الشارقة: الأمير كمال فرج.
منحت الحكومة الفرنسية وسام فارس للفنون والآداب الرفيع للفنانة الإماراتية الرائدة الدكتورة نجاة مكي، وهو وسام يمنح فقط لصفوة المبدعين في الثقافة والفن، وهي أول فنانة إماراتية تنال هذا الاستحقاق.
قلد سفير الجمهورية الفرنسية لدى الإمارات نيكولا نيمتشينو الفنانة نجاة مكي الوسام في حفل أقيم في غاليري عائشة العبار بدبي، على هامش معرضها الفردي الثاني «أطياف المسك» في حضور عدد من الفنانين والإعلاميين.
عبرت الدكتورة نجاة مكي عن فخرها بهذا الوسام الرفيع الذي خصته بها الحكومة الفرنسية، مشيرة إلى أن هذا التكريم يعني لها الكثير، لأن فرنسا قبلة للفنون والآداب والثقافات، قائلة إن "هذا الاعتراف هو تتويج لتجربتي الفنية التي تتلخص في الصبر والتفاني، والتجريب، وكانت أساسًا للنجاح المحلي والدولي".
وعبرت عن شكرها لوزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبدالملك على هذا التقدير الذي في حد ذاته تقدير للفن الإماراتي، والمرأة الإماراتية.
وعن علاقتها الفنية والثقافي بالجمهورية الفرنسية، قالت الدكتورة مكي أن "فرنسا منبر للفنون والآداب والثقافات، نستقي منها علومًا كثيرة، وبالطبع لا أنسى عندما سافرت إلى باريس عام 2012، وسكني في "مدينة الفنون"، وهو ما فتح لي آفاقًا كثيرة على الثقافة الفرنسية، وكل ما في فرنسا من إبداع جمالي سواء في البيئة أو المتاحف أو في المقاهي، فكل مكان في فرنسا يشع بالإبداع والفن والجمال".
وتُعد الدكتورة نجاة مكي رائدة الفن الإماراتي، وقد أثرت رؤيتها العميقة للعلاقة الكامنة ما بين الفن والموروث الثقافي والتراث الإماراتي والذاكرة، على إبداعها الفني الذي اتسم بالثراء والتنوع، ورؤيتها الفنية التي أثرت على العديد من الفنانين والجيل الصاعد.
والدكتورة نجاة من مواليد دبي عام 1953، حصلت على ابتعاثٍ من الدولة للدراسة في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عامَ 1977، لتتخرجَ عام 1982 حاصلةً على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، تخصص نحت بارز، ثم حصلت على دبلومٍ عام في الفنون الجميلة من القاهرة عامَ 1996.
وحصلت الدكتورة نجاة مكي على درجة الماجستير في الفنون من جامعة القاهرة عام 1998، في مجال النحت البارز وتصميم الميداليات، وختمت ذلك عام 2001 بتقديمها أطروحة الدكتوراه في كلية الفنون في القاهرة أيضاً في مجال تصميم المسكوكات والعملات المعدنية.
وتتميز المسيرة الفنية للدكتورة نجاة مكي بالتطوير والتجريب المستمر، مع محافظتها على أسلوبها الفني الخاص وشخصيتها المتفردة، وتتسم لوحاتها بالقدرة على التحكم في ثلاثية اللون والضوء والإبداع لتقديم رؤية فنية وجمالية شديدة التأثير، تنفتح على أكثر آفاق لا نهائية من تأويل، كما تتسم أعمالها باستهام التراث الإماراتي، ومفرداته الغنية التي تضفي الكثير على تجربة التشكيل العربي.
يذكر أن وسام الفنون والآداب الفرنسي هو جائزة شرفية فرنسية، يتم منحها من وزارة الثقافة، مكافأة لأولئك الذين تميزوا من خلال إبداعاتهم في المجال الفني أو الأدبي أو من خلال مساهماتهم في تعزيز الفنون والأدب في فرنسا وفي العالم أجمع، وهو يُمنح تعبيرًا عن الاحترام والتقدير لكل من الفنانين والكتاب.