القاهرة : الأمير كمال فرج.

تعد الأتمتة والذكاء الاصطناعي بإحداث ثورة في طريقة عمل العديد من الأشخاص، أحد الأمثلة على ذلك روبوت ChatGPT الذي تظهر كل الدلائل أن سيغير قواعد اللعبة من الناحية التكنولوجية، وأنه سيحل محلك ويلغي العديد من الوظائف.

ذكر بريان فريدريك في تقرير نشره موقع Search Engine Journal إن "جي بي تي ChatGPT ‏ روبوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مدعوم من التعلم الآلي وكميات هائلة من البيانات، يتفاعل مع المستخدمين بطريقة واقعية بشكل لا يصدق،فهو  يجيب على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية وكتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك".

لكن هذا النموذج الذي أنشأته شركة OpenAI الأمريكية يقوم بأكثر من مجرد إجراء محادثات افتراضية. يمكنه إنشاء محتوى مثل القصائد أو أوراق الفصل الدراسي، وتصحيح الأخطاء، والإجابة على الاستفسارات، والمزيد.

هذا تطور مثير. ولكن على المستوى الشخصي، فإن الأمر مقلق إلى حد ما - لا سيما فيما يتعلق بتأثيره على الأمن الوظيفي.

إذا وصلت التكنولوجيا إلى مستوى يمكنها من أداء وظيفتك بشكل أفضل أو أفضل مما تستطيع ، فماذا ستفعل لتأمين لقمة العيش؟.

قضى معظم الناس حياتهم المهنية بأكملها يعملون في مجال واحد. هل من المفترض أن يصبحوا جميعًا نجارين أو معالجين للتدليك؟ وإذا كان الأمر كذلك ، ألن تكون المنافسة على هذه الأدوار شديدة؟ كيف سنعيش؟.

الفكرة وحدها كافية للإثارة نوبة هلع كاملة. لكن استرخ. تنفس في كيس ورقي إذا احتجت لذلك، فالوضع ليست يائسا إلى هذا الحد.

تمتلك الطائرات نظامًا معقدًا من الطيار الآلي ، وخلال الرحلة ، يتم التحكم في الغالب بواسطة أجهزة الكمبيوتر ، لكن الطيارين يجلسون ويضبطون عناصر التحكم في الكمبيوتر كلما دعت الحاجة.

نعم، على نطاق زمني طويل بما يكفي، ستتولى التكنولوجيا دورك الحالي في النهاية. ومع ذلك، من غير المرجح أن يحدث هذا في أي وقت قريب.

لا يزال التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في مهدهما، ونأمل أن تكون متقاعدًا لفترة طويلة قبل أن تأتي الآلات لعملك، وقبل حدوث ذلك، ستتيح لك قوة الأدوات مثل روبوت ChatGPT أداء دورك بكفاءة وفعالية أكبر بكثير.

في هذه المقالة، سنلقي نظرة على بعض الوظائف التي يُرجح أن تتأثر بـ ChatGPT ونصنف مستوى أمانها على مقياس من 1 إلى 10، مع وجود 1 يعني عدم وجود فرصة لاستبدالها بالآلات وعشرة تعني تحسين سيرتك الذاتية، لأنك على وشك الفصل من الوظيفة.

1 ـ موظفو تحسين محركات البحث : خطر الاستبدال: 2/10.

ليس هناك شك في أن ChatGPT والبرامج المماثلة ستغير طريقة عمل موظفي تحسين محركات البحث. لكن في مجال تحسين محرك البحث - التغيير هو الثابت الوحيد.

تم توظيف ChatGPT  بالفعل من قبل بعض المحترفين في المجال. من البحث عن الكلمات الرئيسية والاستراتيجية إلى إنشاء المحتوى وإعداد التقارير ، يُظهر ChatGPT إمكانات كبيرة. لكن هذا لا يعني أنه قادم من أجل وظيفتك.

لسبب واحد، بغض النظر عن مدى قوة البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فإنها لن تكون أبدًا بشرية، مما يعني أنها لن تتمتع أبدًا بقدراتنا الإبداعية أو المراوغات الذهنية (على الرغم من أن ChatGPT تنتج بعض الأعمال الإبداعية الرائعة). تحتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية إلى تدريب موجه من البشر ومدخلات بشرية للتدريب عليها، مما يحد من معرفتها بالأحداث الحالية والحديثة، ويجعل العمل الذي ينتجه البشر جزءًا أساسيًا من كيفية عملها. كما أنها تحتاج إلى مدققي الحقائق البشريين.

ودعونا لا ننسى الآن أن Google تعتبر المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي مخالفًا لإرشاداتها. على الرغم من أن استخدام خوارزميات مكافحة اكتشاف الذكاء الاصطناعي ليس محصنا ضد الفشل.

لا ينبغي أن تكون الأنشطة التجارية التي توظف متخصصا في تحسين محركات البحث على استعداد للمخاطرة بالتأثير السلبي المتمثل في الإبلاغ عن أنشطنها على أنها رسائل غير مرغوب فيها.

ستكافح مُحسّنات محرّكات البحث التي تعتمد على الآلة أيضًا للتوفيق بين المعلومات المتضاربة وتحديد ما هو دقيق.

بالنسبة للمستقبل المنظور، يبدو أنه ستكون هناك حاجة للبشر للإشراف على أي جهود لتحسين محركات البحث القائمة على الذكاء الاصطناعي ، وتقديم مدخلات إبداعية ، وتوفير توجيه استراتيجي، وإجراء تعديلات على أساس تغيير اتجاهات البحث.

2 ـ المبرمجون :   خطر الاستبدال: 4/10.

البرمجة هي مسار وظيفي شائع ومربح في كثير من الأحيان. لكن إحدى الميزات الرئيسية التي تظهر في ChatGPT هي قدرته على كتابة التعليمات البرمجية. تخيل ذلك - رمز يكتب رمزًا جديدًا، ولا ينسى أبدًا العلامة العشرية أو قوس الإغلاق. يبدو وكأنه شغل محترف.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر ChatGPT القدرة على اجتياز اختبارات الشهادات، مما قد يرفع مستوى الوظائف على مستوى المبتدئين، ويجعل من الصعب على المطورين المبتدئين العثور على وظائف.

هناك مشكلة واحدة صغيرة: لا يزال برنامج الدردشة الآلي في OpenAI بعيدًا عن القدرة على كتابة تعليمات برمجية معقدة. بالتأكيد، يمكنه إدارة "Hello، World!" بلغة HTML ، ولكن وفقًا لخبراء الصناعة، فإن اكتشاف التطبيقات الأكثر صعوبة لا يزال بعيد المنال.

هناك أيضًا حقيقة أن شركة Stack Overflow حظرت ChatGPT بعد أن تم استخدامه للإجابة على الأسئلة - بشكل غير صحيح. هذا لا يعني أنه لن يؤثر على عمل مبرمجي العمل.

نظرًا لتعلم روبوت المحادثة وغيره من التطبيقات المشابهة وتحسينه، سيتحملون بشكل متزايد الحاجة إلى إنشاء كود معياري مثل الوظائف العامة، وإجراء تقييمات الجودة ، وتصحيح الأخطاء البرمجية الموجودة. سيؤدي هذا بدوره إلى تفرغ المطورين البشريين للتركيز على الهندسة المعمارية الأكثر تعقيدًا.

بالإضافة إلى تبسيط البرمجة وتقليل الفاقد، يمكن لمبرمجي الذكاء الاصطناعي أيضًا أن ينتقلوا إلى وظائف جديدة في هذا المجال، بما في ذلك المنفذون الفوريون للكود ومساعدو المطورين (بين العمال الفنيين وغير التقنيين).

ومن المرجح أن تؤدي قوة البرمجة الإضافية هذه إلى ظهور وظائف برمجة جديدة لم يفكر بها أحد حتى الآن. وإذا تعلمنا شيئًا واحدًا من قانون مور، فهو أن نمو التكنولوجيا أسي. ولكل باب وظيفي يغلق  سيتم فتح العديد من الأبواب الجديدة.

3 ـ متخصصو الدفع مقابل النقر :    خطر الاستبدال: 2/10.

بشكل عام، لا يبدو أن اختصاصيي الدفع بالنقرة (PPC) مهتمون تقريبًا بتأثير ChatGPT وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى على أمن وظائفهم، لأنهم قد تصالحوا معه بالفعل.

إذا سبق لك أن أعددت حملة دفع مقابل النقر PPC ، أحد نماذج الإعلان عبر الإنترنت المستخدمة لتوجيه الزيارات نحو المواقع،  فقد استخدمت قوة الذكاء الاصطناعي، أو شيء مشابه جدًا لها، على الأقل. يمكن اعتبار القواعد المؤتمتة نوعًا أوليًا من الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم بإنشاء قواعد لحالات الاستخدام الشائعة.

يعد استخدام العديد من هذه القواعد معًا في عملية تُعرف باسم طبقات الأتمتة، خطوة مهمة للتأكد من أن حساب PPC الخاص بك لا يستنزف نفسه في مواجهة خطأ أو حدث آخر غير عادي.

إن الاحتمالات التي يقدمها ChatGPT في مجال PPC هي مجرد استمرار لهذه الفلسفة نفسها. سيقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة عملية تقديم العطاءات بناءً على أساليب التعلم الإحصائي التي تعتمد على المعلومات في الوقت الفعلي. من المحتمل أيضًا أن تحتاج إدارة الحملة الكثير من العمل اليدوي.

ومثلما هو الحال مع مُحسّنات محرّكات البحث، يبدو من غير المحتمل للغاية أن يقوم الروبوت ChatGPT أو أي من منافسيه بإخراج العاملين البشريين من المعادلة قريبًا. بالإضافة إلى الجانب الإبداعي، يقوم متخصصو قدرة شرائية من البشر بمهمة واحدة لا يستطيع أي برنامج في الوقت الحالي: توجيه السفينة.

يفهم البشر عملائهم وعلامتهم التجارية وقيمهم. وهذا يعني أنه في المستقبل المنظور، سيحتاج الشخص إلى رسم مسار منطقي لكل عمل تجاري.

وبالمثل، سيُطلب من الإنسان تعليم الذكاء الاصطناعي أي القرارات يجب أن يتخذها، وكذلك تشخيص الخطأ الذي حدث عندما تخرج الأمور عن مسارها.

4 ـ الكتّاب :  خطر الاستبدال: 4/10.

 هذا أحد المجالات ذات الاهتمام الشخصي الخاص. ماذا يفعل الأشخاص مثلي، الذين يعتمدون على إنشاء الكلمة المكتوبة، عندما يتمكن الروبوت ChatGPT وما شابه ذلك من تقديم عنوان رئيسي أفضل وأكثر سرعة وفعالية في وقت أقل؟.

لم يكن ذلك مصدر قلق كبير، حتى ظهر "Sunspring" ، وهو فيلم خيال علمي قصير تجريبي عرض عام 2016 تمت كتابته بالكامل بواسطة روبوت ذكاء اصطناعي. ثم جاء الروبوت ChatGPT.

أنتج الذكاء الاصطناعي حبكة فيلم رعب عن ساعة الجيب المسكونة ملخصًا متماسكًا (ومثيرًا للاهتمام) بشكل لا يصدق. وهذا يعني أنه حتى العمل الكتابي الإبداعي قد يكون في خطر.

وعندما تريد قصة اخرى لفيلم رعب عن مقبرة مسكونة. طالب الروبوت ChatGPT بإعطائك ملخصًا مشابهًا بنقاط حبكة مختلفة قليلاً.

فهل هذه النتيجة مختلفة بما يكفي لتجاوز قوانين حقوق التأليف والنشر؟ نعم. لكن هذا لا يعني أنها ليست صيغة وغير ملهمة.

إذن، يوفر الإبداع نوعًا من الدرع للكتاب (في الوقت الحالي)، ولكن ماذا عن الكتابة غير الإبداعية ، والصحافة، والأوراق البيضاء ، وما إلى ذلك؟ من المؤكد أن ChatGPT مصدر قلق في هذه المجالات ، مع الأخذ في الاعتبار أنه أصبح مقنعًا بدرجة كافية لإثارة المخاوف بشأن الغش الأكاديمي؟.

في الوقت الحالي، الطريقة التي يتم بها تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي تعني عدم تمكنهم من الوصول إلى أحدث الأحداث، مما يجعلها غير مناسبة للأخبار العاجلة والتطورات الجديدة.

علاوة على ذلك ، قد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء الاتصال والتعاطف مع النسخ المكتوبة من قبل شخص حي أمرًا صعبًا للغاية، خاصة في الصحافة والعمل الإبداعي حيث يكون الصوت والفوارق الدقيقة والعاطفة والأسلوب مهمًا.

هناك العديد من مهام الكتابة الروتينية التي يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها بشكل فعال للغاية، مثل إنشاء أوصاف المنتج، ونسخ الإعلان، ومواجز مقاطع الفيديو ، والوظائف الأخرى التي تستغرق وقتًا طويلاً والمتكررة.

في حين أنه يبدو من المرجح أن الذكاء الآلي سوف يستوعب بعض أدوار الكتاب المحترفين، إلا أن اليوم الذي سيحل محلهم بالكامل بعيد المنال. وحتى ذلك الحين، من المرجح أن تستمر رغبة البشر في الإبداع في كتابة الأنشطة الشائعة.

5 ـ متخصصو المبيعات :  خطر الاستبدال: 1/10.

ليس هناك شك في أنه يمكن استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في عملية المبيعات. من الاستهداف الأكثر دقة إلى التنبؤ بالسلوك، هناك القليل من الشكوك حول إمكانية استخدامه لجعل المبيعات أسهل وأكثر كفاءة.

ربما تكون قد رأيت بالفعل التأثير في حياتك الخاصة حيث يقوم تجار التجزئة بجمع وتحليل عادات الشراء الخاصة بك لعمل تنبؤات. توجد بطاقات مكافأة المتجر وسندات الخصم الرئيسية لسبب واحد فقط: جمع بياناتك لتحليلها.

إنها مستمرة منذ بعض الوقت أيضًا. بالعودة إلى عام 2012، حددت عملية البحث عن البيانات حمل فتاة مراهقة قبل أن يعرف والدها بذلك. حدث ذلك بعد تحديد 25 منتجًا يشير عند شرائها معًا إلى أن المرأة حامل على الأرجح. وقد تحسن فقط منذ ذلك الحين. بالتأكيد هذا لا يعني أن مهنة المبيعات ستخرج من الباب ، أليس كذلك؟ لا اليوم ولا حتى قريبا.

يقوم المشرعون، وخاصة في أوروبا، بمهاجمة العديد من أكبر شركات التكنولوجيا التي تستخدم الخوارزميات والذكاء الاصطناعي مع قوانين تركز على الخصوصية وحماية المستهلك. تعمل Google على تقليل تتبع المستخدم؛ سيتم إنهاء العمل بملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية. قد تكون القفزات التكنولوجية إلى الأمام في الذكاء الاصطناعي محدودة في تطبيقها في المبيعات والتسويق لفترة طويلة.

بالإضافة إلى ذلك، اسأل أي مندوب مبيعات يستحق الملح عن أهم شيء لإغلاق الصفقات ، وسوف يخبرك تسعة من كل عشرة منهم بنفس الشيء: الثقة. وتبدأ الثقة بالعلاقات الشخصية ، وهو شيء قد لا يتمكن حتى أكثر الذكاء الاصطناعي إقناعًا من تكراره.

بالطبع ، هذا لا يعني أنه لن يكون هناك استخدام لـ ChatGPT وما شابه ذلك في المبيعات. تستخدم معظم أقسام المبيعات بالفعل أداة CRM لمساعدتها على متابعة العملاء المحتملين وأتمتة التسويق. وقد جعلت روبوتات الدردشة المضمنة في مواقع الويب عملية جمع المعلومات أسهل من أي وقت مضى.

مثل أي مجال آخر تمت مناقشته تقريبًا ، يعد ChatGPT بإعادة تشكيل وجه عملية المبيعات وأتمتة العمل الإداري، لكنه لن يحل محل التفاعل البشري الفعلي.

6 ـ المعلمون :   خطر الاستبدال: 1/10

إذا كان الناس باردون، وآلات غير مبالية ، فلن تكون هناك طريقة أفضل لتثقيفهم من الحفظ عن ظهر قلب. لكن البشر ليسوا أجهزة كمبيوتر، والتعليم هو أكثر بكثير من مجرد نقل المعرفة.

ولا يمكن لأي قدر من البرمجة وتعديل الخوارزمية ومعالجة البيانات أن يحل محل الأشياء البشرية غير الملموسة مثل الصبر ومهارات الانضباط والود والاهتمام الحقيقي برفاهية الطلاب.

يشبه ذلك إلى حد كبير المبيعات، بغض النظر عن التقدم التكنولوجي، يبدو أنه من غير المتصور أن الروبوت ChatGPT أو أداة أخرى للذكاء الاصطناعي ستحل محل المعلمين البشريين.

لكن مرة أخرى، هذا لا يعني أن ChatGPT  لن يغير الطريقة التي تتم بها الأمور. من رصد الدرجات إلى تتبع التقدم، وتطوير خطط التعلم المخصصة لتحسين إمكانية الوصول، هناك العديد من الفرص لاستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة المثيرة في هذا المجال.

7 ـ المحامون :  خطر الاستبدال: 1/10.

للوهلة الأولى، يبدو القانون وكأنه مجال واحد حيث من المؤكد أن يقوم الذكاء الاصطناعي بخطوات كبيرة. ما هو القانون؟، بعد كل شيء، إلى جانب مجموعة من التعليمات المقننة؟.

لماذا لا يمكن استخدام ChatGPT لتحليل المستندات القانونية والقرارات والسوابق، ثم تطبيق تلك المعرفة على حالات العالم الحقيقي؟.

هناك عامل بشري يجب مراعاته. إحدى الحجج الرئيسية ضد الحد الأدنى من العقوبات الإلزامية في المحاكمات الجنائية هو أن كل حالة فريدة من نوعها.

هذا لا يقل صحة عن المحاكمات المدنية، وإجراءات الطلاق أو الإفلاس أو غيرها من القضايا القانونية، ولأن المجال القانوني يتعامل مع الأشخاص، وليس الأشياء المطلقة أو العامة، فستكون هناك دائمًا احتمالات لا يستطيع حتى أعمق الذكاء الاصطناعي تفسيرها.

نظرًا للطريقة التي تم بها تدريب الروبوت ChatGPT، فإن استناد الحجة القانونية على بحثه وحده لن يأخذ في الاعتبار ما لا يقل عن 12 شهرًا الماضية من القضايا والقرارات. قد يكون ذلك كارثيًا في بعض الحالات. أضف إلى ذلك ميله أحيانًا إلى فهم الأشياء بشكل خاطئ، وقد تصبح الأداة مشكلة أكثر من قيمتها في مهنة المحاماة.

في حين أن التكنولوجيا الشبيهة بـ ChatGPT يمكن أن تكون مفيدة للمجال القانوني في أدوار مثل البحث والمنح الدراسية، والعقود والنماذج الآلية، وحتى تسريع العملية القضائية، فإن الآلات ليست قادرة على إصدار الأحكام.

كما أنها ليست مضمونة لتكون خالية من التحيزات، والتي تبدو للوهلة الأولى أنها الميزة الأساسية على البشر. اعتمادًا على كيفية تدريبها ، فإن ChatGPT وروبوتات الدردشة الأخرى عرضة لتحيز مجموعة البيانات ودقتها أقل من 100٪.

وهذا يعني أن دور القاضي، ناهيك عن قوة المحامي الشغوف والماهر للتأثير على الآراء، ليس في خطر الاستبدال بأجهزة الكمبيوتر.

الذكاء الاصطناعي لا يأتي لهذه الوظائف بعد

يمكن أن تكون ChatGPT والبرامج الأخرى التي تستخدم التعلم الآلي والبيانات الضخمة في متابعة الذكاء الاصطناعي أدوات رائعة. إنها تظهر وعدًا كبيرًا في تقليل أو حتى التخلص من الكثير من المهام اليومية الدنيوية التي يتعين عليك القيام بها.

وقد تبنينا هذه التقنية بالفعل في جوانب أخرى من حياتنا - ما عليك سوى إلقاء نظرة على شعبية Alexa و Siri أو أي من العلامات التجارية لمكانس الروبوتات التي يتبناها آلاف الأشخاص بسهولة في حياتهم.

من الواضح أن آلات أكثر ذكاءً ستجعل حياتنا العملية أسهل، مع ذلك، من المرجح أن يتم استبدال بعض الصناعات بالآلات في السنوات أو العقود القليلة القادمة. وتشمل هذه وظائف مثل موظف الاستقبال والعديد من وظائف خدمة العملاء، ووظائف القيادة بما في ذلك سائقي سيارات الأجرة وسائقي الشاحنات والجنود.

هناك أيضًا مخاوف مشروعة حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT من قبل الأفراد أو الشركات عديمي الضمير. من غش الطلاب في الكلية إلى الملخصات العلمية المزيفة، وإذا ما كانت أدوات الذكاء الاصطناعي تسبب الضرر يعتمد كثيرًا على كيفية استخدامنا لها. قد يكون بعض أصحاب العمل أسرع في محاولة خفض التكاليف باستخدام الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرهم. ولكن من المحتمل أيضًا أن تشهد خذه التقنية مقاومة بسبب الدقة والأخلاق والقضايا السياسية.

هناك شيء واحد مؤكد - مقابل كل منصب تحل مكانه الآلات، سوف يدفع أصحاب العمل مقابل ذلك بطرق أخرى، مما يخلق فرصًا وصناعات جديدة . الخلاصة .. لا تخف مما قد يعنيه ChatGPT لحياتك المهنية حتى الآن.