القاهرة : الأمير كمال فرج.

في بعض الأيام، يكون من الصعب حقًا بدء العمل، خاصةً العمل الذي يتطلب تفكيرًا عميقًا ومركّزًا. هذا التقرير يقدم لك حيلة واقية من الفشل لإلهام عقلك ومساعدتك على التدفق في كل صباح.

ذكرت امانثا امبر الكاتبة ومؤسسة شركة Inventium للاستشارات العلمية السلوكية في تقرير نشرته مجلة Fastcompany "مررت بالعديد من اللحظات أثناء كتابة كتابي الأخير حيث كان لدي هدف يومي لتحقيقه، ولكن بدلاً من ذلك كنت أجلس وأحدق في مؤشر وامض لمدة 20 دقيقة قبل أن يخرج شيء مفيد من ذهني، كل ما أردته في هذه الأيام هو أن أتدفق وأكتب ، لكن عقلي كان لديه أفكار أخرى".

اعتادت راشيل بوتسمان، الخبيرة ذات الشهرة العالمية في الثقة والتكنولوجيا وأول زميلة ثقة على الإطلاق في جامعة أكسفورد، أن تخصص الفترة من الساعة 6 صباحًا حتى الساعة 9 صباحًا للكتابة. وجدت أنها تستطيع القيام بعمل في تلك الساعات الثلاث أكثر مما تستطيع إنجازه خلال بقية اليوم. لكن عندما رزقت بأطفال، اختف الأمر.

أثناء محاولتها العثور على أخدود جديد لعملها بعد أن بدأت في تكوين أسرة، اكتشفت أن إحدى الحيل للتدفق هي كيف بدأت العمل هذا اليوم. تقول بوتسمان: "كيف تبدأ هو حقًا مفتاح لبقية اليوم".

يستخدم عالم النفس التنظيمي والبروفيسور في وارتن آدم جرانت استراتيجية مماثلة. ويشير إليها على أنها ركن السيارة على منحدر، نظرًا للسهولة التي يجلبها هذا الفعل للعودة إلى التدفق في اليوم التالي.

يسمي بعض الناس هذه الفكرة بخدعة همنغواي. قال الكاتب إرنست همنغواي "عندما تسير على ما يرام ، توقف عن الكتابة" .

ويقول همنغواي في مقطع لا ينسى في رواية (الوليمة المتنقلة) : "أحيانًا، عندما أبدأ في كتابة قصة جديدة ولا أستطيع أن أجد الدافع لأكمل كتابتها، أجلس أمام النار ضاغطًا على قشر البرتقال، ثم أقرّبه إلى حافة اللهب لأشاهد الفرقعة الزرقاء التي أضرمها اللهب. وأحيانًا أخرى، أقف لأتأمل فوق سقوف باريس وأقول لنفسي: “لا تقلق، لقد كتبت قبل ذلك وستكتب الآن، كل ما عليك فعله هو كتابة جملة واحدة حقيقية، اكتب أصدق جملة تعرفها، في النهاية سأكتب جملة حقيقية واحدة وأمضي قدمًا في الكتابة، سيكون الأمر سهلًا بعد ذلك".

استخدم المؤلف رولد دال أيضًا نفس الإستراتيجية لتجنب الصفحات الفارغة المرعبة التي تواجهه في جلسات الكتابة الصباحية.

لا يمنحنا الانتهاء في منتصف المهمة زخمًا فحسب، بل له فائدة إضافية تتمثل في الاحتفاظ بالمعلومات في دماغنا. أجرت عالمة النفس بلوما زيجارنيك تجربة شهيرة في عام 1927 لاحظت فيها أن النوادل كانوا أكثر قدرة على تذكر الطلبات المعقدة عند انقطاع الطلب أو عدم اكتماله. ومع ذلك، بمجرد الانتهاء من الأمر، تلاشى من الذاكرة بسرعة أكبر. يُظهر هذا البحث، المعروف باسم تأثير زيجارنيك، أن عقولنا تكره الأعمال غير المكتملة، لدرجة أنها ستحتفظ بالمعلومات حتى يتم إغلاقها.

في حالة خدعة همنغواي ، يستمر دماغنا في التفكير في المهمة غير المكتملة وعندما نعود إليها، يكون دماغنا مهيئًا للمتابعة بسهولة من حيث توقفت.

عندما تنتهي من العمل لهذا اليوم، قاوم الإغراء للوصول إلى نتيجة طبيعية قبل التوقف. بدلاً من ذلك ، قم بإنهاء منتصف الجملة بشكل متعمد أو شريحة أو سطر من التعليمات البرمجية أو أيًا كان نوع العمل الذي تقوم به. من خلال الانتهاء في منتصف الطريق، ستجد أنه من الأسهل بكثير البدء في اليوم التالي والاستمتاع بصباح أكثر حكمة من حيث الوقت.