القاهرة: الأمير كمال فرج.

يجلب ميتافيرس الأمل المتجدد في أن أجسادنا المادية لن تقيد استكشافنا للكون بعد الآن، موضحا أن القيد الوحيد الذي قد نواجهه قريبًا هو خيالنا.

كتب تشارلز لو في تقرير نشرته مجلة Entrepreneur أن "التقاعد هو وجهة ينظر إليها الكثيرون على أنها مكسب فاخر بعد حياة من التفاني في العمل الجاد، بينما يرى الآخرون أنه خسارة للهدف والكفاءة. سواء كنت تسعى بنفسك للتقاعد، أو كنت مضطرا بسبب الشيخوخة أو الإصابة الحرجة، فإن المعركة الحتمية التي سيواجهها الكثيرون في عصر ميتافيرس هي التنقل في هويتهم الجديدة ومقدار لا نهاية له من وقت الفراغ".

آثار التقاعد

يمكن أن يكون الحدث الذي يشير إلى نهاية المهنة مبهجًا لا يُنسى. بغض النظر عن الطريقة التي تنتهي بها الحياة المهنية، تظهر الدراسات أنه خلال السنوات القليلة الأولى من التقاعد، يكون الناس أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 40٪ ، و 60٪ أكثر عرضة لبدء تعاطي المخدرات.

قال روبرت جرونكوفسكي، الذي اضطر إلى التقاعد عن عمر يناهز 29 عامًا بسبب سلسلة مرهقة من الإصابات ومخاوف تتعلق بالصحة النفسية: "كنت أبكي، في سريري، بعد فوز سوبر بول".

في سن 39، أصبح رائد الفضاء باز ألدرين الرجل الثاني على سطح القمر، وعاد بعد ذلك إلى الأرض، وأصبح مدمنًا على الكحول، وعانى من ثلاث زيجات فاشلة. على الرغم من أن هذه أمثلة استثنائية لما بعد المهنة، إلا أن الحقيقة العالمية التي يمكننا تخمينها هي أن كل شخص يحتاج إلى إحساس بالهدف، وربما أكثر من ذلك عند التقاعد.

المشاهير الشباب ليسوا وحدهم الذين يشاهدون غروب الشمس في حياتهم المهنية، حيث سيصل معظم الناس إلى نقطة في حياتهم لا يعودون فيها قادرين على العمل جسديًا. كانت والدتي ممرضة لأكثر من 50 عامًا. انتهت مسيرتها المهنية التي استمرت خمسة عقود في مجال الدفاع عن المرضى بأنها لم تعد قادرة على الاستمرار في قسوة التمريض.

بعد عشر سنوات من تعليق زي التمريض، استقرت في تقاعد جميل مع سباقات ماراثون Netflix ونوادي الكتب والأحفاد. في حين أنها قد لا تكون قادرة جسديًا على إنقاذ الأرواح كما فعلت لمدة نصف قرن مضى، فإن عقلها بلا شك حاد تمامًا كما كان دائمًا، وستستمتع بأي فرصة لنقل خبرتها الطبية إلى العالم.

كيف يمكن أن يساعد ميتافيرس؟.

 ميتافيرس مجموعة من العوالم الافتراضية المستمرة التي ولدت من رحم حلم الإنترنت بإعادة تخيل نفسها دون حدود، مع ربط الناس على نطاق عالمي.

يمكن لهذه الحدود الجديدة من التجارب اللامحدودة أن تفتح الأبواب لكل مناحي الحياة التي يمكن تخيلها. يمكن لشخص مثل والدتي الآن العمل فعليًا داخل مرفق رعاية صحية خالٍ من أي قيود ناجمة عن قيود جسدية. لا يزال بإمكان المعلم المسن، الذي قد تؤدي الشيخوخة إلى الحد بشدة من قدرته على الوقوف وإلقاء المحاضرات، التواصل مع الطلاب، وتقديم نفس الدورات الدراسية للطلاب، كما لو كان في بيئة الفصل الدراسي التقليدية.

 تخطي القيود

تقوم شركات مثل VictoryXR بإنشاء فصول دراسية افتراضية غامرة تمامًا، حيث يمكن للطلاب التعرف على الديناصورات من خلال ديناصورات بالحجم الطبيعي ، أو قراءة "أن تقتل طائرا بريئا
 To Kill a Mockingbird"، وهي  رواية للكاتبة الأمريكية هاربر لي أثناء الوقوف بجانب آتيكوس فينش وهي  شخصية خيالية في الرواية، في استدعاء رقمي لقاعة المحكمة الفعلية لهاربر لي.

ويتم حاليا إحراز تقدم مطرد للمساعدة في جعل ميتافيرس أكثر شمولاً ؛ ليس فقط للمسنين، ولكن أيضًا للمعاقين. لقد ابتكرت شركات الواقع الافتراضي بالفعل المعينات السمعية والنظارات المعززة بالواقع المعزز لمعالجة ضعف السمع والبصر، على التوالي. للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) ،

تم تقديم مشروع VOISS (فرص الواقع الافتراضي لدمج المهارات الاجتماعية)، باستخدام الواقع الافتراضي لإعادة تمثيل التواصل الاجتماعي، ومساعدة الأفراد في علاجات اضطراب طيف التوحد (ASD).

في ميتافيرس، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الشلل النصفي، والذين يجدون صعوبة كبيرة في السفر لرؤية أماكن جديدة، الآن زيارة العديد من الوجهات التي ربما كانت قيودهم المالية والمادية السابقة قد أعاقتها.

مع دخول شركات مثل Disney و Apple و Microsoft إلى ميتافيرس، بالإضافة إلى مدن بأكملها تنشئ نسخًا متماثلة رقمية، هناك أمل متجدد في أن أجسادنا المادية لن تقيد استكشافنا للكون ، وأن القيد الوحيد الذي قد نواجهه قريبًا هو خيالنا.