القاهرة: الأمير كمال فرج.
في لحظة متوترة قام أحد حراس الملكة بإشهار بندقيته في وجه أحد المارة، بعد أن اشتبه في أن يكون دخيلا على قصر باكينجهام . كان الرجل يصرخ في وجه أحد ضباط الشرطة الملكية لخمس دقائق عند البوابة الشمالية للقصر عندما تدخل أحد الحرس .
وذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail أن " شهود عيان كشفوا كيف أن الحرس تقدم مسافة 50 ياردة من موقعه الأصلي لمنع محاولة التسلل هذه، حيث ادعي الرجل أنه يتوقع مقابلة خاصة مع الملكة" .
وعرف الرجل نفسه، وكان يدعي توسين أودونيا، ويبلغ من العمر 23 عاما، وهو نيجيري الجنسية، دخل بريطانيا بوسيلة غير شرعية، وأكد ان العائلة الملكية سترحب به داخل القصر، ولكن تم منعه أمام بوابة القصر قبل تدخل الحرس مما تسبب في اشتعال غضبه.
صرح أودونيا لجريدة "ذا صن" قائلا : "أريد حقا مقابلة الملكة، وأنا علي يقين أن العائلة الملكية سترحب بي كأني أبن مفقود لهم وجدوه أخيرا” .
وادعي توسين أنه لم يخشي الحرس الملكي قائلا : "كنت أصرخ بصوت أعلي وأعلي عندما جاء الحرس يهددني ببندقيته“ . وصرح المارة للحارس "يالك من رجل شجاع"، فأجاب الحارس الاسكتلندي "بالطبع لابد أن اتصرف بشجاعة". ثم قام ضباط الحماية الملكية بأخذ الرجل بعيدا، ولكن لم يتم القبض عليه .
وصرح توسين للصحيفة ان حادثة يوم الجمعة كانت محاولته الخامسة لدخول القصر ، كما أكد أنه علي يقين من إمكانية استقباله بالقصر، حتي أنه أحضر فرشاة أسنانه معه .
ويدعي توسين أن محاولاته السابقة كانت بهدف التحدث مع الملكة للضغط علي سوريا لوقف اغتيال المدنيين ولكنه الآن يحتاج فقط الي المساعدة للعودة الي نيجيريا إذ أنه يكره الوضع في بريطانيا .
وليس من المألوف للحراس ان يتركوا مواقعهم، إلا اذا كان القصر الملكي فعلا تحت تهديد، كما أن شرطة العاصمة هي المسؤلة عن معظم القضايا المتعلقة بحراسة القصر، ولكن يعتقد أن تدخل الجندي حظي بدعم رؤساءه ، وقد صرحت شرطة العاصمة ان الجندي سيتلقي مكافأة .
وصرح متحدث رسمي قائلا : "وقعت حادثة البوابة الشمالية لقصر باكينجهام في الجمعة 4 أبريل في حوالي الساعة 17.50 . حيث تحدث أحد ضباط الحماية الملكية لذكر، ونصحوه بالابتعاد، ولم يتم القبض عليه"، ورفضت شرطة استلندا توضيح سبب عدم اعتقال الرجل .
وفي بيان صادر عن الجيش جاء فيه : "وصلنا خبر بحادثة قصر بيكنجهام يوم الجمعة، ولم يتأذي أحد، كما لم يكن هناك أي اعتقالات، كما أننا واضحون جدا بشأن شرطة العاصمة وترتيباتها بشأن الحفاظ علي الأمن الملكي بما في ذلك حماية المحيط الخارجي للقصر".
والمواجهة المسلحة هي آخر وسائل حفظ الأمان بالقصر، وكان ذلك في العام الماضي عندما ألقي القبض علي رجل وإطلاق النيران علي آخر يحمل سكينا موجها الي رقبته هو، في حين كان يصرخ في المارة .
وتم القاء القبض علي فيكتور ميلر البالغ من العمر 37 عاما، في سبتمبر الماضي في ساحة القصر ، واتهم بالتعدي علي ممتلكات الغير، حيث قام المتهم بتسلق سور طوله 12 قدم للاخلال بالأمن العام بالقصر، وتم تعقبه والقبض عليه حين كان داخل موقع يتم عادة فتحه للجمهور خلال النهار .
ويعتقد الدخيل انه كان في طريقه إلي غرف الدولة، حيث يتم الاحتفاظ بكل لوحات الملكة التي لا تقدر بثمن مثل تلك التي رسمها ليناردو دافينشي، وتيتان .
وكان الحدث الأكثر صدمة في فبراير العام الماضي عندما اجتمعت الشرطة للقبض علي رجل يحمل سكينا يلوح بها خارج بوابات القصر، وكان الرجل الذي يدعى “طلحت رحمن” وعمر 54 عاما يوجه نصل السكين الي رقبته، ويمشي بين جموع السياح وفي يده سكين مطبخ كبير .
وقد حاصرته الشرطة، فاندفع الرجل حاملا سكين يبلغ ستة بوصات، وسقط علي الأرض بعد أن قامت الشرطة بصعقه بالشحنات الكهربية .
بالاضافة الي الحادثة المحرجة وقعت حادثة عام 2004 ، حين ظهر جاسون هاتش عضو في مجموعة “آباء من أجل العدالة” بزي "بات مان" ونجح في التسلل علي حافة إحدي شرفات القصر مستخدما سلما للوصول الي الجدران، وقام برفع لافتة وأمضي خمس ساعات كاملة قبل القبض عليه، وقد أدت السهولة التي توصل بها الي القصر الي اضطرار الأمن الملكي الي المراجعة العاجلة لوسائل التأمين.
ومن الانتهاكات الأخري التي تعرض لها القصر الملكي حادثة 1994 تمكن قائد طائرة شراعية أمريكي من الهبوط فوق سطحه.
وفي العام التالي تمكن أحد الطلاب من اقتحام أحد البوابات بسيارته التي قادها بسرعة 50 ميل في الساعة . وبعد أشهر قليلة شهد القصر أكثر المحاولات دهاءا لاقتحامه، حيث تمكن أحد الصحفيين السريين من الحصول علي وظيفة بداخل القصر مستعينا بسيرة ذاتية مزيفة .
وكانت أفظع حالات الاختراق الأمني هي حالة مايكل فاجال عام 1982 . حيث تمكن فاجال البالغ من العمر حينها 33 عام من دخول القصر صباح يوم 7 يونيو ، بعد أن تسلق انابيب الصرف وقام بجولة في القصر قبل اتخاذ طريقه مباشرة لغرفة نوم الملكة .
وقد تعثر بعدة أجهزة انذار، ولكنها كانت كلها خاطئة، كما تمكن الرجل من الحصول علي زجاجة شراب اثناء تجوله بالقصر . وفي نهاية المطاف قامت الشرطة الملكية بالقبض عليه، ولفترة طويلة كان يعتقد أن فاجان كان سيتمكن من اجراء بعض الدردشة مع الملكة في حجرة نومها، ولكنه اعترف لاحقا انها اتصلت بالأمن فور رؤيته .