القاهرة : الأمير كمال فرج.

الذكاء الاصطناعي أحد أكثر اختراعات البشرية تعقيدًا وإدهاشا حتى الآن. وهذا يتجاهل حقيقة أن المجال الغير مستكشف  لا يزال إلى حد ما كبيرا، مما يعني أن كل تطبيق ذكاء اصطناعي مذهل نراه حاليًا يخدش سطح المجال فقط. على الرغم من ذكر هذه الحقيقة وتكرارها عدة مرات ، لا يزال من الصعب فهم التأثير المستقبلي المحتمل للذكاء الاصطناعي، لأنه، حتى في هذه المرحلة المبكرة من تطوره، تأثير الذكاء الاصطناعي ثوري على المجتمع.

ذكر دينيش ألومالاي في تقرير نشره موقع sify  إن "الناس يشعرون بالتهديد حيال سيطرة وشيكة للذكاء الاصطناعي بسبب النمو الهائل للتكنولوجيا وقدراتها القوية. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد قادة الأعمال وعامة الناس الآن أن أبحاث الذكاء الاصطناعي وصلت إلى ذروتها، وأن إمكانات هذا الذكاء قد تحققت بالكامل نتيجة للتحول الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات، وأصبح الطريق الطويل أمام أبحاث الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحًا مع فهم أفضل لأنواع الذكاء الاصطناعي الممكنة حاليًا وتلك الموجودة بالفعل".

لتصنيف الأنواع المختلفة للذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام الدرجة التي يمكن أن يحاكي بها نظام الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية كمعيار، لأن أبحاث الذكاء الاصطناعي تهدف إلى جعل الآلات تحاكي أداء الإنسان. وبالتالي، من بين الأنواع المختلفة للذكاء الاصطناعي، يمكن تصنيف الآلة تحت أحدها اعتمادًا على مدى تنوعها وفعاليتها مقارنة بالبشر.

سيكون النوع الأكثر تقدمًا من الذكاء الاصطناعي هو النوع الذي يمكنه أداء المزيد من المهام المشابهة لتلك التي يؤديها البشر بمستوى مماثل من المهارة، في حين أن نوعًا أقل تعقيدًا وأقل تطورًا من الذكاء الاصطناعي سيكون ذا وظائف وأداء أكثر محدودية.

في حين أن هناك العديد من الطرق المختلفة لتصنيف الذكاء الاصطناعي، فإن التصنيفين الرئيسيين يعتمدان على قدرات ووظائف التكنولوجيا :

الذكاء الاصطناعي على أساس القدرات

     ANI - الذكاء الاصطناعي الضيق
     AGI - الذكاء العام الاصطناعي
     ASI - الذكاء الاصطناعي الفائق

الذكاء الاصطناعي على أساس الوظائف

     آلات رد الفعل
     ذاكرة محدودة
     نظرية العقل
     الوعي الذاتي

1 ـ الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI)

تندرج جميع أنواع الذكاء الاصطناعي الموجودة حاليًا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً وقوة على الإطلاق، ضمن هذه الفئة. يستخدم الذكاء الاصطناعي الضيق لوصف أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها فقط تنفيذ مهمة واحدة بمفردها مع امتلاك قدرات شبيهة بقدرات الإنسان.

تمتلك هذه الآلات مجموعة صغيرة جدًا أو محدودة من الكفاءات، لأنها قادرة فقط على أداء المهام التي تمت برمجتها من أجلها. تتوافق هذه الأنظمة مع جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي التفاعلية والمحدودة، وفقًا لمخطط التصنيف المذكور أعلاه. يتم تضمين حتى الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا الذي يتعلم أشياء جديدة من خلال التعلم العميق والتعلم الآلي في ANI.

2 ـ الذكاء العام الاصطناعي (AGI)

تُعرف مرحلة تطوير الذكاء الاصطناعي التي ستكون فيها الآلات قادرة على التفكير والتصرف بشكل مشابه لما نفعله كبشر باسم AGI ، والمعروف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي القوي.

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي القوي لم يتم إثباته بعد، فمن المتوقع أن نتمكن قريبًا من بناء آلات تتمتع بذكاء البشر.

يشار إلى قدرة وكيل الذكاء الاصطناعي على التفكير والإدراك والفهم والتصرف تمامًا مثل الإنسان بالذكاء الاصطناعي العام. ستكون هذه الأنظمة قادرة على تطوير كفاءات متعددة من تلقاء نفسها، وإقامة روابط بين المجالات، ورسم التعميمات، مما يقلل بشكل كبير من وقت التدريب. سيسمح ذلك لأنظمة الذكاء الاصطناعي بتقليد قدرتنا على القيام بمهام متعددة، مما يجعلها قادرة مثل البشر.

3 ـ الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)

الذكاء الاصطناعي الفائق هو مرحلة الذكاء الاصطناعي حيث تكون أجهزة الكمبيوتر أكثر ذكاءً من البشر. حاليًا ، ASI هو سيناريو متخيل من أفلام وكتب الخيال العلمي حيث سيطرت الآلات على العالم.

إذا أخذنا في الاعتبار معدل تقدمنا الحالي، أعتقد أن الآلات لن تكون بعيدة جدًا عن الوصول إلى هذه المرحلة.

من الصعب تخيل حالة عالمنا عندما توجد الآن أنواع أكثر تعقيدًا من الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، من الواضح أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، لأن تطوير الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى مقارنةً بالمكان المتوقع أن يذهب إليه.

يشير هذا إلى أولئك المتشائمين بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي إلى أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لضمان سلامة الذكاء الاصطناعي، وأنه من المبكر جدًا القلق بشأن التفرد. علاوة على ذلك ، فإن حقيقة أن تطوير الذكاء الاصطناعي لا يزال في مهده يجعل المستقبل أكثر إثارة لأولئك المتفائلين به.

هذه هي مستويات الذكاء المختلفة التي تستطيع الآلة القيام بها. إذن، ما هي وظائف الأنواع الفرعية المختلفة للذكاء الاصطناعي؟، بعض هذه الأنواع من الذكاء الاصطناعي لا يمكن تصورها حتى من وجهة نظر علمية. دعونا نفحص كل فئة بمزيد من التفصيل.

ـ ذكاء اصطناعي تفاعلي

النوع الأساسي من الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الاصطناعي التفاعلي، والذي تمت برمجته لتوليد نتائج يمكن التنبؤ بها بناءً على المدخلات التي يتلقاها. تستجيب الآلات التفاعلية دائمًا بنفس الطريقة لنفس المواقف في كل مرة، لأنها غير قادرة على تعلم الإجراءات أو تصور الماضي أو المستقبل.

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي التفاعلي يمثل تقدمًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه قادرة فقط على تنفيذ المهام التي صممت من أجلها في الأصل. نتيجة لذلك، فهي محدودة بالفعل وقابلة للتغيير. تم إنشاء النوع التالي من الذكاء الاصطناعي بواسطة العلماء باستخدام هذه القاعدة.

ـ ذاكرة AI محدودة

يكتسب الذكاء الاصطناعي المعرفة العملية من خلال مراقبة الأشخاص أو جمع البيانات والتعلم من الماضي. يجمع هذا النوع من الذكاء الاصطناعي (AI) بين المعلومات المبرمجة مسبقًا وبيانات المراقبة التاريخية لعمل تنبؤات وأداء مهام تصنيف صعبة. إنه حاليًا أكثر أنواع الذكاء الاصطناعي انتشارًا.

المركبات ذاتية القيادة، على سبيل المثال، تستخدم الذكاء الاصطناعي بذاكرة محدودة لتتبع سرعة واتجاه المركبات الأخرى من أجل "قراءة الطريق" وإجراء التعديلات اللازمة. هذه الطريقة في فهم البيانات الواردة وتفسيرها تجعلها أكثر أمانًا على الطرق.

على الرغم مما يوحي به اسمه، فإن الذاكرة المحدودة للذكاء الاصطناعي لا تزال محدودة. البيانات التي تستخدمها المركبات الذاتية مؤقتة ولا يتم الاحتفاظ بها في السيارة بشكل دائم.

ـ نظرية العقل

هل ترغب في إجراء محادثة ذات مغزى مع شخص آلي يتمتع بذكاء عاطفي ويحاكي الكلام والمظهر البشري؟ بنظرية العقل سيحقق الذكاء الاصطناعي ذلك في النهاية.

سيمكن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الآلات من اتخاذ قرارات حقيقية يمكن مقارنتها بتلك التي يتخذها الناس. نظرية العقل ستمكن الآلات من فهم العواطف وتذكرها، وكذلك تعديل سلوكها استجابة لتلك المشاعر عند التفاعل مع البشر.

نظرًا لأن التواصل البشري ينطوي على مثل هذه العملية المرنة لتغيير السلوك بناءً على العواطف المتغيرة بسرعة، فلا يزال هناك عدد من التحديات لنظرية الذكاء الاصطناعي للعقل. بينما نسعى جاهدين لبناء آلات تتمتع بذكاء عاطفي متزايد، من الصعب تقليدها.

نحن نمضي قدمًا. إن رأس الروبوت الخاص بالبروفيسور سينثيا بريزيل، والذي يحمل الاسم الرمزي Kismet ، قادر على التعرف على الإشارات العاطفية على الوجوه البشرية وإعادة تكوينها على وجهه. صوفيا، روبوت شبيه بالبشر ابتكرته شركة Hanson Robotics في هونغ كونغ ، لديه القدرة على التعرف على الوجوه والتعبير عن مشاعرها استجابة للتفاعلات.

ـ الذكاء الاصطناعي المدرك للذات

قد يكون الذكاء الاصطناعي القادر على الإدراك الذاتي هو النوع الأكثر تقدمًا. عندما تكون الآلات قادرة على التعرف على عواطفها وكذلك عواطف من حولها، فإنها ستشبه البشر في الوعي والذكاء. بالإضافة إلى ذلك، سيكون لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي رغبات واحتياجات ومشاعر.

سيمكن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الآلات من التعرف على مشاعرها وحالاتها النفسية. لن تتمكن الأنواع الأخرى من الذكاء الاصطناعي من تقديم استنتاجات مثل "أشعر بالغضب لأن شخصًا ما قطعني عن حركة المرور"، لكنهم سيكونون قادرين على ذلك، ولكن لم يتم تطوير هذا الذكاء الاصطناعي بعد ، ولم تتوفر بعد الأجهزة والخوارزميات اللازمة.

هل سنستمر في تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي وإنتاج نوع خامس؟ في السنوات العشر القادمة، إلى أي مدى سنتقدم نحو نظرية العقل والذكاء الاصطناعي المدرك لذاته؟، ربما سيتم تطوير ذكاء اصطناعي فائق الذكاء يتفوق حتى على مستوى الذكاء البشري الذي نمتلكه حاليًا؟

قد نكون بعيدين عن بناء آلات ذكية يمكنها حل كل مشكلة بمفردها. ومع ذلك، يجب أن نركز جهودنا على فهم كيف يمكن للآلة أن تتدرب وتتعلم من تلقاء نفسها ويكون لديها القدرة على استخلاص النتائج من الماضي.