القاهرة: الأمير كمال فرج.

تربية الأطفال مكلفة. بالطبع، ولكن الكثيرون يعتقدون أن مزايا الإنجاب تفوق بكثير التكلفة المالية. ومع ذلك، يختار آخرون حياة بدون أطفال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم القدرة على تحمل التكاليف.

ذكرت جيسيكا ديكلر في تقرير نشرته مجلة Fortune  أن "الآن، لا يخطط ما يقرب من ربع، أو 23٪، من جيل الألفية والجيل زد بدون أطفال لأن يصبحوا آباء، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أسباب مالية، وفقًا لمؤشر إنفاق المستهلك الجديد والادخار من MassMutual".

أصبح أسلوب الحياة الذي يشار إليه عادةً باسم DINKs - الدخل المزدوج، بدون أطفال - بارزًا بشكل متزايد. قال بول لابيانا، مخطط مالي معتمد وكبير المديرين التنفيذيين في شركة ماساتشوستس ميوتشوال للتأمين على الحياة MassMutual في بارك سيتي بولاية يوتا: "مع الضغوط المالية اليوم، من المفهوم لماذا يوجد اتجاه متزايد بين الشباب لإعطاء الأولوية للأمن المالي على الأبوة والأمومة".

وأضاف أن "هذا التحول يعكس فهمًا أوسع لأهمية الاستقرار المالي والاستقلال في تحقيق الأهداف طويلة الأجل التي يجب على كل جيل أن يأخذها في الاعتبار".

وجدت دراسة MassMutual أن تفضيل الحرية المالية وعدم القدرة على تحمل تكاليف الأطفال مذكوران بالتساوي من قبل 43٪ من الأجيال الأصغر سنًا، حيث استطلعت الدراسة 1000 شخص بالغ في يوليو.

 عقبات مالية

على مدى عقود من الزمان، تغيرت المواقف بشأن الزواج والأبوة. منذ سبعينيات القرن الماضي، انخفضت الحصة الإجمالية للبالغين المتزوجين وقل عدد الأزواج الذين ينجبون أطفالًا، وفقًا لتقرير صادر عن مركز Pew للأبحاث عام 2023. في العام الماضي، وصل معدل الخصوبة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى تاريخي.

في الآونة الأخيرة، يقول الخبراء، أصبحت تكلفة المعيشة الإجمالية عاملاً مساهمًا في قرارات التخلي عن الأبوة والأمومة.

بعد فترة طويلة من التضخم المرتفع، يشعر العديد من الأمريكيين اليوم بالتوتر بسبب ارتفاع الأسعار - وخاصة بالنسبة للغذاء والغاز والإسكان، ويتضرر الشباب بشكل خاص.

لا تقل أجور الشباب عن دخل آبائهم عندما كانوا في العشرينات والثلاثينيات من العمر فحسب، بعد تعديل التضخم، بل إنهم يتحملون أيضًا قروضًا طلابية أكبر، مما يجعل من الصعب الادخار لأهداف طويلة الأجل، مثل شراء منزل وتكوين أسرة.

قال جريج ماكبرايد، كبير المحللين الماليين في Bankrate.com، "لقد كانت هناك صدمة كبيرة للعديد من جوانب الحياة على مدار السنوات القليلة الماضية". "هذا لا يلهم نوع الثقة اللازمة لاتخاذ قرارات ذات عواقب مالية كبيرة".

ذكر أكثر من نصف جيل الألفية وجيل Z إنهم أرجأوا خطط إنجاب الأطفال، وذكر 86٪ منهم أن التمويل هو السبب الرئيسي، وفقًا لمسح حديث آخر لأكثر من 1000 من جيل الألفية وجيل Z أجراه BadCredit.org.

كما وجدت مركز Pew في وقت سابق من هذا العام أن غالبية البالغين الذين ليس لديهم أطفال قالوا إن عدم إنجاب الأطفال جعل من السهل عليهم تحمل تكاليف الأشياء التي يريدونها والنجاح في وظائفهم أو حياتهم المهنية.

تكاليف رعاية الأطفال

وفي الوقت نفسه، "وصلت أزمة رعاية الأطفال، التي كانت تتفاقم قبل الوباء، إلى ذروتها"، وفقًا لتحليل أجرته شركة KPMG. فبين عامي 1991 و2024، ارتفعت تكاليف رعاية الأطفال بمعدل يكاد يكون ضعف معدل التضخم الإجمالي.

وقال بريت هاوس، أستاذ الاقتصاد في كلية كولومبيا للأعمال: "لا شك أن الأبوة والأمومة تواجه تحديات مالية حقيقية".

وأضاف إن "الأبوة والأمومة وتكاليف رعاية الأطفال المرتبطة بها ليست مجرد قضايا مالية شخصية، لأن تكلفة رعاية الأطفال هي في الحقيقة قضية نمو اقتصادي وإنتاجية أيضًا"، وهذا يؤثر على جميع الأميركيين، وليس فقط أولئك الذين لديهم أطفال صغار".

وجد تقرير صادر عن مجموعة المناصرة ReadyNation في عام 2023 أن أزمة رعاية الأطفال الرضع والأطفال الصغار في البلاد تكلف الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 122 مليار دولار في الأرباح المفقودة والإنتاجية والإيرادات كل عام.

نظرًا لأن مطالب الرعاية لا تزال تقع إلى حد كبير على عاتق النساء، فإن هذا يستمر في تشكيل مشاركتهن في قوة العمل وأجورهن.

كما أظهرت الأبحاث أن النساء اللاتي لديهن أطفال صغار لديهن معدل مشاركة أقل بكثير في قوة العمل مقارنة بالمجموعات الأخرى، وأن مطالب الرعاية هذه ساهمت إلى حد كبير في فجوة الأجور المستمرة بين الجنسين، والتي يشار إليها غالبًا باسم "عقوبة الأمومة".

وقال هاوس إنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن هذه "واحدة من أهم القضايا بالنسبة لصناع السياسات والشركات".