة الإيرادات، فإنهم يتصلون بنا  للمساعدة.

وأضاف أنه "في حين أن العائد الاقتصادي واحد من أسهل الطرق لبدء استخدام الذكاء الاصطناعي، فهو أيضًا واحد من أصعب الطرق للقياس، لأن هناك العديد من المتغيرات لفهم النجاح".

لذلك لا تنسَ عائد الاستثمار. إذا كنت تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج المحتوى، فكر في الوقت المستغرق لإنتاج قطع جاهزة للنشر، بالإضافة إلى المقاييس الأخرى مثل المشاهدات والإعجابات والتعليقات والتحويلات، لفهم ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يحدث فرقًا حقًا.

4ـ تسليم البيانات الخاصة أو السرية

قال نجوين، الذي يريد منك تجنب فخاخ الأمن عند استخدام الذكاء الاصطناعي، "عندما تم تقديم البريد الإلكتروني لأول مرة، درب أصحاب العمل الموظفين على المبدأ التوجيهي" إذا لم تكن مرتاحًا لقراءته على المكتب بأكمله، فلا ترسله ". "إذا لم تكن واضحًا بشأن خصوصية نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تعمل معه، فاستخدم نفس المبادئ التوجيهية".

قال نجوين "يتم تمرير أي شيء تضعه في واجهة ChatGPT إلى OpenAI، وهذا يعني أنه إذا كنت تقوم بإدخال مادة سرية أو حساسة، فلن تكون تحت سيطرتك بعد الآن، وهناك حلول بسيطة. "لا يتدرب OpenAI على البيانات التي تمر عبر واجهة برمجة التطبيقات (استخدم شيئًا مثل TypingMind لذلك)"، على عكس واجهة الدردشة الخاصة بـ ChatGPT والتي ستستخدم بياناتك ما لم تغير الإعدادات لإلغاء الاشتراك. أو  يمكنك العمل مع نماذج محلية حيث لا تخرج البيانات أبدًا من جهازك، مثل LLMStudio أو ollama."

5ـ عدم تعلم المطالبة الصحيح

إذا لم تكن راضيًا عن ناتج أداة الذكاء الاصطناعي، فمن المؤكد أن هذا خطأ المستخدم. تؤدي التوجيهات الكسولة إلى نتائج دون المستوى الأمثل. التوجيه مهارة مثل أي شيء آخر في مجال الأعمال، لكن قلة من الناس يتعلمون القواعد قبل البدء.

يقول مات بوجلا من AutoGPT، "ربما تتجاهل قوة التحفيز المناسب"، وشارك مثالاً لتحفيز بسيط قائلًا "اكتب بريدًا إلكترونيًا حول خدمتي الجديدة لإرسالها للوصول إلى المبيعات الخارجية"، وهذا لن يكون كافيًا لتحقيق نتائج رائعة.

وأضاف أن "أدوات الذكاء الاصطناعي ليست مثل البرامج التي استخدمناها من قبل، لذلك من المهم التحفيز، وتطلب ذلك إتقان اللغة للحصول على أفضل نتيجة".

وترى آنا بوبليفينا أن "أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT تحتاج إلى التخصيص لتتناسب مع صوت وسياق عملك. بدون هذه الخطوة، قد ينتج ينتج النموذج اللغوي محتوى لا يتردد صداه لدى جمهورك المستهدف".

إن ترقية المطالبة لتحقيق نتائج أفضل بكثير تتضمن إضافة عناصر محددة، كما هو موضح في اقتراح بوجلا الجديد: "قم بدور الخبير في التواصل عبر البريد الإلكتروني البارد. قم بصياغة بريد إلكتروني حول خدمتي الجديدة [وصف خدمتك الجديدة] يثير الفضول ويشجع على الردود. قم بتضمين الاختلافات لسطور الموضوع المختلفة ودعوات العمل. حافظ على اللغة طبيعية ودمج أفضل الممارسات".

6ـ نسيان الصيانة

أوضح  جاريد بونيلا أن "هناك فخ آخر يجب عليك تجنبه.، وهو الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي "يعمل مرة واحدة فقط"، وهذا ليس هو الحال. "ليس الأمر بسيطًا مثل تحميل المستندات إلى برنامج دردشة آلي وتوقع أن تكون صحيحة بنسبة 100٪ دائمًا". تتطلب كل أداة ذكاء اصطناعي تستخدمها "صيانة مستمرة وصيانة". تتطور التقنيات الأساسية، لذا فإن ما كان يعمل بشكل مثالي لم يعد كذلك.

لا تدع عملك الشاق أثناء الإعداد يضيع، ولا تقلل من تكلفة الصيانة من حيث الوقت والمال. ستتطلب الأنظمة الصيانة. يضيف بونيلاى "إذا كنت تنوي الاستثمار في تنفيذ الذكاء الاصطناعي، فكن مستعدًا للاستثمار في الأمد البعيد".

اتبع هذه الإرشادات من خبراء الذكاء الاصطناعي الذين تعلموا بالطريقة الصعبة. لا تنخدع بالهلوسات، ولا تتغافل عن اللمسة الإنسانية، وقم بقياس عائد استثمارك في المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولا تشارك المعلومات التي لا تريدها على لوحة إعلانية. تعلم كيفية التحفيز مثل المحترفين، وفكر في التكاليف المستمرة مع كل أداة تلتزم باستخدامها. ابدأ رحلتك في مجال الذكاء الاصطناعي، ووسّع نطاق عملك إلى آفاق جديدة تمامًا.