في الوقت الذي تعاقب فيه الأم في دولنا العربية إذا اصطحبت ابنتها معها إلى العمل، اصطحبت نائبة في البرلمان الأوروبي ابنتها فيكتوريا منذ أن كانت رضيعة في جلسات البرلمان في ستراسبورغ، وذلك لخوفها عليها من المربيات، أو تركها بصحبة أحد من العائلة .
صورة النائبة الإيطالية ليسيا رونزولي ـ وهي في البرلمان الرسمي ترضع طفلتها الصغيرة، وهي تلفها حول صدرها بحافظة خاصة ـ أثارت شهية وسائل الإعلام في دول العالم، فصارت الصورة رمزا للأمومة التي تتغلب على كل شيء، كما كانت رمزا للأم العاملة القادرة على النجاح، وبلوغ أعلى المناصب بدون تقصير في رعاية أبنائها.
بدأت قصة الطفلة فيكتوريا منذ ثلاث سنوات ، عندما واجهت والدتها ـ التي اختيرت لتكون عضوة في البرلمان الأوروبي مشكلة انضمامها للبرلمان، مع وجود طفلة رضيعة لها ، ونظرا لأنها ترفض الاستعانة بمربية للأطفال، قررت اصطحابها معها، ونظرا لطبيعة البرلمان وجلساته المطولة، أصبحت الرضيعة التي لم تتخطى السنة الواحدة تمضي معظم أوقاتها في البرلمان الأوروبي، وبحركاتها العفوية شاركت في بعض الأحيان بالتصويت، بتقليد أمها طبعا.
"فكتوريا" أضفت على البرلمان جوا خاصا، حيث يسارع الأعضاء كل يوم إلى تقبيلها، ومداعبتها، ومنحها الحلوى، وهي في المقابل توزع قبلاتها على الموجودين، وتقضي أوقاتها أحيانا في اللعب بدمة صغيرة أحضرتها والدتها، أو اللعب في الهاتف الجوال الخاص بوالدتها.
وأشاد الكثير من الأعضاء بخطوة الأم الجريئة، وأكدوا أن ذلك لا يعيق عملها كنائبة، بل يمنحها الكثير من الفاعلية ، بعد الاطمئنان على طفلتها.
النائبة رونزولي لا تعترف بالوسائل المساعدة للمرأة العاملة كالمربيات، وترفض ترك صغيرتها للحظة واحدة بمفردها. وهذا ليس رأيا شخصيا، ولكنه رأي سياسي، حيث رفعت قضية بهذا الشأن لإعطاء المرأة حق اصطحاب طفلها إلى مكان عملها.
والآن بعد مرور ثلاث سنوات على هذه التجربة ، تبدو الطفلة وقد كبرت ، وهو ما سيمنحها لاشك ثقافة سياسية، وقد نشرت وكالة "رويترز" الأسبوع الماضي صورا للنائبة مع طفلتها ، التقطت بين سبتمبر 2010 ونوفمبر 2013 تظهر مراحل نمو الطفلة التي تختلف عن مثيلاتها، فقد ولدت نائبة في البرلمان.
تاريخ الإضافة: 2016-10-22تعليق: 0عدد المشاهدات :1946