بناءاً على تقرير صادر من لجنة الشئون الخارجية أمس الأربعاء 14/09/2016 لدى البرلمان الإنجليزي أن هجمات الناتو التى شاركت فيها بريطانيا ضد ليبيا، وإنهيار نظام القذافي في عام 2011 تم بناء على معلومات خاطئة، وأيضا أن ديفيد كاميرون كان للأسف مسئولا عن مشاركة بريطانيا في هذا الأمر حيث صرح كريسبين_بلانت رئيس هذه اللجنة وزميل كاميرون في حزب المحافظين، أن كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق منذ 2010 كان صانع القرار في هذه الكارثة، والتي لديها انعكاسات سلبية حاليا ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط بر إمتدت آثارها حتى إلى بريطانيا.

مع ملاحظة أنى أشرت إلى ذلك من قبل في تقريري بشأن إنفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي "بريكزت" (لماذا صوت البريطانيون لصالح الإنفصال؟) وفي مقال آخر ذكرت أن كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا اعتمدت على معلومات كاذبة حصلتا عليها سواء من حلفائها في المنطقة، والتي شاركت أيضا في تمويل ضربات الناتو ضد ليبيا، كما أنها ساعدت الناتو من قبل في احتلال_العراق منذ 2003، وكذلك كانت متورطة فى الحصول على موافقة الجامعة العربية في تلك الهجمات أو جرائم الحرب في وجهة نظري من خلال سياسة العصا والجزرة التي تمارس على أعضاء الجامعة فى هذا الصدد.

وعلاوة على ذلك، تم الحصول على المعلومات الخاطئة تعطى سواء من قبل المخابرات البريطانية، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أو من خلال مركز الدراسات الاستراتيجية والسفارات التابعة لهما في العالم العربي والشرق الأوسط وطبعا من خلال الموساد الصهيونى، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للأسف قد نمطتا جميع الدول العربية وجعلتهم جميعا على غرار دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يعد خطئا استراتيجيا قاتلا.

وتعطينا بريطانيا كل يوم يعطينا دروسا في الديمقراطية، لأنها حققت بالفعل فى حرب إحتلال العراق وكذلك الحالة الليبية وقدمت تقريرها أمس الذي ذكرته أعلاه، ولكن ماذا عنا؟ هل ستقوم الجامعة العربية بالبحث والتحقيق في هذه المسألة الليبية الأمر الذى سيوضح لنا حقيقة وواقع الموافقة على هجمات الناتو؟ والذين تورطوا في هذه المسألة بما في ذلك الأمين العام في ذاك الوقت؟ لأنه بدون موافقة الجامعة العربية لما أقدم الناتو على هذا الفعل.

أو أين هي كيانات حقوق الإنسان العربية، وكيانات الحماية القانونية، والمحامين العرب المعروفين الذين سوف يقوموا مجتمعين برفع دعاوى ضد الجامعة العربية وحلف شمال الاطلسي للمؤامرة التى تمت بين الإثنين في كل من العراق وليبيا؟ ومن هى الكيانات التى سيتم توجيه هذه الاتهامات لها في هذا الصدد؟

حيث تعد ليبيا الآن مفرخة للإرهاب في المنطقة، وتمثل أخطر بقعة على استقرار العالم العربي وأفريقيا وأوروبا، وذلك لأن المهاجرين غير الشرعيين بما في ذلك المتعصبين والإرهابيين من القاعدة وداعش يتخذون طريقهم إلى أوروبا و الغرب عبر ليبيا.

وهذا هو السبب في رفض روسيا لتكرار نفس السيناريو الملعون في سوريا، لئلا يهاجم الإرهاب روسيا نفسها في المستقبل، وتبذل قصارى جهدها لإستيعاب الوضع الليبي المعقد الحالي من خلال المفاوضات السياسية بدلا من إطلاق النار.

أحمد مصطفى: باحث اقتصاد سياسى واستراتيجى – عضو المجلس الإفريقى لدراسات بحوث التنمية (كودسريا)