القاهرة: الأمير كمال فرج.
يدخل خريجو دفعة 2024 سوق العمل الآن تقريبًا - فكيف سيكون أداؤهم؟ عانى 59٪ منهم من القلق أو الاكتئاب أثناء وجودهم في الكلية، وفقًا لتقرير صادر عن شبكة العقول الصحية في عام 2023. لا تختفي مشكلات الصحة النفسية بشكل سحري مع الحصول على دبلومة، ومن غير المرجح أن يكون العمل أقل إرهاقًا من الكلية، فما هي النصيحة التي يمكننا أن نقدمها لهم، وهم يشرعون في الخطوة الأولى في حياتهم المهنية؟
ذكر أندرو أبيلا في تقرير نشرته مجلة Forbes "لا يوجد نقص في النصائح الجيدة لخريجي الكليات. يجب عليك التواصل بنشاط، ومواصلة التعلم، والشغف، وطلب الملاحظات، وإيجاد هدفك في الحياة، واتخاذ المبادرة، والثقة في غرائزك، والحفاظ على عقل منفتح، والحفاظ على موقف إيجابي، والعمل كلاعب فريق، واستخدام الموارد المتاحة لك، وتحديد التوقعات، وقبول أن الخطط سوف تتغير".
ومع ذلك، حتى مجرد قراءة مثل هذه القائمة يمكن أن يسبب القلق، لأنه بالإضافة إلى كل هذا، عليك أيضًا القيام بعملك بالفعل. ماذا يجب أن يفعل الشاب؟ إن النظر إلى أولئك الذين وصلوا إلى قمة السلم الوظيفي يساعد في الإجابة على هذا السؤال.
يؤكد تقرير لشركة Heidrick & Struggles على أهمية شخصية الرئيس التنفيذي: "المدراء التنفيذيون يمتلكون شخصية ثابتة، مع قيم متجذرة، لذلك مع صعودك السلم الوظيفي، ركز على صقل شخصيتك.
يعرف مجال علم النفس الإيجابي الشخصية بأنها مجموعة من نقاط القوة (تسميها الفلسفة الكلاسيكية "فضائل")، مثل الشجاعة والحكمة والاعتدال أو الانضباط الذاتي. كل منها عادات أظهرت الأبحاث المكثفة، التي استشهدت بها دراسة من جامعة زيورخ، أنها مرتبطة بازدهار بشري أكبر.
يمكنك التفكير في الشخصية باعتبارها "نظام التشغيل البشري" الذي تُبنى عليه حياة كل شخص. المهارات مثل التواصل والتعلم وتلقي الملاحظات تشبه التطبيقات، في حين أن الشخصية هي نظام التشغيل البشري الذي يقوم عليها جميعًا ويضمن عملها الفعال.
بدلاً من التركيز على مجموعة واسعة من الأشياء التي يجب عليك القيام بها الآن لتحقيق النجاح، ركز بدلاً من ذلك على ترقية نظام التشغيل الخاص بك من خلال تنمية عادة أو أكثر من العادات التي ستعزز شخصيتك. سيكون هذا جهدًا أكثر فاعلية من إضافة "مهمة" أخرى إلى القائمة الطويلة من النصائح أعلاه، لأنه سيتضمن العمل بشكل مباشر على السبب الجذري لنجاحك وسعادتك.
إن مكانًا جيدًا للبدء هو عادة ضبط النفس. إلى جانب شهادتك، ربما تركت الكلية مع بعض العادات السيئة التي تضيع الوقت والمال وتضر بصحتك. سيعتمد نجاحك وسعادتك في المستقبل بشكل كبير على قدرتك على كبح جماح هذه العادات، وعادة ضبط النفس هي المفتاح لذلك.
ولكن هل لديك قوة الإرادة للقيام بذلك؟ إن دراسة أجراها باحثون من ولاية أوهايو، وبراين ماور، وجامعة ميشيغان حول ضبط النفس تحمل أخبارًا جيدة: إن النمو في ضبط النفس لا يتعلق في المقام الأول بممارسة قوة الإرادة، وإنما بإنشاء روتين يومي من العادات الجيدة، فيما يلي أبرز الخطوات لتحقيق ذلك:
قم بإلهاء نفسك:
حوّل انتباهك بعيدًا عن الشيء الذي يغريك، نحو شيء آخر مثير للاهتمام.
إعادة صياغة:
تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى السلوك الإشكالي، وخاصة من خلال رؤيته في سياق أوسع، مثل سبب رغبتك في القيام بذلك، أو ما قد تكون عواقبه على المدى الطويل. هذا يميل إلى إضعاف جاذبيته.
الالتزام المسبق:
اتخذ القرار مسبقًا واجعل نفسك ملزمًا باتخاذ قرار أفضل، مثل طلب وجبة غداء صحية أول شيء في الصباح.
تعديل بيئتك:
قم بإجراء تغيير في محيطك لإبعاد نفسك عن الإغراء، مثل وضع هاتفك في غرفة أخرى، أو حتى قلبه مع إيقاف تشغيل الرنين.
ركز على تكرار هذه الممارسات البسيطة للنمو في ضبط النفس يوميًا وستصبح أسهل بشكل مطرد، وستصبح عادة. ستصبح شخصًا يتحكم في نفسه مع تحول هذه الاستراتيجيات إلى بديهية، وحتى آلية، وستكون أكثر سعادة وفعالية في العمل، مع تسلقك السلم الوظيفي.