القاهرة : الأمير كمال فرج.

في أوائل القرن العشرين. تم الكشف عن اختراع خطير، أحدث إنقلابا في القدرة على التواصل مع أي شخص في جميع أنحاء العالم. كانت الإثارة هائلة. وكذلك كان الخوف من المجهول. كان الابتكار هو الراديو.

ذكرت ديبلينا ماجومدار في تقرير نشره موقع Indiatimes إن "مجلة Gramophone نشرت عام 1936 تقريرا عن تأثير الراديو على الأطفال قالت فيه: "لقد شتت الراديو انتباه الأطفال بين الإعداد الرتيب لواجبات المدرسة والإثارة المقنعة لمكبر الصوت." (المصدر: مقال عام 2010 من Slate ، تحدث عن المخاوف المصاحبة لكل تقنية جديدة).

في الوقت الحاضر. يمكن أن تكون الضجة حول ChatGPT وغيرها من الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي - سواء كانت Bard من Google أو غيرها من أدوات صور الذكاء الاصطناعي الجديدة - مثيرة بنفس القدر بالنسبة للبعض ومربكة للعديد من الآخرين.

من ناحية الوظائف، دعونا نلقي نظرة على جانبي القصة: جانب الشركات وجانب الباحثين عن عمل.

أولا : الشركات

تحاول كل شركة أن تفهم ما يمكن أن يكون نطاقها وتلعبه في هذه التكنولوجيا الجديدة، حتى في الوقت الذي يأخذ فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع مما كان يعتقد الكثيرون أنه سيكون ممكنًا.

تحدث بيل جيتس، في مقالته الأخيرة بعنوان "عصر الذكاء الاصطناعي"، عن الاحتمالات التي يمكن أن تقلل من أسوأ أشكال عدم المساواة في العالم - سواء كان ذلك في الرعاية الصحية أو التعليم أو مجالات أخرى.

أكد تقرير شركة أكسنتشر للاستشارات الأخير، "حقبة جديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي للجميع"، على حاجة الشركات إلى تطوير نواة رقمية قوية والاستثمار في الأفراد أثناء إطلاقهم للقيمة بطريقة مسؤولة.

وذكر التقرير أن 98٪ من المديرين التنفيذيين العالميين يعتقدون أن نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية ستلعب دورًا مهمًا في مؤسساتهم على مدى 3-5 سنوات مقبلة؛ وأن 40٪ من ساعات العمل يمكن أن تتأثر بنماذج اللغة الكبيرة مثل GPT-4.

ثانيا : الباحثون عن عمل

تشير التقارير المتعددة اليوم بجرأة إلى الوظائف التي ستكون في خطر بسبب ظهور GPT-4 وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى. نعم، يمكن لهذه الأدوات الكتابة والبرمجة وإنشاء الصور والإجابة على الأسئلة - كل ذلك في غضون ثوانٍ قليلة.

ونعم، سيكون تأثير ذلك محسوسًا عبر القطاعات والوظائف. لكن الحقيقة هي أنه لا أحد منا يستطيع التنبؤ بالتأثير بالضبط. لقد أظهرت لنا الابتكارات التكنولوجية السابقة خطر المبالغة في تقدير التأثير قصير المدى، والتقليل من التأثير طويل المدى لهذه التغييرات.

قبل أن نتنبأ بيوم القيامة وكيف ستؤدي هذه التقنية إلى اختفاء بعض الوظائف، دعنا نوقف زر الذعر مؤقتًا وننظر إلى الصورة الحقيقية.

لا تزال حالات الاستخدام تظهر وسيتم وضعها في سياقها بشكل أكبر. في حين أن العديد من تدفقات العمل يمكن أن تشهد فوائد إنتاجية حقيقية باستخدام هذه الأدوات، فإننا بالتأكيد سنرى المزيد من التعاون بين الإنسان والآلة أكثر من المنافسة على المدى القصير إلى المتوسط.

على سبيل المثال، يمكن لـ GPT-4 إنشاء مقال بالتوجيه. قد يحتاج الإنسان إلى تعديله وإضافة المزيد من السياق ثم إنهاءه للاستخدام. في الواقع، قد تكون هناك مشكلات تتعلق بالدقة إذا اعتمدنا على هذه الأدوات فقط. بالإضافة إلى ذلك، إذا بدأت الشركات والأفراد في استخدام هذه الأدوات بشكل عشوائي، فستبدأ الحلول الناتجة في التشابه مع بعضها البعض بدلاً من أن تكون فريدة ومختلفة.

لذا فإن ما يعنيه ذلك بالنسبة للموظفين الطموحين والحاليين هو الحاجة إلى الاستمرار في تطوير مهاراتهم ليصبحوا أفضل فيما يقومون به.

استمر في بناء شبكة الأقران للتعلم والدعم، وابقَ نفسك على اطلاع دائم بالتغييرات الجديدة في التكنولوجيا وكيف يتم استخدامها؟.

ستظل القدرة على طرح الأسئلة وحل المشكلات والتعاون والتواصل والحصول على مهارات وظيفية عميقة أمرًا بالغ الأهمية لمعظم وظائف ذوي الياقات البيضاء. وكذلك الإبداع البشري. ربما يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي زميل عمل للكثير منا.