القاهرة: الأمير كمال فرج.

هل تعرف كيف تحافظ على هدوئك أثناء الطوارئ؟..، من الصعب على المرء أن يحتفظ بهدوئه في الحالات الصعبة، ورغم أن الهدوء مهم للتعامل مع الموقف، واجتيازه بسلام، نعم أن الأمر صعب، والخبر السار هو أنه يمكنك الحفاظ على هدوئك مهما كانت الأزمة، وذلك عن طريق تمرين يمكن ان تؤديه في أي مكان.

ذكرت مونيكا توريس في تقرير نشرته مجلة HuffPost أن "الكثير من الناس يصابون بالذعر في الحالات الطارئة، ولكن الخبراء يؤكدون أنه مهما كان الموقف صعبا فإن الحفاظ على الهدوء أمر أساسي للخروج من الأزمة".

في هذا التقرير يقدم لك رايان فيلدز-سباك وهو خبير عاش تجارب حياة أو موت حقيقية نصائحه،  ويقدم حيلة بسيطة لتبقي هادئًا في حالات الطوارئ.

رايان فيلدز-سباك رئيس قسم الإسعافات الأولية في FirstNet، وهي شبكة اتصالات وطنية للاسعافات الأولية. ولكن قبل ذلك، أمضى 25 عامًا يعمل كرجل إطفاء ومسعف ويقود فرقًا في خدمات الطوارئ. لقد رأى الفرق بين رؤساء إدارة الإطفاء الذين ظلوا هادئين في حالات الطوارئ وأولئك الذين أدى صراخهم وتوترهم إلى ذعر الجميع.

قال فيلدز-سباك "عندما لم يتمكن الشخص المسؤول من السيطرة على الموقف، ساء كل شيء آخر من حوله". "رأيت تلك اللحظة عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري أعمل كرجل إطفاء، ومن يومها وأنا أحلم بإيجاد طريقة للتغلب على هذا الأمر".

بالنسبة لفيلدز-سباك، كان هذا يعني دراسة علم النفس والتأمل لتطوير ما يسميه "نظرية اللحظات المحايدة" للتعامل مع أي لحظة تتطلب تركيزًا شديدًا ووضوحًا وتفكيرًا حاسمًا. لقد استخدمها ودرّسها للمستجيبين الأوائل، لكنه استخدمها أيضًا في حالات الطوارئ اليومية التي تظهر في تربية الأبناء وفي الوظائف المؤسسية أيضًا.

قال: "إذا تمكنت من إدخال نفسك في لحظة محايدة، وحالة ذهنية حاضرة، وعدم القلق بشأن ما يحدث قبل ذلك، وما يحدث بعد ذلك"، فستكون "قادرًا على البقاء قويًا في هذا الموقف".

قد لا تواجه نفس المخاطر التي يواجهها المستجيبون الأوائل، ولكن يمكنك تعلم كيفية البقاء هادئًا وواضح الذهن مثلهم، بغض النظر عن نوع الطوارئ الشخصية أو المهنية التي تواجهها. إليك الطريقة:

حاول أن تطبق "نظرية اللحظات المحايدة". قال فيلدز-سباك إن الوصول إلى حالة ذهنية محايدة يتطلب تحولًا في طريقة التفكير وبعض الأدوات العملية التي يمكنك استخدامها قبل يوم كبير أو عندما تشعر أن قلبك بدأ ينبض بسرعة:

1ـ اختر أن تصدق أن الناس لا يشجعونك على الفشل.

القلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنا يمكن أن يمنعنا من تقديم أفضل ما لدينا. سواء كنت تقدم نخبًا في حفل زفاف أو تقدم أفكارك إلى كبار المسؤولين في العمل، فاتخذ الخيار الواعي للاعتقاد بأن الناس يشعرون بالحياد بشأن نتيجة أدائك.

قال فيلدز-سباك: "فكر في حقيقة أن الأشخاص الذين يراقبونك ... أو يجرون معك مقابلة - في أسوأ الأحوال - هم محايدون حقًا في مدى أدائك الجيد". "لكن في أغلب الأحيان، يريد الناس حقًا الأفضل لك، وليس لديهم أي نية سيئة."

يدعم علم النفس لماذا قد يكون استهداف الحياد طريقة أبسط وأكثر فعالية للتعامل عندما تريد أدمغتنا السلبية القفز إلى أسوأ استنتاج.

قالت شانون جارسيا، المعالجة النفسية في States of Wellness Counseling ومقرها إلينوي وويسكونسن، "من الشائع أن تتخيل أدمغتنا أسوأ سيناريو في المواقف العصيبة، تقريبًا كطريقة لإعداد أنفسنا لأي شيء. يمكن أن يؤدي هذا إلى تشوه إدراكي يسمى "قراءة العقل" حيث نفترض أن الآخرين يفكرون فينا بشكل سيء".

وأضافت "بدلاً من ذلك، فإن افتراض أن الناس محايدون تجاهنا يمكن أن يكون مفيدًا حقًا. إنه يخلق مساحة في أذهاننا ويخفف من بعض القلق".

2. استخدم التأمل كأداة لتقليل قلقك.

قال فيلدز سباك، في بعض الأحيان، لا يمكنك تجاهل المخاطر المجهدة - خاصة عندما يعتمد الجميع عليك للنجاح أو "إنقاذ اليوم".

وهنا يلجأ فيلدز-سباك إلى التأمل ليعود إلى حياده. وهو يفعل ذلك في الصباح قبل العمل، ويفعل ذلك أيضًا أثناء حالة طوارئ نشطة عندما يبدأ في الشعور بالقلق.

يقول فيلدز-سباك إن التأمل "يدرب عقلك، تمامًا كما تفعل في صالة الألعاب الرياضية لبناء عضلاتك". "إنه يبني التكرارات في عقلك لملاحظة متى تفكر في شيء آخر، لملاحظة متى يبدأ عقلك في التشتت إلى الشعور بالخوف، والاعتراف بذلك والعودة إلى ما تحاول القيام به".

في مراجعة أجريت عام 2017 لـ 45 دراسة حول التأمل، وجد أن ممارسة التنفس الواعي تخفض ضغط الدم المرتفع ومعدلات ضربات القلب في مجموعة من السكان.

قال فيلدز-سباك "إذا كان بإمكانك، قم بالتأمل لمدة دقيقتين قبل الخروج من السرير في الصباح، هناك مجموعة متنوعة من تمارين التأمل التي يمكنك تجربتها، لكنها لا تحتاج أيضًا إلى أن تستغرق وقتًا طويلاً".

وأضاف إن بضع ثوانٍ من التنفس الواعي يمكن أن تساعد أيضًا. لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق والتوتر، إرخ قبضة يدك، وافتح فكك، ثم خذ نفسًا عميقًا واعيًا ومدروسًا ومركّزًا للداخل والخارج".

3. قم بتدريب ذهني.

التحضير هو المفتاح للشعور بالثقة في قدراتك والبقاء هادئًا وسط الفوضى. عندما يتلقى فيلدز-سباك مكالمة تفيد بتكليفة في مباشرة حالة طارئة، يقوم على الفور بمراجعة أفضل سيناريو لما سيقوله ويفعله في حالة الطوارئ .

قال: "أتحدث حرفيًا، إما همسًا لنفسي أو بصوت عالٍ، في المكالمات اللاسلكية التي سأجريها ... وأتأكد من أنها محددة جدًا وصحيحة بالطريقة التي يجب أن يتم بها طوال هذا الموقف بالكامل".

قالت أليشيا فيليز، وهي عاملة اجتماعية سريرية مرخصة ومقرها بروكلين، نيويورك، إن التدرب على السيناريوهات في "البيئات غير المهددة" أمر مهم لنجاح تقنية فيلدز-سباك.

وأضافت: "إن جعل الذاكرة العضلية تؤدي على الطيار الآلي دون الإرهاق العاطفي هي تقنية من تقنيات علم النفس الأداء".

4. خفف من القلق في الغرفة

أثناء الطوارئ، يمكنك إما أن تبدأ في إصدار الأوامر بصوت عالٍ أو يمكنك تبني نبرة صوت محايدة، حتى لا تضغط على الجميع. اختر الأخير.

قدم فيلدز-سباك مثالاً للاستجابة لنوبة قلبية لدى الجد. عندما يصل إلى هذا النوع من المشهد، قد تكون الأسرة في حالة من الذعر والخوف، لذلك يخاطبهم عمدًا "بهدوء وبصوت رتيب".

وقال: "إذا تقدمت بصوت عالٍ وإيقاع سريع، وجعلت الجميع يتدخلون، فقد يتسبب ذلك في ارتفاع الجميع إلى مستواي"، مشيرا إلى أن التحدث بنبرة محايدة يمنحك الوقت للتفكير والاستمرار في وضع الخطة في رأسك بشكل متماسك.

روى فيلدز سباك موقف قد يواجهه الكثيرون وهو حالة طوارئ بسيطة مثل سقوط طفل وخدش وجهه، ويقول "حافظ على الحياد في سلوكك".

وروى تجربته في هذا الموقف، قائلًا: "سيكون أحد الوالدين خائفًا جدًا، ويدرك الطفل ذلك، فيرتفع مستوى القلق هذا". ولكن إذا تحدثت بثقة وهدوء، "فإن هذا يفعل الشيء نفسه على الفور للطفل".

عندما لا نشغل أنفسنا بما قد يفكر فيه الآخرون عنا ونستطيع البقاء حاضرين ومركزين، فمن المرجح أن نكون قادة أفضل في الأزمات.

قال فيلدز سباك: "الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من نظرية اللحظات المحايدة هذه، والذين يمكنهم الاستفادة من القدرة على توجيه الأشخاص الآخرين من حولهم بطريقة هادئة وواثقة ومتماسكة، هؤلاء الذين سينجحون في تجاوز المشكلة والمضي قدما إلى الأمام".