القاهرة: الأمير كمال فرج.

يمكن لأي جدال أن يصبح ساخنا، سواء كان الناس يتعاملون مع نزاع شخصي، أو ينخرطون في نقاش سياسي، فإن المشاعر غالبًا ما تكون عالية، وتعيق القدرة على إحراز تقدم أو التوصل إلى تفاهم.

ذكرت كارولين بولونيا في تقرير نشرته مجلة HuffPost أن "المحامون خير من يقدمون البراهين والأدلة للفوز بحكم لصالحهم، لذلك يشاركون هنا نصائحهم للتوصل إلى تفاهم، ويقدمون لك الخطة السرية حتى يكون لديك حجة مقنعة في أي نقاش".

قال محامي قانون الأعمال أوغو لورد إن "معظم الحجج غير مثمرة هذه الأيام، لأن الناس يركزون بشكل كبير على محاولة "الفوز" بالحجة بدلاً من النظر إلى الصورة الأكبر". "الحجج العقيمة يمكن أن تحطم العلاقات طويلة الأمد لتحقيق فوز قصير الأمد".

وشدد على أن إعادة التفكير في كيفية تعاملنا مع الحجج لا يمكن أن تحسن علاقاتنا فحسب، بل أيضًا حياتنا المهنية والشخصية بشكل عام.

قالت مارلين تشينيتز، الشريكة في ممارسة قانون الزواج والأسرة في شركة بلانك روما للمحاماة: "إن الجدال له دلالة سلبية، لكن لا ينبغي أن يكون كذلك". "إن الجدال هو عملية اجتماعية، ويجب على الجميع أن يهدفوا إلى أن يكونوا فعالين في فن الجدال. من المهم أن نتذكر أن الصراع لا يشكل دائمًا تهديدًا - ولكنه يمكن أن يوفر في كثير من الأحيان فرصًا لفحص ما نشعر به تجاه قضية ما وتوضيح نقاطنا".

لمساعدة الأشخاص في الحصول على حجج أكثر إنتاجية، طلبنا من لورد وتشينيتز ومحامين آخرين مشاركة أفضل ممارساتهم، فكانت هذه النصائح:

1ـ التزم بالاستماع الفعال، حتى عندما لا تستطيع تحمل ما تسمعه.

قال روبرت أوتينجر، مؤسس شركة أوتينجر للمحاماة: "مشكلة الحجج اليوم هي أن الناس لا يستمعون". "بدلاً من ذلك، يريد الناس فقط توضيح وجهة نظرهم، لذلك يكون لديك شخصان يتحدثان مع بعضهما البعض، ولكن لا أحد يستمع".

عندما لا نستمع حقًا لبعضنا البعض، فإننا لا نفهم بعضنا البعض. لذا حاول التوقف عن الحديث واستمع فقط - حتى لو لم يعجبك ما تسمعه.

قال أوتينجر: إن "الطريقة الجيدة للقيام بذلك هي تكرار وجهة نظر الشخص الذي تناقشه،  بعد الانتهاء من التحدث، حتى يعلم أنك أخذت الوقت الكافي للاستماع إليه وفهمه". "يمكن أن يحدث هذا فرقًا كبيرًا في إدارة المحادثة وجعله يشعر بأنه مسموع. بعد ذلك، يمكنك بعد ذلك أن تسأله عما إذا كان منفتح لسماع وجهة نظرك، وهذا سيسمح لك بالحصول على جمهور أكثر تقبلاً بكثير.

من خلال الاستماع الفعال، يمكنك إزالة أي ارتباك، وتعلم شيء ذي قيمة - ربما معلومة يمكن أن تعزز حجتك أو توضح سوء الفهم. ستجعل أيضًا الشخص الآخر أكثر ميلًا لسماع جانبك من المشكلة والتوصل إلى تفاهم.

نصحت محامية الطلاق نيكول سودوما: "استمع لتفهم، بدلاً من الاستماع للرد". "نحن جميعا مذنبون بهذا، ولكن هذه الأداة يمكن أن تجعل الحجة أكثر كفاءة بكثير".

2ـ تجنب إعادة صياغة نفس الأشياء القديمة.

وقالت تشينيتز: "لكي تكون فعالاً في الجدال، تجنب تكرار نفس الادعاءات والأسباب، لأنها ستضيع على الجانب الآخر". "لكي تجادل بشكل فعال، يجب أن تدعم موقفك بالأدلة والأمثلة"، وأوصت بمواصلة التركيز على المسألة المطروحة لإجراء مناقشة مثمرة.

أوضحت تشينيتز: إن "الهدف النهائي من الجدال هو إقناع الطرف الآخر بفهم قضيتك، وليس فقط إثارة الضجيج، وبالتالي فإن الطريقة التي تنقل بها أفكارك مهمة".

3ـ استخدم صوتًا هادئًا وواضحًا.

قالت تشينيتز: "إن استخدام صوت هادئ يساعد على ضمان سماعك". "قد لا يتفق الطرف الآخر معك في النهاية، لكن يجب عليه أن يستمع إليك، تمامًا كما يجب أن تستمع إليه".

التحدث بطريقة هادئة يمكن أن يساعدك على التعبير بوضوح عن وجهة نظرك وحجتك. قالت تشينيتز. ""الوضوح هو المفتاح،"، كلما تمكنت من التعبير عن أهدافك بإيجاز دون أي "ذوق" إضافي، كلما كان من الأسهل على الطرف الآخر فهم ما ترغب فيه".

إذا بدأت تشعر بأن مشاعرك قد انجرفت، ففكر في استخدام نوع مختلف من النغمات. قالت تشينيتز: "أجد أن الفكاهة غالبًا ما تكون أسلوبًا رائعًا لنزع سلاح شخص ما أثناء الجدال". "إن إدخال الفكاهة يساعد على خفض درجة الحرارة، ويسمح بالاستماع بشكل أفضل".

4ـ كن إستراتيجيًا بشأن التوقيت.

قالت تشينيتز: "كما يقولون، التوقيت هو كل شيء". "لا تجادل أبدًا عندما تكون المشاعر قاسية أو عندما تكون غير راغب في الاستماع إلى الجانب الآخر من القضية، وهذا ينطبق على كل من المواقف الشخصية والمهنية.

لا تخف من الابتعاد إذا بدأت الأمور تزداد سخونة. قال لورد: "كلما طال الجدال، زاد احتمال كسر علاقة طويلة الأمد". "وبالتالي، لا تخف من الابتعاد لتسمح لنفسك بالتهدئة بشكل مستقل وإعادة تجميع صفوفك والتركيز على الحل. اسمح للعقول الهادئة أن تسود في وقت لاحق بدلاً من أن تقودك المشاعر الساخنة إلى طريق الندم.

شارك في المناقشة في وقت لا تشعر فيه بالانجذاب إلى مكان آخر أو في جدول زمني ضيق. قالت سودوما: "تخلص من جميع عوامل التشتيت، حتى تتمكن من التركيز على المحادثة". "كن حاضراً وموجهاً نحو الهدف."

5ـ توقع الردود.

بينما تريد ممارسة الاستماع الفعال لحججك، يجب أيضًا أن تكون مستعدًا للرد على نقاط الحديث التي قد تتوقعها من الجانب الآخر.

قالت تشينيتز: "تذكر أن الحجج تتطور بناءً على مساهمات الشخص الذي تجري معه الحوار". "لذا عليك أن تكون سريعًا، وأن تتوقع الردود التي من المحتمل أن تتلقاها".

قم بالبحث، سواء كان الأمر يتعلق بقضية سياسية أو فحص علاقاتك الشخصية ونفسك الداخلية. ثم خذ الوقت الكافي لتجميع أفكارك والشعور بالثقة بشأن الموضوع المطروح.

6ـ لا تجعل الأمر شخصيًا جدًا.

قالت تشينيتز: "لا ينبغي عليك أبدًا أن تجعل أي جدال شخصيًا، لأن المصداقية، أو الروح، هي إحدى ركائز الإقناع عند أرسطو، لذلك عندما تختلف مع شخص ما حول موضوع ما، حاول مقاومة الرغبة في الاعتماد على الهجمات الشخصية، والتركيز بدلاً من ذلك على بناء مصداقيتك".

وتابعت قائلة: “لكي تتمتع بالمصداقية، يجب عليك إثبات معرفتك بالموضوع الذي تناقشه، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد”. "يجب عليك أيضًا التعامل مع الجانب المعارض باحترام من خلال الاعتراف بوجهات نظره، وشرح سبب عدم صحة هذه الآراء بشكل مقنع. وتكتسب المصداقية من خلال دعم مواقفك بأمثلة وبيانات وأدلة محددة".