القاهرة : الأمير كمال فرج.

تريد شركة Wildtype زراعة لحوم الأسماك على الأرض، حتى نتمكن من ترك الأسماك الحقيقية في بيئتها الطبيعية، وذلك في إطار اتجاه عالمي يتزايد لتصنيع اللحوم في مفاعل حيوي.

ومفاعل حيوي ‏ هو جهازٍ أو وعاء أو نظامٍ يدعم البيئة النشطة بصورةٍ حيويةٍ، يتم فيه إجراء العملية الكيميائية التي تشتمل الكائنات الحية أو المواد النشطة الكيميائية الحيوية المشتقة من الكائنات الحية المختلفة.

كتبت أديل بيترز في تقرير نشرته مجلة Fast Company  "مثل رؤية الكركند في خزان في مطعم للمأكولات البحرية ، داخل منشأة إنتاج طعام جديدة قيد الإنشاء في سان فرانسيسكو ، سيتمكن الزوار قريبًا من الجلوس في غرفة تذوق وتجربة السوشي المصنوع من سمك السلمون المزروع على الجانب الآخر من المكان في مفاعل حيوي".

مثل الشركات الناشئة الأخرى في مجال الزراعة الخلوية ، تركز Wildtype ، الشركة التي تبني المصنع التجريبي، لزراعة اللحوم - في حالتهم ، المأكولات البحرية - من الخلايا في المفاعلات الحيوية بدلاً من الحيوانات.

بدأ المؤسس المشارك أرييه إلفينباين ، طبيب القلب، التفكير في هذا الاحتمال قبل خمس سنوات. يقول "كنت أعمل على أبحاث الخلايا الجذعية عندما فكرت في هذا السؤال ، هذا نوع غريب: هل نحتاج إلى الحيوانات للحصول على اللحوم؟، أم أنه من الممكن إنتاج اللحوم التي نستهلكها من مصدر غير الحيوانات؟".

بينما تعمل بعض الشركات الأخرى على لحم الدجاج المزروع في المعامل أو الجلود المزروعة في المختبر، وهناك العديد من اللحوم النباتية في السوق ، ترى شركة Wildtype الحاجة إلى المزيد من البدائل للأسماك.

يقول المؤسس المشارك جاستن كولبيك: "المأكولات البحرية هي البروتين الأكثر استهلاكًا من قبل جنسنا البشري على وجه الأرض، ولا يوجد بالفعل العديد من منتجات المأكولات البحرية البديلة في السوق على الإطلاق. لديك العديد من الخيارات النباتية المختلفة للبرغر. لديك مجموعة كبيرة من خيارات قطع الدجاج النباتية. ولكن إذا كنت ترغب في العثور على بديل للمأكولات البحرية المفضلة لديك، فهذا صعب حقًا ".

بدلاً من محاولة تقليد سمك السلمون بفول الصويا أو النباتات الأخرى ، تقوم الشركة بتنمية خلايا الأسماك الفعلية في خزانات من الفولاذ المقاوم للصدأ. يقول إلفينباين : "الخلايا التي نستخدمها مبرمجة حقًا، فهي موجودة في حمضها النووي ، لتنظم وتنضج بنفس الطريقة التي تنضج بها داخل الحيوان".

وأضاف "نوفر للخلايا المصنعة نفس العناصر الغذائية التي يمكن أن تستهلكها الأسماك في البرية - البروتينات والدهون والكربوهيدرات والمعادن. وجعلهم ينمون بشكل أساسي في نظام يشبه نوعًا ما مصنع الجعة ".

أوضح إلفينباين أن "الباحثون يستخدمون هياكل مصنوعة من مكونات نباتية تساعد الخلايا على التنظيم في شكل يمكن التعرف عليه. على سبيل المثال إذا وفرت للخلايا سطحًا شديد الصلابة ، فسوف تتكيف وتتوافق بطرق لتشبه الغضاريف أو العظام، أما إذا زودتها بسطح ناعم جدًا يمكن أن يكون شيئًا أشبه بالدهون".

تقول الشركة إن منتجها الحالي، الذي يتم تناوله في شكل السوشي ، لا يمكن تمييزه فعليًا عن سمك السلمون الذي يتم صيده في المحيط. الملف الغذائي متشابه، لكن الشركة لا تزال تعدل التركيبة ؛ في الوقت الحالي ، يحتوي السلمون المصنع على بروتين أقل بقليل ولكنه يحتوي على تركيبة دهنية مماثلة، بما في ذلك أحماض أوميغا 3 الدهنية.

كما هو الحال مع لحم البقر ولحم الخنزير، هناك حجج بيئية قوية لإيجاد طرق جديدة لتوفير السلمون للمستهلكين. يقول إلفينباين : "لم يعد مسموحًا لك حتى بصيد سمك السلمون الأطلسي بشكل قانوني بعد الآن، لأنه معرض للخطر". "وبعد ذلك، فإن العديد من الأماكن أعلى وأسفل ساحل المحيط الهادئ ، حيث نعيش ، جميع أنواع السلمون في المحيط الهادئ إما مهددة بالانقراض أو معرضة للخطر، لذلك لا يمكننا الاعتماد على صيد الأسماك البرية من أجل تقديم المأكولات البحرية لدينا من أجل السلمون".

يشكل صيد الأسماك بشكل عام مخاطر تتجاوز تدمير التنوع البيولوجي ؛ على سبيل المثال ، قد يطلق الصيد بشباك الجر في أعماق البحار كمية من ثاني أكسيد الكربون من قاع المحيط مثلها مثل الطيران في الغلاف الجوي. يمكن أن تتسبب المزارع السمكية في تلوث المياه، حيث تعتمد على صيد الأسماك الصغيرة كغذاء. لا يمكن أن يكون أي من هذا مستدامًا بيئيًا حيث يستمر الطلب على الأسماك في النمو.

يقول إلفينباين "بينما يبذل الأشخاص العاملون في صناعات صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية قصارى جهدهم لمواكبة هذه المطالب البيئية وزيادة الطلب من منظور الحجم، فلن يكون ذلك كافيًا ، لذلك نحن بحاجة إلى حلول جديدة".

تعمل الشركة الناشئة مع المنظمين في إدارة الغذاء والدواء حيث تكتشف الوكالة كيفية تنظيم نوع جديد من الطعام. (لأول مرة في العالم، وافقت سنغافورة مؤخرًا على أول دجاجة نمت في المختبر؛ قد لا تكون الولايات المتحدة بعيدة جدًا.)

في الوقت الحالي ، لن تقدم شركة Wildtype سوى التذوق ، وليس من الواضح كم من الوقت سيستمر قبل أن يتمكن من المضي قدمًا في ذلك. المبيعات التجارية. ولكن في مصنعها التجريبي الجديد، تستعد الشركة بالفعل للنمو المستقبلي من خلال اختبار طرق الإنتاج على نطاق أوسع.

يقول إلفينباين : "نحتاج بطريقة ما إلى معرفة كيف سنطعم الثلاثة مليارات القادمة على هذا الكوكب". "لكي نكون قادرين حتى على إحداث تأثير في ذلك، نحتاج إلى العمل على نطاق واسع للغاية. لأننا لا نريد فقط صنع طعام موجود في واحد أو اثنين من مطاعم السوشي باهظة الثمن على الساحل الغربي، أليس كذلك؟،  نريد أن يكون هذا المنتج في نهاية المطاف في الأسواق العامة مثل  Costco و Trader Joe، وأن يكون بسعر تنافسي من حيث التكلفة، إن لم يكن أرخص ، مما تجده على الرفوف في متجر البقالة اليوم ".