تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



جمعة الماجد رائد المسؤولية الثقافية


الأمير كمال فرج.

خلق الله تعالى الانسان لمهمة عظيمة وجليلة هي إعمار الأرض، ولتحقيق هذه المهمة على كل إنسان أيا كان موقعه أن يساهم بما يستطيع في مسيرة البناء والإعمار والتنمية، وإذا كانت الدول تقوم بواجبها الرسمي في خدمة الشعوب، فإن المسؤولية الاجتماعية ـ في الحقيقة ـ واجبة على الجميع.

والمسؤولية الاجتماعية نظرية أخلاقية تطوعية، تعلي من قيمة الانسان، وتسعى بكل دأب لحل مشكلاته وتحسين حياته وتحقيق رفاهيته، لذلك تقع هذه المسؤولية في قلب اهتمامات الشركات والأفراد، وكل من لديه القدرة على خدمة المجتمع.

ويذخر المجتمع الإماراتي بالعديد من رواد المسؤولية الاجتماعية، بذلوا الغالي والنفيس من أجل خدمة الناس، وتنمية المجتمعات، من هؤلاء السيد جمعة الماجد الذي ارتبط اسمه بالعديد من المشاريع الثقافية الخيرية التي لم يقتصر تأثيرها على الإمارات فحسب، ولكن المنطقة العربية.

ولد جمعة الماجد عام 1930م في منطقة الشندغة التاريخية التي كانت النواة الأولى لمدينة دبي، تعلم القراءة والكتابة وشيئًا من علوم الدين واللغة العربية في الكتاتيب، وكان منذ صغره يشعر بقيمة الكتاب الذي عز وجوده في تلك الأيام.

بدأ حياته العملية مع خاله، ثم صار تاجرًا. وفي مطلع الخمسينيات قام مع زملاء له بتأسيس لجنة بمباركة سمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، تألفت اللجنة من السادة: حميد الطاير، وعبد الله الغرير، وجمعة الماجد، وناصر لوتاه، قامت هذه اللجنة بجمع التبرعات من المحسنين في دبي، وشيدت مدرستين ثانويتين. كما سعى في الوقت نفسه إلى تأسيس المكتبة الوطنية بدبي.

وإيمانًا منه بقيمة العلم في بناء الانسان وصناعة المستقبل، أنشأ الماجد عام 1983 المدارس الأهلية الخيرية لتعليم الفقراء من الطلاب الوافدين مجانًا، وعلى الرغم من تزايد عدد التلاميذ بأعداد غفيرة، فقد بقي التعليم مجانًا للفقراء، وبسعر التكلفة لغيرهم، كما أسهم مع زملائه في إنشاء المدارس في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتقديم الدعم للتعليم عامة.

وكان للمرأة نصيبها من العطاء، ففي عام 1987، شعر السيد جمعة الماجد بحاجة المرأة إلى العلم، وصعوبة وصولها إلى جامعة الدولة في مدينة العين، أو السفر للخارج، فأنشأ كلية الدراسات الإسلامية والعربية، التي صارت جامعة الوصل فيما بعد.

وفي عام 1990 قام جمعة الماجد بتأسيس جمعية بيت الخير مع نخبة من زملائه الخيرين، بغرض تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من الفقراء، وتقدم الجمعية المعونة للطلاب الفقراء، كما تقدم العون للمتضررين من الكوارث والنكبات.

كان جمعة الماجد من خلال أسفاره الكثيرة يقوم بانتقاء المفيد من المطبوعات والمخطوطات فتجمّع لديه خزانة كتب متنوعة ما لبث أن ضم إليها مجموعة كبيرة من كتب قيمة اشتراها من ورثة أحد العلماء،  وكان ذلك نواة للتفكير في إنشاء مركز ثقافي لخدمة الثقافة العربية والمعرفة الانسانية.

وفي عام 1991 تأسس "مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث" بكتاب من وزارة الإعلام والثقافة رقم أ.ع.ش:428 الصادر في 18 رمضان 1411هـ، الموافق 2 / 4 / 1991م تحت ترخيص رقم 122976، ليكون هيئة خيرية علمية ذات نفع عام تُعنى بالثقافة والتراث.

وإيمانا منه بقيمة المخطوطات العربية والاسلامية، التي تعتبر كنوزً معرفية يجب الحفاظ عليها، أولى الماجد رعاية خاصة بالوثائق والمخطوطات، وقاد أعمال الإقتناء والترميم والتحقيق، وهو ينطلق في ذلك من رؤية إنسانية، ومن أقواله في هذا المجال "أنا لا أفرق بين كتاب وكتاب، وإنما أعمل لإنقاذ الكتاب أينما كان في العالم"، وكان ذلك بداية لإنشاء مكتبة شاملة للعلوم الإنسانية والإسلامية والعربية.

وفي غضون سنوات، أصبحت مكتبة مركز جمعة الماجد الثقافي تضم بين جوانبها، إضافة للكتب المطبوعة، مجموعةً يندر أن تجتمع في غيرها من المخطوطات الأصلية والمصورة، والأطروحات الجامعية، والوثائق التاريخية والسياسية، والدوريات القديمة والنادرة، وجميعها متاحة بين أيدي الباحثين بكل يسر وسهولة.

ويضم المركز حاليًا 857151 مخطوطا، و2204170 كتاب، و1241937 وثيقة، و15171 رسالة جامعية، و20276 من الوسائط المتعددة،  و7672 دورية، إضافة إلى 128 إصدارا أصدرها المركز في كافة حقول المعرفة.

وعلى مدى ثلاثة وثلاثين عامًا قدم مركز جمعة الماجد الثقافي خدماته للعديد من الكتاب والباحثين، وأصبح مركزًا للاشعاع الثقافي، وموئلا للمبدعين والمثقفين من كافة الدول العربية.

وإذا كانت المسؤولية الاجتماعية أصبحت واقعًا في العديد من المجتمعات، فإن مصطلح المسؤولية الثقافية لا زال بحاجة إلى دعم وترويج، حيث أصبحت الثقافة المنطق الأساسي للبناء والتنمية.

سيذكر التاريخ "جمعة الماجد" رائد المسؤولية الثقافية الذي خصّص جهده ووقته وماله، لدعم الثقافة العربية، ودعم الكتاب، وإنقاذ التراث الفكري، ونشر العلم، وضرب بذلك مثلًا لثقافة العطاء التي أسسها الشيخ زايد رائد العمل الانساني، وحافظ عليها أبناؤه البررة، فكانت كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.


تاريخ الإضافة: 2024-09-23 تعليق: 0 عدد المشاهدات :547
2      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات