القاهرة : الأمير كمال فرج.
ليديا ديفيس كانت مصابة بفقدان الشهية المزمن، حيث كانت تتناول 13 سعرا حراريا فقط يوميا، وهو مما يعادل أربعة حبات من العنب فقط، تأمل في تشجيع الآخرين للتغلب على اضطراب الشهية.
انخفض وزن ليديا إلي أدنى مستوياته، حيث وصلت إلي أربعة كيلو فقط . ولكنها شُفيت وقالت أنها تريد رفع الوعي بالحالة، بعد أن استعادت أخيرا الوزن الصحي .
ليديا تبلغ من العمر 23 عاما، وتعرضت لمرض فقدان الشهية المزمن أثناء دراسة الأزياء في الجامعة. ونتيجة لذلك، أصبحت ممتنعة عن تناول الطعام الصحي، والذي أدي تدريجيا إلى إصابتها باضطراب في الأكل.
وبما أن ليديا كانت تعيش بعيدا عن المنزل في نيوكاسل في ذلك الوقت، كان والداها على علم منذ البداية بوجود اضطرابات في الشهية في ذلك الوقت.
في حين لاحظ أصدقاءها أنها كانت تتجنب الطعام ، بالإضافة إلى أنها كانت تتناول فقط مشروبات غازية للحمية، ولكنهم شعروا أنهم غير قادرين علي فتح هذا الموضوع معها في البداية. كما أنها بدأت في تلقي المجاملات عن جسدها النحيف، مما زاد اضطرابات الطعام سوءا بشكل متزايد.
وقالت ليديا لصحيفة Daily Record: "في عطلة نهاية الأسبوع، لا أشعر برغبة بتناول أي شيء على الإطلاق - كنت ضعيفة جدا وأتضور جوعا، وكان جسدي يعمل على الأدرينالين فقط".
وتضيف :"أتذكر كيف كنت أستلقي علي فراشي موقنة أني إن نمت لن استيقظ أبدا، ظننت أنني سأموت، ورغم ذلك ظللت أتجنب تناول أي شيء."
في مرحلة معينة وصل الأمر بها لمحاولة البقاء على قيد الحياة فقط بتناول 13 سعرة حرارية في اليوم، وهو ما يعادل ثلاثة ملاعق صغيرة فقط من الهليون، أو أقل من نصف الجزرة.
وعلي الرغم من شفائها الآن بنسبة 99% تقريبا، إلا أنها مازالت تعاني من العديد من المشكلات الصحية على المدى الطويل، بما في ذلك مشاكل في الساقين والركبتين، وضعف العظام.
بعد فترة من الوقت، بدأت مجموعة من الطلاب الجامعين في تطوير مشكلة الكحول للتعامل مع فقدان الشهية لها، وكان عليها شرب زجاجتين من النبيذ يوميا، وعندما جاء والديها لزيارتها اكتشفوا 40 زجاجة فارغة تحت سريرها، في نهاية المطاف، أصبح أصدقاء ليديا قلقون للغاية، واتصلوا بوالديها ليأتوا لإنقاذها.
وتتطلب الأمر مراجعة خمسة أطباء مختلفين للحصول على مساعدة حول اضطراب الطعام الذي تعانيه، وعلي الرغم من ذلك، لم يستطيعوا مساعدتها، وتطلب الامر لقاء مع الطبيب السادس الذي قام بتشخيص حالتها، على الرغم من حقيقة أنها وزن أقل من خمس كيلة، وفي النهاية حاول أحد الأطباء معالجتها بوصفة طبية من حبوب منع الحمل، لزيادة الشهية.
في أربع سنوات حققت ليديا تقدما مذهلا ، وتمكنت من الشفاء من مرض فقدان الشهية، وهي الآن بصحة جيدة، ووزن طبيعي، وترفض أن تزن نفسها.
انتقلت ليديا الآن الى غلاسكو، حيث تعيش مع صديقها بابلو، الذي تقول أنه قدم لها دعما كبيرا في التغلب على مرضها.
وفي محاولة منها لمساعدة الآخرين من نفس الحالة، قالت أنها كتبت كتابا بعنوان "مذكرات لأنورإكسيك " أي مذكرات حول الإصابة بفقدان الشهية المزمن، وتدور فصوله حول تجربتها في العيش مع اضطراب في الأكل. كما يتناول الكتاب أفكارها على الحياة، وفقدان الشهية والاكتئاب وأمور أخرى.
وقالت: "آمل من خلال مشاركة قصتي أن أستطيع تقديم المساعدة في زيادة الوعي لاضطرابات الأكل، وإثبات أن الشفاء ممكن. أردت أن أشرح أعمق أفكاري، وكيف تغلبت عليها، فإضطرابات الأكل شائعة جدا الآن، ولكن عدد قليل جدا من الناس يفهمون ماهيتها".
وأضافت : "نحن بحاجة إلى معرفة ما وراء العيون الحزينة لشخص ممن يعانون من هذه الأمراض، بدلا من ملاحظة العظام البارزة في جسده ".