القاهرة: الأمير كمال فرج .

صدم إنكار العالم ستيفين هوكينج وجود الثقوب السوداء العديد من علماء الفيزياء. وذلك بعد أن صرح في جريدة علي الانترنت بإن الثقوب التي يتحدث عنها العلم "ثقوب رمادية".

يقول هوكينج   في تقريره الذي تم نشره علي جريدة "حفظ المعلومات والتنبؤ بطقس الثقوب السوداء" الإلكترونية : " أن غياب أفق الحدث يدل علي غياب الثقوب السوداء أيضا، بمعني أن الضوء لا يمكنه الهرب إلي ما لانهاية ."

طبقا لما يقوله فإن فكرة وجود الثقوب السوداء التي لا يستطيع الضوء الهروب منها غير سليمة، ويفترض انه بدلا من هروب أشعة الضوء واندفاعها نحو لب هذه الثقوب، فإنها ستعلق في حلقة مفرغة، ثم تتقلص ببطء عن طريق انبعاث الإشعاع .

ويقول هوكينج لمجلة "الطبيعة" : "طبقا للنظرية الكلاسيكية لا يمكن الهروب من الثقوب السوداء، ولكن طبقا لنظرية الكم تستطيع الطاقة والمعلومات الهروب من الثقوب السوداء".

ويقول هوكينج أن الشرح الكامل لهذه العملية سيتطلب نظرية تستطيع أن تدمج بنجاح الجاذبية مع كل القوي الأساسية الأخرى في الطبيعة،  وعلي الرغم من ذلك، فان هذا الهدف استعصي علي علماء الفيزياء لأكثر من قرن كامل .

ويضيف أن "المعادلة الصحيحة مازالت غامضة، إن نظرية هذا العالم عن الثقوب الرمادية ستسمح للمادة وللطاقة أن تعلق لفترة من الزمن قبل انطلاقها مجددا في الفضاء".

وكان الدافع وراء تصريحات هوكينج الأخيرة هو محاضرة ألقاها عبر سكاي بي في اجتماع معهد كالفي للفيزياء النظرية في سانت بربرا بكاليفورنيا في أغسطس 2013 .

ودارت المحاضرة حول ما يعرف بالجدار الناري، أو جدار الحماية للثقوب السوداء، والذي حير العلماء لعامين تقريبا، وهو نتاج للنظرية التي حاول فيها العلماء تخيل ما يمكن أن يحدث لرائد فضاء لم يحالفه الحظ فسقط في إحدي الثقوب السوداء .

ويقول دون بيج  خبير الثقوب السوداء بجامعة البيرتا في ايدمونتون بكندا، إن الافتراضات التي يطرحها هوكينج تبدو منطقية .

ولكن جوزيف بولكينيسكي، عالم الفيزياء النظرية  بمعهد كالفي متشكك من النظرية، ويصر أنه طبقا لنظرية اينشتين للجاذبية فإن الثقوب السوداء لا تختلف كثيرا عن أي مكان آخر في الفضاء .

ويقول رفائيل باوسو , عالم الفيزياء النظرية بجامعة كاليفورنيا، وأيضا تلميذ سابق لهوكينج  "أننا لا نري التذبذب الزمني المكاني في منطقتنا أبدا، إنه نادر جدا علي الصعيد الأوسع، مشيرا إلى إن العديد من العلماء يعتبرون نظرية هوكينج "غير مقبولة" .

حيث يقول : إن "فكرة عدم وجود نقاط لا يمكن الهروب منها غير واقعية، لأن الثقوب السوداء هي بمثابة اقتراح جذري وإشكالي أكثر من افتراض وجود الجدر النارية، ولكن ما زلنا نطرح مثل هذه الأسئلة منذ أربعين عاما بعد أول بحث نشره هوكينج عن الثقوب السوداء، والمعلومات المتوفرة تشهد علي وجودها الهائل".