إكسبو 2020 دبي.

حضر صاحب السمو الملكي الأمير ويليام، دوق كامبريدج، العرض الأول للابتكارات المقدَّمة لجائزة إيرث شوت، الذي أقيم يوم أمس (10 فبراير) في جناح موانئ دبي العالمية بإكسبو 2020 دبي، وأكد أن العقد الحالي هو الوقت الحاسم لتغيير مسار مستقبل كوكب الأرض.

وانضم إلى صاحب السمو الملكي الأمير ويليام كل من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، والرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ورئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي، وسعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، حيث أشاد دوق كامبريدج بإعلان مجموعة موانئ دبي العالمية عن تخصيص استثمار بقيمة مليون جنيه إسترليني لاثنين من المرشحين النهائيين لجائزة إيرث شوت.

وقدم معرض الابتكارات لمحة عن حلول رائدة طرحها المتأهلون للتصفيات النهائية لجائزة إيرث شوت 2021، كما شمل كلمتين لعضوَي مجلس جائزة إيرث شوت، صاحب السمو الملكي الأمير ويليام، وجلالة الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن، عبر الفيديو، دعوَا فيهما الحضور الكريم إلى المساهمة في توسيع نطاق الحلول المقدَّمة لجائزة إيرث شوت.

وقال صاحب السمو الملكي الأمير ويليام: "هذا هو العقد الحاسم. ما لم نفعل شيئا بحلول العام 2030، فإننا سنساهم في تسريع خطانا نحو أزمة مدمرة لكوكب الأرض والبشرية إثر تغير المناخ. لكننا لو تحركنا الآن، فإننا سنضع أقدامنا على طريق إصلاح الكوكب وتجديده، بما سيحقق الازدهار للأجيال القادمة. فالتغيير لا يحصل بالسرعة اللازمة، أو على النطاق المطلوب. وفي حين أن الزخم يتزايد، والشوط الكبير المقطوع في الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في غلاسكو، خير دليل على ذلك، غير أننا لم نزل في سباق مع الزمن. لهذا السبب أسستُ جائزة إيرث شوت، بغية استعراض الحلول الرائدة وتسريعها وتوسيع نطاقها من أجل إصلاح كوكبنا".

أشار صاحب السمو الملكي الأمير ويليام إلى الجائزة بوصفها نبراس أمل وأداة لبناء عالم أفضل، وقال: "إيرث شوت عبارة عن جهد جماعي عالمي لتحفيز التفاؤل والحلول المؤثرة لتغيير مستقبلنا. إنني أدعوكم جميعا للانضمام إلى فريق إيرث شوت ودعم مرشحينا النهائيين – المبتكرين البيئيين - لتوسيع نطاق حلولهم البيئية".

وقالت جلالة الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن: "يتمثل المستقبل في هؤلاء المتأهلين للتصفيات النهائية، وفي كثيرين مثلهم في أنحاء العالم. إنهم يذكروننا بأن الإبداع البشري هو المورد المتجدد الأول".

وكشف سلطان أحمد بن سليم أثناء الفعالية عن استثمار كبير لتوسيع نطاق حلَّي اثنين من المتأهلين للتصفيات النهائية لجائزة إيرث شوت، هما شركة كورال ڤيتا ومشروع أسوار بحرية صالحة للحياة. ويُذكر أن موانئ دبي العالمية شريك مؤسس للتحالف العالمي لجائزة إيرث شوت، بالشراكة مع إكسبو 2020 دبي.

وقال سلطان أحمد بن سليم: "ترتبط أعمالنا بالمحيطات، وحمايتها أولوية قصوى على مستوى عملياتنا كافة في إطار التزامنا بالاستدامة، كما يتضح من هدفنا المتمثل في خفض صافي الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول عام 2040. يسعدنا أن نستثمر في شركة كورال ڤيتا ومشروع أسوار بحرية صالحة للحياة ضمن جهودنا لتطوير تقنيات تعالج المشكلات التي تواجه النظم البيئية البحرية."

وستحصل شركة "كورال ڤيتا"، الحائزة جائزة إيرث شوت ضمن فئة "إحياء محيطاتنا"، والتي تتخذ من جزر البهاما مقرا لها، على 500 ألف جنيه إسترليني لوضع استراتيجية لاستعادة الشعاب المرجانية على نطاق واسع في دولة الإمارات، تشمل نُهُجا لتنمية شعاب مرجانية تتسم بالمرونة المناخية بسرعة تفوق الطرق التقليدية 50 مرة. وبهذا التمويل، سيبدأ العمل المشترك نحو استعادة الشعاب المرجانية في المنطقة، بما في ذلك استكشاف إمكانية إيجاد أول مزرعة مرجانية برية تجارية لاستصلاح الشعاب المرجانية في الشرق الأوسط.

وقال سام تيكر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشعاب المرجانية، كورال ڤيتا، جزر الباهاما: "نحن في طريقنا لفقدان 90 في المئة من الشعاب المرجانية في العالم بحلول عام 2050، ويعود ذلك إلى حد كبير لتغير المناخ، ومن الواضح أن هذه كارثة بيئية. يعتمد ما يصل إلى مليون فرد على الشعاب المرجانية لكسب رزقهم، وهي تولّد 2.7 تريليون دولار أمريكي سنويا عبر السلع والخدمات. وما يبعث على التفاؤل بشأن جائزة ’إيرث شوت‘ هو أنها تجمع قادة العالم والمستثمرين لدعم الحلول الجديدة وإلهامها."

ومُنح أيضا مشروع أسوار بحرية صالحة للحياة، الذي تأهل للنهائيات ضمن فئة "إحياء محيطاتنا"، ومقره أستراليا، مبلغ 500 ألف جنيه إسترليني، لتوسيع نطاق عمله الابتكاري في إنشاء ألواح تحاكي الموائل الطبيعية مثل البرك الصخرية وجذور أشجار المانغروف، وتركيبها على أنظمة الدفاع البحرية الساحلية لإعادة الحياة البحرية إلى الشواطئ. وسيسهم استثمار موانئ دبي العالمية في تمويل تصميم أكبر سور بحري صالح للحياة على كوكب الأرض وتركيبه وتكييفه لدعم الحياة البحرية المحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة على نطاق أوسع.

وقالت الدكتورة ماريانا ماير بينتو، الرئيس المشارك، مشروع أسوار بحرية صالحة للحياة: "هدفنا على مدى السنوات الخمس المقبلة هو إنشاء سور بحري صالح للحياة في كل قارة، لدعم الناس وربطهم بالمحيطات في أكثر المناطق تحضرا، وهي المناطق التي يعيش فيها معظم الناس، ويعملون ويلعبون".

وشمل العرض الأول للابتكارات، إلى جانب شركة كورال ڤيتا ومشروع أسوار بحرية صالحة للحياة، عروضا تقديمية لثلاثة مرشحين نهائيين لجائزة إيرث شوت 2021، هم إشرات واريس من "سول شير"، بنغلاديش - أول شبكة لتبادل الطاقة بين النظراء في بلد على الخط الأمامي لتغير المناخ؛ وديفيد أورباخ من "سانرجي"،كينيا - حل الصرف الصحي الدائري للتقليل من النفايات ودعم المزارعين المحليين؛ وأولوغبنغا أولوبانجو من "ريدّي"، نيجيريا – مشروع كبسولات تعمل بالطاقة الشمسية  لتوفير الكهرباء بتكلفة معقولة في المجتمعات الفقيرة بالطاقة.

وقال إشرات واريس: "تتمثل رؤيتنا في مستقبل تتحول فيه الشبكات الصغيرة ومحطات الشحن التي يملكها المجتمع المحلي ويديرها إلى محطات طاقة افتراضية. وهذا يعني أن كل مواطن سيدعم مستقبل البلاد بالطاقة الخضراء والتخزين الأخضر لها. ونحن مستعدون لتوسيع نطاق نموذجنا وتوفير الحلول للمجتمعات والشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم."

وقال ديفيد أورباخ: "في العام الماضي، جمعنا حوالي 60 ألف طن من النفايات. ونحن الآن نتوسع في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا، الأمر الذي سيكون له أثر بيئي واقتصادي واجتماعي مبهر. سنعمل على تحويل 4 ملايين طن من النفايات بعيدا عن المكبات، ومعادلة مليوني طن من الكربون سنويا، مما سيسهم في إنشاء 100 ألف فرصة عمل في الأسواق الناشئة."

جائزة إيرث شوت في عامها الثاني الآن، وقد أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير ويليام والمؤسسة الملكية لدوق ودوقة كامبريدج. ووسّعت الجائزة شبكة مرشِّيحها لتضم أكثر من 300 منظمة من أكثر من 80 بلدا، تمثّل منظمات غير ربحية ومؤسسات واستثمارات وشركات وجهات أكاديمية وحكومية ومجتمعية، لتطلق حلولا بيئية تسهم في إبعاد الأرض عن حافة الهاوية.