القاهرة: الأمير كمال فرج.

هناك وسائل عدة تؤدي إلى تآكل أموالك، ومن بينها "نمط الحياة المتغير" وهى ظاهرة طبيعية ومتوقعة، إلا أن هناك طرقًا لمنعها من التهام مدخراتك.

ذكرت كارولين بولونيا في تقرير نشرته صحيفة HuffPost أن "الإفراط في الإنفاق كان دائمًا أمرًا سهلاً إلى حد ما، ولكن في هذه الأيام، أصبح الأمر أكثر سهولة. على الرغم من أنك قد تنسب هذا الواقع إلى مصطلحات مثل "التضخم" و"تشوه صورة المال"، فلا تتجاهل اتجاهًا خبيثًا آخر: نمط الحياة المتغير".

قد يكون نمط الحياة المتغير ظاهرة طبيعية ومتوقعة، لكنه ليس خاليًا من الجوانب السلبية. لمنع مثل هذه المشكلات، طلبنا من خبراء التمويل الشخصي شرح هذا المفهوم، ومشاركة نصائحهم لتجنب الإغراء في الشراء الذي يؤدي إلى خسارتك المزيد من الأموال.

ما هو نمط الحياة المتغير؟

 قالت كيمبرلي بالمر، خبيرة التمويل الشخصي في NerdWallet أن "نمط الحياة المتغير يشير إلى حقيقة أننا غالبًا ما ننفق المزيد من المال مع ارتفاع دخلنا، قد يحدث ذلك نتيجة للرغبة في ""مواكبة [الآخرين]، حيث نرى أشخاصًا آخرين ينفقون المزيد فنفعل الشيء نفسه."

نتيجة لهذه الظاهرة، قد ينفق الناس أموالاً إضافية على تجارب وأشياء لا يحتاجون إليها - مثل الملابس أو السيارات الفاخرة أو العقارات. هناك أيضًا أمثلة أقل تطرفًا في جميع أنحاء الطيف.

قال بولا سوكونبي، مؤسس Clever Girl Finance، ""تحصل على زيادة، وفجأة، تقوم بتحديث هاتفك، وتناول الطعام في الخارج في كثير من الأحيان، والإسراف في الإجازات، من المغري أن تنفق المزيد لأنك تشعر أنك تستطيع تحمله، أو قد تشعر أنك تستحق أن تدلل نفسك، مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق."

من الطبيعي أن ترغب في تحسين جودة حياتك من خلال شراء أشياء أجمل، أو أن تشعر بالانجذاب إلى أنماط الحياة المثالية التي تراها على وسائل التواصل الاجتماعي. غالبًا ما يكون التسلل في نمط الحياة تدريجيًا بشكل شرير.

قالت داشا كينيدي، مبتكرة The Broke Black Girl "مع زيادة دخلك، يزداد إنفاقك أيضًا، وغالبًا على أشياء لا تضيف قيمة، وهذه زيادة بطيئة في الإنفاق غالبًا ما تمر دون أن يلاحظها أحد، حتى تبدأ في التأثير على نمط حياتك ومدخراتك".

ما هي الجوانب الإيجابية والسلبية؟

قال سوكونبي: "تتضمن بعض الجوانب الإيجابية لنمط الحياة المتغير جودة حياة محسنة، حيث يمكنك الاستمتاع بثمار عملك". "قد تشعر أيضًا بالحافز للخروج وتحقيق المزيد. ومع ذلك، فإن الجوانب السلبية هي أنه قد يكون لديك مدخرات أقل لأنك تنفق كثيرًا، مما قد يؤدي إلى ضغوط مالية، ويسبب ذلك مرونة أقل في حياتك بشكل عام بسبب التزاماتك المالية الموسعة".

إذا كان إنفاقك يواكب راتبك المتزايد، فستواجه صعوبة في توفير المال وبناء شبكة أمان مالية. تقول كينيدي أن "نمط الحياة المتغير خبيث، لأنه قد يمر دون أن يلاحظه أحد لفترة من الوقت. يمكن أن يستنزف مدخراتك ويؤدي إلى ضغوط مالية". "قد يعني هذا أنك تستمتع بفوائد عملك الشاق، ولكن بأي ثمن؟، لذلك من المهم إبقاء هذا الوضع تحت السيطرة."

ما هي أفضل طريقة للتعامل مع نمط الحياة المتغير؟

قالت كينيدي: "نمط الحياة المتغير أمر لا مفر منه بالنسبة لمعظم الناس، ولكن فهمه وإدارته يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الاستقرار المالي. إن الانتباه إلى كيفية تغير عادات الإنفاق الخاصة بك مع دخلك يمكن أن يساعدك على البقاء على المسار الصحيح، وتجنب الإفراط في الإنفاق".

تتمثل إحدى أفضل الطرق لمنع نمط الحياة المتغير من تدمير أموالك في تتبع إنفاقك عن كثب كل شهر والانتباه إلى التغييرات.

قالت بالمر: "يمكن أن تساعدك مراجعة بطاقتك الائتمانية وكشوف حساباتك المصرفية، وكذلك استخدام تطبيق الميزانية. أي شيء يسهل عليك تتبع إنفاقك وإجراء التعديلات يمكن أن يكون أداة مفيدة."

حدد أهدافك المالية وكيفية تحقيقها.

نصحت سوكونبي: "حدد أهدافًا واضحة لمواردك المالية. اعرف ما تريد تحقيقه ماليًا، سواء كان ذلك الادخار لشراء منزل أو التقاعد أو صندوق الطوارئ. "ضع ميزانية لتتبع دخلك ونفقاتك".

لا بأس بالاستمتاع بالأشياء الجميلة، لكن حاول الالتزام بميزانيتك. أوصت سوكونبي بالعيش في حدود إمكانياتك، وقالت: "مجرد قدرتك على تحمل تكلفة شيء ما لا يعني أنه يجب عليك شراؤه. لذا قبل إجراء عملية شراء كبيرة، اسأل نفسك عما إذا كان ذلك ضروريًا، وما إذا كان يتماشى مع أهدافك المالية؟".

ضع الاستقرار والأمان الماليين على المدى الطويل في الاعتبار من خلال تخصيص جزء من دخلك للمدخرات والاستثمارات قبل أو جنبًا إلى جنب مع أي تعديلات في نمط حياتك.

نصحت سوكونبي "بأتمتة مدخراتك". "قم بإعداد التحويلات التلقائية إلى حسابات التوفير والاستثمار الخاصة بك لضمان الادخار باستمرار."