القاهرة : الأمير كمال فرج .
ياقات الفراء والزي التقليدي، والملابس البنية غير المريحة المصنوعة من قماش "الفاينالون"... كلها مظاهر عالم الموضة في كوريا الشمالية .
وفي كوريا الشمالية تقوم الحكومة بتنظيم قصات الشعر، والعمل، والسلوك العام والملابس، فالأزياء التي تنتجها أغلب المصانع المحلية هي أشكال يحددها النظام .
ولكن الواقع يوضح مدي براعة الكوريين الشماليين في الالتفاف على القواعد الصارمة، وخلق علي مايبدو أسلوب فريد ومميز لهم.
ويستمد الكوريون الإلهام من القليل الذين يرونه علي التلفاز، ويرتدي نخبة المجتمع الملابس ذات الطابع الغربي، وقليل من المنتجات الفاخرة التي تصل للبلاد من الصين.
وتشتهر هناك النظارات التجارية ذات العلامات التجارية، وكذلك القبعات التقليدية المزركشة بالنجوم الحمراء، ويتم ارتداؤها في الجزء العلوي من الرأس ليعطي نظرة متفاخرة قليلا . بينما تشتهر قبعات الجيش بشكل أكبر وأكثر شعبية من أي نوع من أغطية الرأس.
ويشرح اريك لافورج وهو مصور صحفي، لصحيفة Daily Mail، قائلا "بفضل المنتجات الصينية يرتدي المراهقون قبعات من ماركة أديدس، وبوما".
ويضيف: "يرتدي الأطفال الزي الموحد في عمر بين التاسعة والسادسة عشرة، ويتميز بعضهم عن غيرهم بارتداء الأقراط، ووضع الزهور، وأدوات الزينة في شعرهم".
وقد يبدو الأمر عاديا كما هو الحال في العديد من البلدان، ولكن التأنق الزائد عن المألوف قد يؤدي الي زيارة من الشرطة السرية . إذ يعني ذلك أنك نسيت قواعد كوريا الشمالية .
ويقول لافورج : "كل شيء في البلاد مبني علي نظرية كيم سونج، والتي تُرجمت الي الاعتماد علي النفس، ومع ذلك فإن بعض الشباب يميلون الي نسيان الأمر وفعل ما يحلو لهم".
ويُصنع الزي الرسمي الموحد من قماش "الفاينالون"، وهو الزي المفضل للكثير علي الرغم من استخدامه لزي الأطفال بالمدارس، ويقوم الكثير بتغييره للحصول علي مظهر مختلف . ويعد الزي الأجمل والأكثر بريقا علي الاطلاق هو "الكاكي" وهو زي الجنود الذين يخدمون في شمال البلاد . وتضيف المجندات من النساء لمسة عصرية وتجميلية للكاكي من خلال إضافة الفرو والأساور .
ويعد فراء الكلاب الخيار الأفضل عند زيادة البرودة، ويقول لافورج "تنخفض درجة الحرارة علي جبل بايكدة الي 30 درجة تحت الصفر، فيأكل السكان لحم الكلاب ، ويستخدمون فراءها في التزين"
ويفضل آخرون ارتداء القبعات بالعكس - من الخلف للأمام . ويفضل البعض استخدام أحمر الشفاه، ولكن لا يُسمح لأحد بمغادرة المنزل من دون وضع شارات القادة الأعزاء، وهي صور للقادة من سلالة كيم .
ويقول لافورج : "مهما كان ماترتديه، لابد أن يحتوي علي شارة قائدك المفضل علي صدرك . في بعض الأحيان يبدو الأمر مضحكا عندما تري صورة إحدي القادة علي الملابس العصرية.
وعلي الرغم من ذلك فإن كل العلامات التجارية الموجودة هي مزيفة وغير أصلية، ولا تسمح الحكومة بدخول مجلات الموضة الي البلاد، حيث يتم مصادرة جميع مثل هذه "الألغام" في المطار . وبدلا من ذلك يقوم النظام باعتماد الملابس، وهناك العديد من القواعد والقوانين المتبعة، من ضمنها ضرورة كي الملابس ونظافتها في جميع الأوقات.
وبالمثل هناك قواعد وقوانين للجمال، حيث تشجع الحكومة النساء علي الظهور بشكل طبيعي، وساعد علي ذلك ندرة وجود مواد التجميل في البلاد، ويؤكد لافورج : "لا تستخدم النساء الكثير من المكياج في كوريا الشمالية،.
ويرجع ذلك أولا إلي عدم توافر المنتجات وعدم وجود خيارات، وثانيا لأن الرجال غالبا ما يقولون أنهم يفضلون النساء علي طبيعتهن، والنساء ممن لا يستخدمن المكياج هن غالبا موظفات في الأماكن العامة - نادلات علي سبيل المثال - أو فنانات . ويظل الوجه الشاحب هو الأكثر شعبية، وتستخدم بعض النساء مسحوق الأرز في تبييض بشرتهن، كما يستخدمن المظلات في الأيام المشمسة للتجنب السمرة".
وتوجد أجهزة السمرة في كوريا الشمالية، ولكنها تستخدم كعلاج لحالات مابعد الولادة فقط . وكما الحال في كوريا الجنوبية، ازدادت الجراحة التجميلية وانتشرت علي نطاق واسع، وأشهرها عمليات تجميل العيون لتأخذ الشكل الغربي.
ويعد الوشم التجميلي خيار آخر أيضا، وتحديدا في أوساط الطبقات الراقية من بيونج يانج . ويأمل الطلاب في تعزيز فرص الحصول علي وظيفة باكتساب مظهر غربي . وفي حين تظل الجراحات التجميلية تحت إشراف ورقابة النظام.
إستثنت الحكومة قصات الشعر، ولكنها وضعت قيودا وشروطا لها غير مقبولة . ويقول لافروج : "بدأ الأمر مع كيم جونج الثاني. دعونا نصفف شعرنا وفقا للحياة الاشتراكية" . ولتطبيق ذلك لابد من الحفاظ علي شعر الطالبات قصيرا أو مضفرا.
والحاكم الحالي كيم جونج اون ليس بعيدا عن التدخل في عالم تصفيف الشعر. حيث قام بارسال عملاء كوريون للاحتجاج جنبا الي جنب مع مصففي الشعر البريطانيين عندما صدر ملصق إعلاني فكاهي يضم صورة الإمبراطور.
وقام الامبراطور الحالي باطلاق نمط جديد من تصفيف الشعر، حيث يقول لافورج : "تمليس الشعر الي الخلف وارتفاعه قليلا من الجانبين بمسافة بوصة فوق الاذن، ويقول البعض انها كانت تسريحة شعر جده عندما كان في عمره".
وتعتبر "سول جو" زوجة الامبراطور ري مصدر إلهام عشاق الموضة في البلاد، حيث تعشق النساء الكعب العالي والألوان الزاهية مثل ري.
ويحصل النساء علي الملابس المستعملة من الصين، ولكن يجب أن يكن حذرات جدا إذ ان الملابس الصينية غالبا ما تكون زاهية جدا وغريبة، وتجعلهن يبدين مثل نساء الغرب، وبالتالي يمكن أن يتعرضن للعقوبة، حيث تصنف مخالفة قواعد الملبس كجنحة، كما يمنع ارتداء التنورات القصيرة في كوريا الشمالية".