القاهرة: الأمير كمال فرج .
كشف مصور عالمي عن مجموعة من الصور التقطها في 25 دولة إفريقية على مدى أربعين عاما تكشف عن ما أسماه "السحر الإفريقي"، يقول المصور هاري هووك لصحيفة Daily Mail إن "الأمور في الحياة تتغير طوال الوقت، لذلك أحرص على توثيق الأماكن لتظل دائما في ذاكرة الأجيال".
بعد حوالي 40 عاما من تصوير وتسجيل الحياة بأفريقيا، يشرح هووك لماذا مازالت القارة المظلمة فاتنة دائما، فقد ولد هووك ونشأ في كينيا، وأمضي عقودا من عمره في تسجيل الظروف المتغيرة في حياة الشعب الإفريقي، سواء الرعاة أو الصيادين .
ويوضح الفيلم الوثائقي الذي أنتجته شبكة BBC التلفزيونية مدي سرعة تغير الحياة بأفريقيا، وتغير عادات شعبها، وللتعرف على حجم التغيير الذي حدث، قرر هووك البحث عن خمس نساء من قبيلة “سابورو” قام بتصويرهم منذ 30 عام في شمال كينيا .
ورغم أن البدو شعب رحال، فقد استقرت حياتهم الي حد ما، ووجد هووك المرأة التي صورها من قبل تعيش علي بعد ميلين من المكان الذي صورها به من قبل، وتقول انها لم تبتعد في حياتها أكثر من 12 ميل.
يقول هووك "تغيرت الحياة كثيرا بالنسبة اليهم، فقد استقر العديد من قبائل السامبورو ، مما يعني أن الأمر صار أفضل حيث تمكنوا من إرسال اطفالهم الي المدارس، والحصول علي الرعاية الصحية والماء النظيف، وخدمات أخري". ويضيف : "ليس من دوري ان أتحسر علي عصر مضي، ولكني اعتقد ان التقاليد أمر هام جدا في حياة الشعوب".
وفي خلال رحلته عبر أراضي قبائل السامبورو، وهي منطقة شاسعة تغطي 8000 ميلا مربعا، وتضم حديقة سامبورو البرية، لاحظ المصور أن بعض التقاليد ما زالت قائمة حتي بين أفراد القبيلة ممن غادروا السامبورو للحصول علي وظائف في نيوبيري، وبعض المدن الأخري الكبيرة .
ويقول هووك : "إنهم شعب صامد وفخور بشكل لا يصدق، إنهم يرفضون "الحداثة" بشكل كبير، وقد انتقلت قبيلة ماساي المجاورة لهم الي أقرب المناطق للمدن، ولكن بسبب بعد قبيلة السامبورو عن المدن الكبيرة ساعدهم علي الاحتفاظ بتقاليدهم لفترة أطول".
وفي حين أن السامبورو حظيت على الاهتمام الكبير من هووك، فإنها لم تكن القبيلة الوحيدة التي التقي بها خلال رحلته والتي أخذته إلي إحدي أحدث الدول الافريقية وأقلها استقرارا .. دولة جنوب السودان .
وهناك صور شعب المنداري، وهي قبيلة بدوية تعيش حياة رعوية علي عكس السامبورو، وقد تغيرت المنداري علي مر القرون، وكان التهديد الرئيسي لطريقة حياتهم يكمن في الحرب، وليس التكنولوجيا مثل السامبورو .
عن رحلته في جنوب السودان ويقول هووك "لقد حالفني الحظ، ووصلنا وخرجنا في الوقت المناسب، حيث تعصف الحرب الأهلية الشرسة بجنوب السودان حاليا، والتي بدأت في ديسمبر الماضي . ويقول : "وطبقا للمعلومات التي زودتنا بها المخابرات نعمت المنطقة بسلام مؤقت قبل أن تندلع الحرب من جديد".
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي يواجه فيها المصور صراعا في سعيه المستمر لالتقاط صور مثالية، فإن المخاطر كانت تحيطه دائما . حيث يقول : " تتمثل المخاطر الرئيسية بشكل عام في أن تكون مستهدفا من أجل الحصول علي المال، أو أن تقع في مرمي النيران . كنت متخوفا بشأن الذهاب لجنوب السودان، لذلك كنت دائما متيقظا ، ورغم أن الأمن كان مستتبا، يجب أن تضع نصب عينيك المعلومات التي تستقبلها علي ارض الواقع".
ويضيف هووك : "وبشكل عام , الناس هناك في غاية الكرم، ولكني تعرضت لبعض المواقف، مثل القاء القبض عليّ أو أخذ جواز سفري من قبل بعض الهيئات، وفي بعض الاحيان كان الناس يعتقدون أني جاسوس".
وعلي الرغم من المخاطر الكبيرة التي واجهها، يقول هووك أن رحاته عبر افريقيا ستستمر طالما أن هناك أناس مستعدون للتصوير وطالما ودت أماكن جديدة للاكتشاف، مشيرا إلى أن مقابلة الناس هناك هي متعة السفر الي إفريقيا .
ويضيف :إن حسن الضيافة، وقضاء الوقت مع أناس يملكون القليل، ويعيشون الحياة لحظة بلحظة أمر رائع حقا"، ويقول مازحا أحد الأفراد : "أنا ممتن لكوني أقضي الوقت معك" .
وينتقل هووك للحديث إلى أوبابو" وهو أحد الصيادين، والذين يرافقوه في مطاردة ناجحة لاصطياد أحد قردة البابون، ويسأله عما اذا كان سيعيش في المدينة، فيجيب "لن أعيش في المدينة أبدا، فالوضع خطير جدا هناك، لو ذهبت للإقامة هناك سيفرضون علينا الضرائب وهو أمر سييء".
ويقول هووك "هناك 48 دولة في افريقيا، وقد قمت بزيارة 25 منها فقط، لذلك سأواصل رحاتي الطويلة، فما زال هناك الكثير لاكتشافه".