القاهرة : الأمير كمال فرج.
تمكن رجلان كفيفان من الرؤية مرة أخري بعد أكثر من عشرين عاما لأول مرة، بعد عملية زراعة رقاقة في العين حجمها 3 مم، ويعتقد الأطباء ان "كريس جيمس" سيتمكن من التعرف علي الوجوه بمجرد أن يستعيد مخه القدرة علي الرؤية مجددا.
ويقول كريس من ويلتشير لصحيفة Daily Mail : "لطالما اعتقدت أني سأتمكن يوما ما من الرؤية مجددا"، وقام الجراحون في جامعة اكسفورد تحت قيادة البروفيسور روبرت ماكلارين بزرع رقاقة في الجزء الخلفي من عين كريس في عملية جراحية معقدة استمرت أكثر من ثماني ساعات الشهر الماضي.
وكان كريس واحدا ضمن اثنين من المرضي البريطانيين الذين حصلوا علي رقائق الكترونية، وكلاهما تمكن من استعادة الرؤية بعد اسابيع من خضوعه للعملية الجراحية.
وكان روبن ميلر (60 عاما ) من لندن واحدا من المرضي الذين خضعوا لزرع الرقائق مع 1500 قطب يتم زرعها تحت الشبكية، ويقول ميلر وهو منتج موسيقي : "بمجرد تشغيل الجهاز أصبح قادرا علي تمييز الضوء، وبعض الاجسام العريضة، وهي علامة مشجعة , لقد حلمت حتي بالألوان الزاهية منذ خمسة وعشرين عاما , حتي في وقت النوم كان جزءا من مخي مازال مستيقظا, واشعر بأن ذلك شيء واعد حقا بالنسبة لمستقبل البحث العلمي، وأشعر بالسعادة لمساهمتي في هذا الإنجاز".
وصرح خبراء العيون المسؤلين عن تطوير التكنولوجيا الرائدة الجديدة بأن المجموعة الأولي من المرضي البريطانيين الذين خضعوا لزراعة الرقائق يستعيدون الآن الرؤية بعد أسابيع من خضعوهم للجراحة.
ويقدم ذلك أملا جديدا لكل من يعاني التهاب الشبكية الصبغي، وهي حالة وراثية تؤدي الي العمي غير القابل للشفاء.
وقد قامت تقنية زرع الشبكية A.G وهي التقنية الرائدة في عمليات زرع ما تحت الشبكية بتزويد اثنين ممن يعانوا من التهاب الشبكية الصبغي بجهاز لاسلكي في منتصف إبريل السابق، في إطار التجربة في المملكة المتحدة، وقد تمكن المرضي من تمييز الضوء علي الفور بعد تنشيط الرقاقة, في حين كشفت المزيد من الاختبارات أنهم قادرين علي تحديد مواقع الأجسام البيضاء علي خلفية داكنة.
وسيتم تزويد عشرة آخرين من المرضي البريطانيين بهذه الأجهزة كجزء من التجربة البريطانية تحت قيادة تيم جاكسون استشاري جراحات الشبكية في مستشفي كلية الملك , وروبرت ماكلارين أستاذ طب العيون في جامعة اكسفورد، واستشاري جراحات الشبكية في مستشفي العين بأكسفورد .
وقد صرح الأطباء قائلين: "نحن متحمسون للغاية لمشاركتنا في هذه التكنولوجيا الرائدة في زراعة ما تحت الشبكية , ومتحمسون للغاية للاعلان بأن اولي عمليات الزراعة في بريطانيا كانت ناجحة , فقد تعدت النتائج البصرية لهؤلاء المرضي توقعاتنا, وتمثل هذه التكنولوجيا تطورا رائعا وخطوة هامة في إطار محاولاتنا لمساعدة مرضي التهاب الشبكية في الحصول علي حياة أفضل".
وسيخضع المرضي لمزيد من الاختبارات للتكيف مع الأجهزة خلال الشهور المقبلة , وقد خضعت تكنولوجيا زراعة ما تحت الشبكية للعديد من الاختبارات المعملية لأكثر من ست سنوات, بالاضافة الي الاختبارات التي كانت تجري أيضا في المانيا، ويخطط المطورون للحصول علي موافقة تجارية بعد المرحلة النهائية في الاختبار .
ويقول دافيد هيل رئيس مؤسسة خيرية لمكافحة العمي : "إن الانتهاء من أول عمليتي زرع في بريطانيا خطوة هامة للغاية، وتبعث الأمل في الناس ممن فقدوا البصر كنتيجة للالتهاب الشبكية, إن التهاب الشبكية مرض وراثي، ويزداد سوءا مع الوقت، ويصيب واحد من كل 3000 او 4000 شخص في أوروبا " .