القاهرة: الأمير كمال فرج.

بدءًا من تحديد مصادر الجواهر المخفية والفرص الاستثمارية وحتى تعزيز التنوع، تعمل الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تبسيط الاستثمارات وتوفير الوقت والمال وإحداث ثورة في الصناعة. ولكن هل ينجح هذا في الواقع، بما يتجاوز مجرد المفاهيم النظرية؟.

ذكر فيتال لابتنوك في تقرير نشرته مجلة Entrepreneur إن "الذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بكل وظيفة تقريبًا في مجال رأس المال الاستثماري. وهذا يعني أن شركة رأس المال الاستثماري قد تحتاج فقط إلى شخص أو شخصين، ولا يزال بإمكانهم جني ملايين الدولارات من خلال الاستثمارات".

ولكن هذا هو المستقبل. اليوم، 1% فقط من صناديق رأس المال الاستثماري لديها مبادرات داخلية تعتمد على البيانات، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شريك Earlybird، أندريه ريتيراث. هذه الشركات هي الرائدة، وقريبًا، سيستخدم العديد من شركات رأس المال الاستثماري الذكاء الاصطناعي بنفس الطريقة التي يستخدمونها. فيما يلي المجالات التي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي فيها:

1ـ تحديد مصادر الشركات الناشئة وفحصها

بعد إطلاق ChatGPT، أصبح استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية والتقنيات الأخرى أسهل وأرخص بكثير. في الماضي، كان على المستثمرين توظيف العشرات من الأشخاص للحفاظ على تدفق صفقات عالية الجودة. والآن، باستخدام تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن أن يكون لديهم فرق أصغر أثناء مراقبة الآلاف أو حتى الملايين من الشركات الناشئة.

حوالي مائة من صناديق رأس المال الاستثماري، بما في ذلك SignalFire، وEpisode 1، وInReach Ventures، وEQT Ventures، تستخدم بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لدراسة أجراها المستثمر Bartosz Trocha. وبما أنه لا يوجد حتى الآن برنامج ذكاء اصطناعي يمكنه معالجة جميع التحديات التي تواجهها فرق الاستثمار، فغالبًا ما يقوم أصحاب رأس المال المغامر بتطوير أدواتهم الخاصة.

الجزء الأكثر أهمية في عملية الاستثمار هو تحديد المصادر وإجراء العناية الواجبة. وهذه أيضًا هي المهام الأكثر تفصيلاً واستنفادًا للوقت، والتي يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيطها وإكمالها في دقائق.

لتحديد الشركات الناشئة الواعدة التي تستوفي معايير الاستثمار الخاصة برأس المال الاستثماري، يمكن للذكاء الاصطناعي التدقيق في مجموعات البيانات الكبيرة، بما في ذلك المقالات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي والعروض التقديمية. بعد اختيار الشركات الناشئة، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل بياناتها المالية ونماذج أعمالها والسوق الذي تعمل فيه بسرعة.

أنشأت شركة رأس المال الاستثماري InReach Ventures، ومقرها لندن، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الاستثمارات المحتملة منذ تأسيسها في عام 2015، منصة تسمى DIG لتبسيط عملية تحديد مصادر الشركات الناشئة والعناية الواجبة. فهى تساعد الشركة في العثور على آلاف الشركات الأوروبية ومراجعتها وتقييمها كل شهر.

باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، تقوم المنصة بجمع البيانات من الإنترنت، وتنظيم المعلومات حول الشركة الناشئة، ثم تحليل ما إذا كانت الشركة الناشئة مناسبة لصندوق رأس المال الاستثماري.

قامت InReach Ventures أيضًا بربط هذه الأداة بموقعها على الويب. بهذه الطريقة، لا ينشغل الفريق بالعديد من العروض التقديمية غير ذات الصلة - حيث تقوم برامجهم بترتيب التطبيقات بطريقة مناسبة.

ويمكن أن تكون قدرة المعالجة لهذه المنصات أكثر أهمية أيضًا لأن هذا النوع من التكنولوجيا قابل للتطوير. وعلى سبيل المقارنة، قامت شركة EQT Ventures بتطوير منصة لجمع البيانات والتعلم الآلي تسمى Motherbrain، والتي يمكنها التدقيق في مليوني شركة يوميًا.

من المهم أن تمتلك شركات رأس المال الاستثماري مثل هذه الأداة، لأنها يمكن أن تساعدها في العثور على الجواهر المخفية قبل أي شخص آخر. ومن خلال منصتها، حددت InReach Ventures الشركة الناشئة الليتوانية Oberlo واستثمرت فيها قبل أن يعلم أي صندوق آخر بوجودها. في ذلك الوقت، لم تكن Oberlo تبحث عن المال.

2ـ تصنيف الشركات الناشئة

هناك مهمة شاقة أخرى للمستثمرين وهي تصنيف الشركات الناشئة بعد تحديد المصادر. إذا تم ذلك يدويًا، فقد يستغرق الأمر أيامًا لفحص 400-500 ملخص بدء التشغيل. توفر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الكثير من الوقت، حيث تنظم الشركات الناشئة في فئات وفقًا لمرحلتها أو حجم السوق، أو نموذج الأعمال، أو الصناعة، أو غيرها من المعايير.

تمتلك Venture Fund منصة بيانات خاصة بها تجمع حوالي 400 شركة للاستثمار المحتمل أسبوعيًا؛ تستمد المنصة المعلومات من مصادر مختلفة. يمكن للفريق أن يطلب من "زميله" في مجال الذكاء الاصطناعي تصنيف الشركات التي تتوافق مع تركيزه الحالي، مثل B2B أو edtech، والحصول على قائمة مخصصة.

3ـ رصد الشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية

نظرًا لأن صناعة رأس المال الاستثماري تلتزم بمبدأ "قانون القوة"، فقد تكون خسارة كبيرة لشركات رأس المال الاستثماري إذا تركت استثمارًا واعدًا يفلت من أيديها. عندما تبدأ مقاييس أو أرباح الشركة الناشئة في النمو، يجب على المستثمرين إلقاء نظرة فاحصة على هذه الشركة، وبسرعة.

لتتبع مثل هذه الشركات الناشئة، قامت شركة VC SignalFire بتطوير برنامج يسلط الضوء على الشركات على لوحة المعلومات عندما تبدأ في النمو بسرعة أو تحقق خطوات ملحوظة. تتتبع المنصة ثمانية ملايين شركة ناشئة على مستوى العالم، وتقوم بجمع البيانات من سجلات المبيعات إلى المنشورات العلمية والتقارير المالية.


 4ـ ضمان التنوع في الاستثمار

لا يزال رأس المال الاستثماري صناعة يهيمن عليها الذكور. في عام 2022، اجتذبت الشركات الناشئة التي أسستها نساء منفردات 2% فقط من إجمالي تمويل رأس المال الاستثماري في الولايات المتحدة. ووفقًا لـ PitchBook أيضًا، 16.1% فقط من صانعي القرار في الصناعة في الولايات المتحدة هم من الإناث. والوضع بالنسبة للمجموعات الأخرى الممثلة تمثيلًا ناقصًا ليس هو الوضع الأمثل أيضا.

وقد بدأت بعض شركات رأس المال الاستثماري بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي لضمان اتباع نهج أكثر تنوعًا في الاستثمار. على سبيل المثال، قامت شركة EQT Ventures بدمج ميزات جديدة في برنامجها Motherbrain من أجل "الاتصال بالمجموعات غير الممثلة تمثيلاً ناقصًا".

بشكل عام، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على مساعدة أصحاب رأس المال المغامر في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر عدالة وأقل تحيزًا من خلال تقليل اعتمادهم على الشعور الغريزي والمقدمات الدافئة.

تشير المقدمة الدافئة warm introductions في رأس المال الاستثماري (VC) إلى مقدمة لشركة VC أو مستثمر يتم إجراؤها بواسطة شخص لديه علاقة مع هذا الفرد أو الشركة.

وبحلول عام 2025، سيتم الاستعانة بأكثر من 75% من مراجعات مستثمري رأس المال الاستثماري باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، وفقًا لشركة الاستشارات جارتنر.

5ـ أدوات الذكاء الاصطناعي الأرخص

إن إنشاء ودعم منصة تقنية خاصة يكلف الكثير: على سبيل المثال، تستثمر SignalFire حوالي 10 ملايين دولار سنويًا في برامجها. ولكن مع احتدام المنافسة في الصناعة، تفكر بعض شركات رأس المال الاستثماري في مضاعفة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي.

عادة ما يختار المستثمرون غير المستعدين لإنشاء منصات تحليل البيانات الخاصة بهم مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي الجاهزة للاستخدام: ChatGPT، أو Google Bard لتحليل السوق، أو Tactiq لتسجيل المكالمات عبر الإنترنت، أو Vimcal لجدولة الاجتماعات، أو Superhuman لإدارة البريد الإلكتروني.