القاهرة : الأمير كمال فرج.

يُعد العدد الهائل من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول حادثة ويل سميث - كريس روك في حفل توزيع جوائز الأوسكار دليلًا على أنه من الصعب مقاومة الانجذاب للنميمة- خاصةً في المكاتب.

كتبت ستيفاني فوزا في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "مع بدء الشركات في العودة إلى المكتب وأصبح الانخراط في الحديث عن مبردات المياه أسهل، قد تبدأ النميمة المكتبية في الانتعاش، خاصة بعد اجتياز الوباء خلال العامين الماضيين.

والدراما المكتبية مصطلح يقصد به الصراع على السلطة ، والعصيان ، والنميمة المكتبية ، والحجج التافهة، وهي أمور تحدث كثيرا في بيئة العمل.

تقول جيلدا كارل، خبيرة استراتيجية العلاقات مع الشركات: "يحتاج الناس إلى استراحة". "النميمة المكتبية عامل جذب يملأ الحاجة إلى التلطيف. إنه لأمر مثير للدغدغة بشكل خاص عندما تتضمن النميمة أشخاصًا تعرفهم جيدًا. بعد أن كنتم محتجزين في غرف المعيشة لمدة عامين ".

مخلوقات اجتماعية

تقول جينيفر إدواردز، التي شاركت في تأليف كتاب "سد الفجوة: اختراق أدوات الاتصال لتحويل علاقات العمل من تحدي إلى تعاوني" ، "إننا مخلوقات اجتماعية نتعلم من خلال مقارنة أنفسنا بالآخرين ومقارنتها. "لذلك عندما تدخل النميمة والدراما المشهد و" تمت دعوتنا "للمشاركة ، فإن ميلنا الطبيعي والبيولوجي هو القفز مباشرة إلى السمية، لأنها تؤكد أننا ننتمي ، ويتم تقدير وجهة نظرنا"، كما تقول.

في حين لا ينجذب الجميع إلى النميمة المكتبية، فإن البعض يجدها طريقة جيدة لمحاربة قلة التحفيز أو البيئة اليومية المحبطة في المكتب، يقول عالم النفس في شيكاغو ديفيد راكوفسكي، رئيس مجموعة Wellington Counselling : "يمتلك العديد من الأشخاص في مكان العمل - على كل مستوى من مستويات المؤسسة - أدمغة تتوق إلى التجديد، ويمكن للمكائد المثيرة الناتجة عن الخلاف في المكتب أن تلبي هذه الحاجة".

ويضيف راكوفسكي أن كونك متفرجًا على الدراما قد يكون مريحًا لمشاعر عدم الأمان لديك، وبصفتك متفرجًا على الدراما وليس موضوعها، فقد يعتقدون أن صانعي القرار سينظرون إليهم على أنهم أكثر استقرارًا ، موظفين موثوق بهم ، يستحقون الاحتفاظ بهم وتعويضات أفضل عند مقارنتهم بـ "المشاغب" الأكثر وضوحًا".

عندما نقارن أنفسنا بوعي أو بغير وعي مع الآخرين، فإننا نظهر كيف نكون أفضل. تقول إدواردز: "ما هو غير جيد حقًا في هذا النوع من المشاركة، هو أنه يبني هويتنا ليس حول كوننا جديرين بالثقة أو يمكن الاعتماد علينا كموارد لدعم والتعاون معنا، وهذا أمر سييء للأعمال ".

تأثير الدراما المكتبية

تقول كارل "قد يبدو ظاهريًا أنها غير ضارة، لكن الدراما المكتبية يمكن أن يكون لها عواقب أوسع. يمكن أن تتصاعد الدراما لإيذاء مشاعر الناس وسمعتهم، وتثبيطهم، وعزلهم، وحتى إنهاء عمل تجاري، مشيرة إلى أنه "في حين أنها قد تبدأ على أنها استراحة صحية، سيكون من الأفضل أن تضحك مع زملائك بدلاً من الضحك عليهم. على المدى الطويل ، قد ينقذ ذلك حياتك المهنية ".

تؤثر الدراما المكتبية أيضًا بشكل سلبي على قدرة الشركة على النمو والتوسع وجذب المواهب، كما يقول ريتشارد هوكس ، مؤلف كتاب "التنقل في دوامة: 7 محادثات حاسمة لتحويل الأعمال".

يقول هوكس: إن "الشركات التي لديها قادة لا يأخذون الدراما المكتبية على محمل الجد، تدخل نفسها في حالة من الجمود". "عندما ينشغل الناس في الدراما المكتبية، قد يكون من الصعب عليهم اتخاذ القرارات. هناك دائمًا معركة أخرى على النفوذ، أو تحدٍ سياسي يجب الرد عليه ".

سياق لحل المشكلات

يحتاج القادة إلى أن يكونوا مستعدين لقيادة الفرق. يقول هوكس: "تحتاج المؤسسات إلى إنشاء سياق يُحاسب فيه القادة على أداء فريقهم"، وهذا يخلق سياقًا لحل المشكلات في المقام الأول. بدون ذلك، لا يوجد أساس لتنظيف السلوكيات التي تمنعهم من حل المشكلة ".

يوصي هوكس بالمحادثات التي تتضمن تنشيط الغرض، وقيادة التركيز ، وتغيير العقلية. يقول: "يتعلق الأمر بالثقافة والقيادة". "تجاوز الدراما الماضية يعني توضيح الهدف المشترك والتركيز المشترك ومعرفة العقلية التي نحتاجها للتفاعل مع بعضنا البعض. اختر مشكلتك، وانطلق في المحادثة ، واكتشف ما يحدث ".

أخيرًا، إذا شعر الموظفون أن احتياجاتهم ومخاوفهم تؤخذ على محمل الجد ، فيجب أن يتم تمكين شخص ما بالفعل لاتخاذ الإجراءات التي تعالج تلك المخاوف. إذا لم ير الموظفون أي إجراءات يتم اتخاذها بعد المحادثات ، فإن تشاؤمهم سيزداد.

لذلك ، قبل البدء في هذا الجهد، يجب تمكين المديرين والمشرفين لاتخاذ القرارات ومتابعتها. عندما لا يمكن حل مشكلة كما يأمل الموظف، قد تكون هناك محادثة ميسرة أخرى. في هذه الحالة ، يجب على المدير أن يشرح بوضوح القيود المحيطة بالمشكلة وأسبابها. الشفافية أمر بالغ الأهمية لأنها تظهر الثقة. هذا يفتح الفرصة لمناقشة الحلول البديلة المحتملة.

يعد إجراء محادثات مُيسرة طريقة فعالة للغاية لتحديد ومعالجة المشكلات الواقعية التي قد تؤثر على عمل الموظفين. والأهم من ذلك، أنها يمكن أن تساعد الإدارة في تحديد القضايا المتعلقة بالرفاهية الاجتماعية والعاطفية للموظفين.

من خلال استخدام المحادثات الميسرة لتغطية مجموعة كاملة من الاهتمامات المحتملة، يمكن للمؤسسات تعزيز المشاركة والتحفيز، وبالتالي إنتاجية كل من الموظفين القدامى الذين يريدون ويحتاجون إلى الاحتفاظ بهم وإلهامهم.