القاهرة: الأمير كمال فرج.

تعمل التكنولوجيا بسرعة على تحويل مشهد الحياة عند التقاعد والشيخوخة. حيث أصبحت مجموعة لا حصر لها من الأجهزة - الكبيرة والصغيرة - جزءًا من حياتنا اليومية مع تقدمنا ​​في السن. التكنولوجيا قادمة. والسؤال حول الحياة في سن الشيخوخة هو كيف سنكتسب هذه التقنيات وندفع ثمنها.

ذكر جوزيف كوفلين في تقرير نشرته مجلة Forbes "مع ظهور قوة الحوسبة المتقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي والاستشعار في كل مكان تقريبًا، تعمل موجة جديدة من الشركات الناشئة والشركات المتعددة الجنسيات على تطوير حلول مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات السكان المسنين. أصبحت هذه التكنولوجيا حاضرة دائمًا - مدمجة في منازلنا، ويمكن ارتداؤها على أجسادنا، وحتى مدمجة في ملابسنا وأحذيتنا".

تمكن هذه التقنيات الناشئة من أسلوب حياة تقاعدي عالي التقنية يتجاوز الاتصالات والترفيه الأساسيين. تتوفر بالفعل أجهزة وأنظمة ذكية لمراقبة الصحة البدنية وإدارة الأدوية وضمان التغذية السليمة وتشجيع السلوكيات الصحية مثل البقاء رطبًا والحفاظ على الروابط الاجتماعية.

وفقًا لـ AARP، أنفق الأمريكيون الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر 77 مليار دولار على جميع أنواع التكنولوجيا في عام 2022. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 120 مليار دولار بحلول عام 2030. تشير كيرين إتكين، مبتكرة The Gerontechnologist، إلى أن سوق الشيخوخة والتكنولوجيا العالمية قد تصل إلى 2 تريليون دولار.

الروبوتات البشرية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تستحوذ على خيالنا بسرعة، وقد تكون قريبًا جزءًا من حياتنا التقاعدية. يزعم مطورو هذه الروبوتات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم ستؤدي مهام مختلفة، من الأعمال المنزلية وإعداد الوجبات إلى دعم صحتنا وحتى العمل كرفاق اجتماعيين لنا.

التكلفة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في الشيخوخة

بينما لا يمكن إنكار الإثارة حول إمكانات الروبوتات المنزلية، يركز المطورون وأنصارهم إلى حد كبير على الوظائف المحتملة ويعدون بتحسين حياة كبار السن. هذا المنظور مثير ولكنه غير مكتمل أيضًا. يحدث الابتكار الحقيقي عندما تنتقل التكنولوجيا من المختبر إلى غرف المعيشة لدينا. يتطلب هذا الانتقال أكثر من وظائف التصميم الرائعة؛ إن الأمر يتطلب فهم كيفية حصول المستخدمين على هذه الأجهزة ومن سيدفع الفاتورة.

الروبوت المنزلي كخدمة

يفترض مطورو الروبوتات أن المستهلكين سيرغبون في الحصول على هذه الأجهزة بمجرد أن يعرفوا ما يمكن أن يفعله الروبوت البشري. إذا كان الأمر كذلك، فقد تتطور هذه الرغبة الجديدة إلى حاجة، مما يضيف نفقات جديدة في التقاعد مع توقع أن يكون السعر الأولي قابلاً للمقارنة بتكلفة سيارة جديدة.

سيكون جيل طفرة المواليد الأصغر سنًا وجيل إكس المبكر أول من يحصل على مجموعة واسعة من الخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا المتاحة مع تقدمهم في السن. قد تكون نسبة صغيرة جدًا من هؤلاء المتقاعدين في المستقبل لديهم هذه التكاليف المتعلقة بالتكنولوجيا في خطة التقاعد المالية الخاصة بهم، لكن معظمهم لن يفعلوا ذلك.

ولكن ماذا لو لم يكن عليك شراء الروبوت الخاص بك؟. بدلاً من امتلاك روبوت، يمكنك الاشتراك في مزود خدمة روبوت مستقبلي يمكن أن يكون شركة مصنعة مثل Tesla أو Figure، أو حتى من خلال مُدمج أنظمة المنزل الذكي التقليدي مثل ADT أو ربما بائع تجزئة مثل Best Buy Health. مقابل رسوم شهرية، يمكن لهذه الشركات أن تقدم خيارات الروبوت كخدمة (المعروفة أيضًا باسم RaaS) والتي قد تشمل تدريب المستخدم والصيانة والتأمين والتحديثات كلها بتكلفة شهرية يمكن الوفاء بها.

إن مفهوم RaaS ليس بعيد المنال كما قد يبدو. فهو مستخدم بالفعل في الروبوتات الصناعية. توفر صناعة السيارات نهجًا واحدًا للسوق التي تواجه المستهلك. على سبيل المثال، قدمت فولفو خطة اشتراك بديلة لملكية السيارات التقليدية أو تأجيرها. غالبًا ما تتضمن هذه الخطط التأمين والصيانة والمرونة في تغيير المركبات والراحة التي يمكن أن تترجم إلى الروبوتات المنزلية.

من سيدفع ثمن روبوتك؟

من المرجح أن تكون هناك مسارات متعددة لدفع ثمن روبوتك الجديد. فيما يلي خمسة:

1. أتمتة الذكاء الاصطناعي نوع جديد من الرفاهية

من المرجح أن يصبح شراء روبوت شخصي عملية الشراء الفاخرة التالية، على غرار شراء سيارة جديدة. بمرور الوقت، ومع انخفاض الأسعار، قد يصبح الروبوت الجهاز المنزلي القياسي الجديد. تبدأ توقعات التكلفة الأولية التي تقدمها شركة تسلا عند حوالي 30 ألف دولار، بينما يقترح آخرون أن الروبوت المنزلي سيتجاوز 100 ألف دولار، اعتمادًا على الوظائف والملحقات. سيتعين على مالكي الروبوتات في المستقبل أيضًا حساب الشراء الأولي والنفقات الجارية مثل الصيانة وتحديثات البرامج والتأمين.

2. الروبوتات هدية الأبناء والأحفاد

قد يشتري الأبناء والأحفاد روبوتًا لآبائهم وأجدادهم المسنين. بالنسبة لجيل السندويتش - أولئك الذين وقعوا بين تربية الأطفال ورعاية الآباء المسنين - يمكن للمساعدين الروبوتيين تقديم يد المساعدة التي يحتاجون إليها بشدة. من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في المنزل، يمكن لمقدمي الرعاية الأسرية المساعدة في ضمان رفاهية والديهم أثناء إدارة جداولهم الزمنية المتطلبة، حيث يوازنون بين الأطفال والوظائف والرعاية.

3. رعاية روبوتية ترعاها جهة العمل

مع كفاح الشركات للتعامل مع تأثير رعاية الموظفين على الإنتاجية، تظهر حزم مزايا مبتكرة. تقدم العديد من الشركات بالفعل إعانات لرعاية الأطفال ورعاية الحيوانات الأليفة، فلماذا لا تقدم إعانات الروبوتات؟ قد تقدم الشركات ذات التفكير المستقبلي في يوم من الأيام إعانات أو خطط اشتراك للروبوتات المنزلية في منازل آباء الموظفين، مع إدراك إمكانية تحسين التوازن بين العمل والحياة والحد من التغيب بين الموظفين الذين يتحملون مسؤوليات الرعاية.

4. مساعدو الذكاء الاصطناعي الذين توفرهم شركات التأمين

قد ترى شركات التأمين على الحياة والصحة والعجز أن الروبوتات المنزلية هي وسيلة للحد من المخاطر والمطالبات. إذا أظهرت البيانات في النهاية أن مساعدة الروبوتات المنزلية تخفض معدلات الحوادث المنزلية، مثل السقوط، وتحسن النتائج الصحية لكبار السن، فقد تدعم شركات التأمين أو تقدم هذه المساعدات التكنولوجية العالية مباشرة لحاملي وثائق التأمين الخاصة بها.

وعلاوة على ذلك، فإن الروبوت الذي يحمل علامة شركة التأمين في المنزل سيكون بمثابة تذكير يومي بعلامة شركة التأمين الخاصة بك ودورها في حياتك اليومية، وليس فقط عندما تدفع أقساط التأمين أو تقدم مطالبة.

5. روبوت صادر عن الحكومة

مع تقدم السكان في السن، قد تنظر الحكومات إلى المساعدين الروبوتيين كحل فعال من حيث التكلفة للاستجابة لمتطلبات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية المتزايدة. يمكن إنشاء برامج عامة لتمويل أو توفير الروبوتات لتحقيق فوائد اجتماعية أوسع.

بالنسبة لمعظم الناس، فإن فكرة الروبوتات البشرية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في المنزل ليست أكثر من مجرد مادة من الخيال العلمي. ولكن بمرور الوقت، غالبًا ما يكون للخيال العلمي طريقة ليصبح حقيقة.

تتقارب التكنولوجيا والشيخوخة العالمية، مما يزيد بشكل كبير من احتمالية أن تلعب الروبوتات دورًا مهمًا في حياتنا - وخاصة في سن الشيخوخة. تمامًا مثل التخطيط والدفع مقابل المكان الذي نعيش فيه، ووسائل النقل، والوصول إلى الرعاية الصحية، سيتطور تخطيط التقاعد ليشمل التأثيرات المالية لدمج التقنيات الجديدة، بما في ذلك الروبوتات، في حياتنا.

سواء من خلال الشراء المباشر، أو الاشتراك، أو الاستفادة التأمينية، أو المبادرات المؤسسية والحكومية، فإن مسألة من سيدفع ثمن هذه الابتكارات أمر بالغ الأهمية لنقل هذه الأفكار من المختبر إلى حياتنا.