القاهرة: الأمير كمال فرج.

ماهو أفضل وقت لتناول القهوة ؟.. صباحًا أو ظهرًا أو ليلًا - سؤال يحير الكثيرين، الخبراء يقدمون لك آرائهم، ولكن ربما تنهدش عندما تعلم في النهاية أن أفضل وقت لتناول كوب جو يعتمد عليك.

ذكر تقرير نشره موقع Cleveland Clinic أن "العديد من الأشخاص اعتادوا على تناول فنجان من القهوة الصباحية مباشرة بعد انطلاق المنبه للمساعدة في بدء يومهم، بل ألآن البعض يضبط المؤقت لتخمير الوعاء قبل النهوض من السرير".

يقول اختصاصي التغذية أنتوني ديمارينو : "يستمتع الناس في جميع أنحاء العالم بقهوتهم الصباحية". "إنها عادة شائعة، وقد تشعر بعدم الاستقرار إذا عطل شيء هذا الطقس الصباحي">

ولكن هل يجب عليك تأخير توقيت استراحات القهوة؟ من الناحية العلمية، لا يزال هذا الأمر مطروحًا للنقاش. يعتقد بعض الخبراء أنه من الأفضل الانتظار حتى منتصف الصباح، أو بعد الظهر للاستمتاع بالكوب الأول (أو الثاني) لكن لا داعي للذعر! يقول ديمارينو أنه ليس هناك بالضرورة "أفضل وقت" لشرب القهوة.

شرب القهوة في الصباح

يحتوي فنجان القهوة سعة 8 أونصات على ما يقرب من 100 ملليجرام من الكافيين، على الرغم من أن هذه الكمية تختلف اعتمادًا على نوع القهوة المطحونة وكيفية تحضيرها.

يقول ديمارينو: "نظرًا لأن الكافيين منبه، فإن شرب القهوة أول شيء في الصباح يساعدك على الاستيقاظ". إحدى الطرق التي يقوم بها الكافيين بذلك هي زيادة كمية الكورتيزول في جسمك.

القهوة والكافيين والكورتيزول

الكورتيزول، والذي يُعرف أحيانًا باسم هرمون التوتر، هو المادة الكيميائية التي يفرزها جسمك استجابةً للخطر - في مواقف القتال أو الهروب تلك. الآن، لا يعد صباحك العادي يومًا خطيرًا (حتى لو لم تكن شخصًا صباحيًا!)، لكن جسمك لا يزال يطلق الكورتيزول بعد الاستيقاظ.

يوضح ديمارينو: "إنك تفرز الكورتيزول بشكل طبيعي في الصباح لمساعدتك على أن تصبح أكثر يقظة ووعيًا بما يحيط بك عندما تستيقظ من سباتك".

عادةً ما تصل مستويات الكورتيزول لديك إلى ذروتها بين الساعة 7 صباحًا و8 صباحًا، ثم تنخفض تدريجيًا على مدار اليوم، لتصل إلى أدنى مستوياتها في منتصف الليل أثناء النوم. بهذه الطريقة، يساعد الكورتيزول جسمك على الحفاظ على دورة النوم والاستيقاظ، المعروفة باسم إيقاع الساعة البيولوجية.

لكن التأثيرات المحفزة للقهوة التي تحتوي على الكافيين أول شيء في الصباح يمكن أن تزيد من إنتاج الكورتيزول. قد يرحب بعض الأشخاص بهذه الهزة الإضافية لأنظمتهم، بينما قد يشعر آخرون بمزيد من القلق أو التوتر أو الانفعال.

يقول ديمارينو: "إن حساسية كل شخص، أو استجابته الداخلية، للكافيين مختلفة". فمثلا يمكن أن تؤدي مستويات الكورتيزول المرتفعة بشكل مزمن — الناتجة عن التوتر أو تناول الكثير من الكافيين أو عوامل أخرى — إلى التهاب يسبب تلف الخلايا.

ويضيف: "عندما تظل مستويات الكورتيزول مرتفعة، فأنت في خطر متزايد لزيادة الوزن والسكري ومشاكل القلب وغيرها من المخاوف الصحية".

شرب القهوة ليلاً

قد يكون شرب القهوة في وقت متأخر من الليل أمرًا غير حكيم، إلا إذا كنت تعمل في نوبة عمل متأخرة. يقول ديمارينو: "يتراوح عمر نصف الكافيين من ساعتين إلى 10 ساعات، اعتمادًا على عملية التمثيل الغذائي لديك". بمعنى آخر، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى ساعتين أو ما يصل إلى 10 ساعات حتى يتخلص جسمك من نصف كمية الكافيين الموجودة في كوب واحد من القهوة.

بالنسبة للأشخاص الذين لديهم "جينة القهوة" معينة، فإن تناول فنجان من القهوة في وقت متأخر من الليل لا يمثل مشكلة. يساعد الجين CYP1A2 جسمك على تكسير الكافيين والتخلص منه - وبعض الأشخاص لديهم بالفعل نسختان من هذا الجين، مما يساعدهم على تكسير الكافيين بشكل أسرع من أولئك الذين لديهم نسخة واحدة.

إذا استطعت تناول جرعة مزدوجة من الإسبريسو في الساعة 10 مساءً. والنوم بشكل سليم بعد ذلك، ربما تقوم باستقلاب الكافيين بسرعة.

تحديد الوقت الأمثل لشرب القهوة

إليك ما يعرفه الخبراء عن توقيت شرب القهوة:

ـ القهوة أول شيء في الصباح تزيد من مستويات الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من الراحة.
ـ قد تؤثر القهوة ليلاً (أو لا تؤثر، اعتمادًا على الجينات والتمثيل الغذائي لديك) على نومك.

إذًا، ما هو أفضل وقت لتناول هذا الفنجان؟

لا يوجد دليل علمي يدعم "أفضل وقت". لكن تناول فنجان من القهوة في منتصف الصباح وحتى وقت متأخر منه بين الساعة 9:30 صباحًا و11 صباحًا قد يساعدك على جني أكبر قدر من فوائد القهوة. وذلك عندما تبدأ مستويات الكورتيزول في الانخفاض، وستحصل على أكبر استفادة من تأثير الكافيين.

من ناحية أخرى، قد ترغب في تناول كوب من القهوة عند الساعة الثانية بعد الظهر. لتعزيز العقل بعد ركود بعد الظهر.

ويشير ديمارينو إلى أن "الكثير منا يشعر بالركود أو قلة الإنتاجية بعد الغداء". إذا لم تكن قيلولة الطاقة متاحة لك، فقد يساعدك فنجان من القهوة على قضاء بقية يومك.

هل هناك وقت أفضل لشرب القهوة لإنقاص الوزن؟

لا، لا يوجد، لأن القهوة لا تساعد في إنقاص الوزن. على الرغم مما قد تكون رأيته على TikTok أو في أي مكان آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن القهوة لا تحتوي على خصائص سحرية لحرق السعرات الحرارية أو الدهون. ولن يتزحزح الميزان بشكل أسرع إذا أضفت الليمون إلى قهوتك. لكن القهوة يمكن أن تكون بديلاً جيدًا للمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية.

ويحذر ديمارينو من أن "مشروبات القهوة ذات النكهة المتخصصة يمكن أن تحتوي على أكثر من 500 سعرة حرارية، اعتمادا على حجم الكوب". يمكنك خفض تلك السعرات الحرارية الفارغة عن طريق التحول إلى بدائل الحليب قليلة أو خالية من الدهون أو بدائل السكر.

قد يكون لشرب القهوة (القهوة الممزوجة بمسحوق البروتين) بعض الفوائد أيضًا. نظرًا لأن البروتين يستغرق وقتًا أطول للهضم، فإنه يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن من خلال مساعدتك على الشعور بالشبع لفترة أطول.

ما هي كمية القهوة التي تعتبر أكثر من اللازم؟

توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بما لا يزيد عن 400 ملليجرام من الكافيين يوميًا للبالغين وأقل من 200 ملليجرام من الكافيين يوميًا أثناء الحمل. وهذا يشمل الكافيين الذي تحصل عليه في الشوكولاتة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وغيرها من المنتجات.

في حين أن الأمريكيين معروفون بالإفراط في تناول السكر والملح، إلا أننا نميل إلى البقاء أقل من كمية الكافيين الموصى بها. يستهلك الكثير منا حوالي 135 ملليجرام من الكافيين يوميًا. هذا يعادل حوالي 1 1/2 كوب من القهوة. الوقت من اليوم الذي تقرر فيه شرب هذه المشروبات المنعشة هو أمر متروك لك تمامًا!