القاهرة: الأمير كمال فرج.

تتمثل إحدى المهارات الأساسية للقادة في القدرة على الاستفادة من البيانات بشكل فعال لاتخاذ قرارات مستنيرة. ومع ذلك، تقع العديد من المنظمات في فخ تبني نهج قائم على البيانات قد لا يعالج بشكل كامل تحديات الأعمال الفعلية.

ذكرت باولا تشيكي- ديميجليو في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "الأبحاث أظهرت أن هناك ميلًا بين صناع القرار لتأكيد تحيزاتهم الأولية من خلال البحث عن البيانات لدعم الحلول المسبقة بدلاً من استكشاف ما تقدمه البيانات بشكل حقيقي".

إن التحليلات القائمة على القرار ليست مجرد أداة، بل هي نهج استراتيجي يضع صناع القرار في قلب العملية. يركز هذا النهج على القرارات التي يجب اتخاذها أولاً ثم تحديد البيانات المطلوبة لدعم هذه القرارات. ويطالب القادة ليس فقط بالسعي للحصول على إجابات ولكن أيضًا بصياغة الأسئلة الصحيحة، وإظهار الالتزام بالتواضع الفكري والاعتراف بحدود معرفتهم الحالية.

من خلال تبني هذا النهج الاستراتيجي، يمكن لقادة الأعمال أن يشعروا بمزيد من الاستراتيجية والتفكير المستقبلي في عملية اتخاذ القرار الخاصة بهم. فيما يلي خطوات العمل لقادة الأعمال:

1. تحديد القرار:

ابدأ بتحديد القرار الذي يجب اتخاذه بوضوح، مع التركيز على الخيارات التي يمكنك التحكم فيها والتي تتعلق بدورك داخل المنظمة. وسّع منظورك من خلال التعامل مع وجهات نظر متنوعة لاستكشاف حلول مختلفة. يساعد هذا في تحديد الخيارات القابلة للتنفيذ والمؤثرة مع تجنب الخيارات غير القابلة للتطبيق أو المحفوفة بالمخاطر بشكل مفرط. يجب أن تركز الاعتبارات الأولية على القرار نفسه بحتة، بدلاً من التأثر بمجموعات البيانات الموجودة، والتي قد تؤدي إلى أسئلة متحيزة أو غير ذات صلة.

2. اطرح أسئلة واقعية:

عندما تحتاج إلى رؤى تنبؤية، اطرح أسئلة واقعية. على سبيل المثال، قد يحتاج مدير التصنيع إلى التنبؤ بموعد فشل المعدات في جدولة الصيانة بشكل فعال. وبالمثل، يمكن أن يستفيد تجار التجزئة من فهم الأنماط في إرجاع المنتجات لتعديل استراتيجيات التسعير أو تحسين جودة المنتج. تساعد هذه الاستفسارات الواقعية في صياغة استراتيجيات دقيقة وقابلة للتنفيذ بناءً على تحليل البيانات التنبؤية.

3. استكشاف الحقائق المضادة:

تسمح لك الأسئلة المضادة للواقع بتقييم النتائج المحتملة للتدخلات المختلفة. إن هذا النوع من الاستفسارات مفيد في السيناريوهات التي تتطلب فهمًا أعمق للسبب والنتيجة، مثل تغييرات السياسة أو المبادرات التجارية الاستراتيجية. على سبيل المثال، قد يستخدم فريق الحملة السياسية أسئلة افتراضية لتحديد الاستراتيجيات الأكثر فعالية لإقناع الناخبين غير الحاسمين.

التطبيق العملي في مجال الأعمال:

لنفترض أن شركة تقدم خدمة اشتراك للوازم المكتبية. لمعالجة مشكلة استنزاف العملاء، تركز الشركة في البداية على العملاء الأكثر احتمالاً لإلغاء اشتراكاتهم. لفهم التأثير الحقيقي للحوافز المحتملة على الاحتفاظ بالعملاء، يجب على الشركة طرح سؤال افتراضي: "ما هو التأثير الذي قد تحدثه الحوافز على معدلات الاحتفاظ بالعملاء؟" يمكن للشركة بعد ذلك إجراء تجربة عشوائية محكومة، وتقديم حوافز لمجموعة مختارة عشوائيًا من العملاء ومقارنة سلوكهم بمجموعة بدون حوافز. تزود هذه الطريقة العملية والمباشرة قادة الأعمال بالأدوات والمعرفة لتحسين نهجهم بناءً على بيانات تجريبية قوية بدلاً من الافتراضات.

من خلال التحول من استراتيجية تعتمد على البيانات فقط إلى نهج قائم على اتخاذ القرار، يمكن لقادة الأعمال التأكد من أن أفعالهم تسترشد بفهم واضح لأهدافهم وأفضل الأدلة المتاحة. تعمل هذه الطريقة على تعزيز أهمية وتأثير تحليلات الأعمال وتتوافق بشكل وثيق مع الأهداف التجارية الاستراتيجية، مما يعزز ثقافة الأعمال التحليلية والتركيز على النتائج.