القاهرة: الأمير كمال فرج .
استيقظ العالم على صورة بشعة تجسد الويلات التي تواجهها النساء في أفغانستان. الصورة لـ "عائشة" الفتاة الأفغانية التي تعرضت لبتر الأنف والأذن كعقاب لها على محاولة الفرار من زواج قسري تعسفي، وجسدت الصورة الاعتداءات المروعة التي يعاني منها الكثيرين على يد نظام طالبان الوحشي، وتقدر الأمم المتحدة أن 90% من نساء أفغانستان يتعرضن للعنف المنزلي.
وشاء القدر أن تبقى عائشة، وتصمد على الرغم من محنتها المروعة التي صدمت وأسرت وسحرت العالم، والآن وبعد أربع سنوات، بدأت عائشة في مواجهة معركة جديدة ونضال من أجل تقديم قصتها خبرات، مع محاولات لتبدء حياة جديدة في الولايات المتحدة الأميركية.
"عائشة" البالغة من العمر 18 عاما حصلت على اللجوء السياسي لأميركا عام 2011، بعد أن فرت إليها في العام السابق، وخضعت لجراحة ترميمية لإستعادة وجهها الحقيقي الذي شوهه المجرمون. وصلت عائشة إلى أميركا وهي لا تعرف كلمة واحدة من اللغة الإنجليزية، فهي لا تعرف سوى لغة والدتها وهي من البشتون.
ووفقا لصحيفة Daily Mail التي نشرت القصة خضعت عائشة لجراحة معقدة لزرع أنف اصطناعية، ورغم نجاح العملية يبدو أن الجراح النفسية من الصعب للشفاء.
وبدأت عائشة في الدراسة، بعد أن حرمت منها لأن المرأة تمنع من التعليم في ظل حكم طالبان، ويتحدث مقربون من عائشة أنها تتعرض من حين لآخر إلى تقلبات مزاجية متقلبة، وتتأرجح ما بين نوبات الغضب العنيفة والمودة العميقة ، وقد تفهم المحيطون بها حالتها، وهم يحاولون قدر الإمكان إخراجها من تجربتها الأليمة.
خضعت للعملية جراحية بعد تأجيلها عدة مرات، لأنه كان يعتقد أنها كانت لا تزال غير مستقرة عاطفيا حتى الآن للتعامل مع عملية جراحية مؤلمة وطويلة.
خبراء علم النفس الذين ساعدوها للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة يعتقدون أن صدمة تشويه الجسد سبب لها في ندوب نفسية أعمق.
بدأت مأساة عائشة عندما وعد والدها أحد مقاتلي طالبان بتزويجها منه مقابل ديون عليه له، وعندما وصلت إلى عمر 12 عاما سلمها الى عائلته الذين أساءوا معاملتها، وأجبروها على النوم مع الحيوانات، وعندما حاولت الفرار، عوقبت من قبل زوجها بخرق أنفها وأذنيها بالنار .
تقول عائشة " عندما قطع زوجي أنفي وأذني في منتصف الليل شعرت وكأن هناك ماء بارد في أنفي. فتحت عيني وأنا لا يمكن أن أرى بسبب الدم الذي كان يغطي كل شيء".
وزحفت عائشة هاربة عبر الجبال إلى منزل جدها حتى تمكن من الوصول إلى مرفق طبي أميركي، حيث اعتنى مسعفون بها لمدة عشرة أسابيع، وتم نقل عائشة بعد ذلك إلى ملجأ سري في كابول، وفي أغسطس 2010، نقلت جوا إلى الولايات المتحدة من قبل مؤسسة غروسمان الخيرية، وتم تسكينها مع عائلة مضيفة.
وتبنت مؤسسة خيرية في نيويورك علاج عائشة، ودعت إلى مساعدة المرأة الأفغانية، وتعرضت عائشة لانتكاسات نفسية أثناء العلاج، وفي إحدى النوبات سقطت على الأرض نفسها على الارض، ومزقت شعرها وقضمت أصابعها.
وقال استير الحارس في مركز "هاينمان" الذي شهد نوبة غضب " لا أحد كان قادرا على منعها من التسبب في إصابات ، واضطرت لاستدعاء 911 طلبا للمساعدة، وأقامت عائشة بعد هذه الحادثة في المستشفى 10 أيام، وقال أحد المقربين من عائشة أن المركز لم يتمكن من توفير في أسرية مناسبة لها.
غادرت عائشة في ديسمبر 2011، للعيش مع مع أرسلا ماتي وجامي رسولي-ارسالا، من فريدريك، بولاية الميريلاند - وهم من أقارب عضو سابق بالمجلس الأفغاني – فتكيفت بذلك مع الحياة المنزلية.
حصلت عائشة بعد العملية الجراحية التي تكفل بها مركز غروسمان للحروق وهو منظمة غير ربحية على أنف صناعي ، وظلت ثمانية أشهر في مستشفى في كاليفورنيا كجزء من إعادة التأهيل.
وقال الدكتور بيتر غروسمان انهم يأملون في ان تعطي العملية عائشة حلا دائما لمشكلتها، حيث تم إعادة بناء أنفها وأذنيها باستخدام عظام، وأنسجة وغضاريف أخذت من أجزاء أخرى من جسدها.
وقالت ريبيكا الدكتور غروسمان زوجة، رئيس مؤسسة حرق غروسمان، "عائشة مجرد واحدة من آلاف النساء اللواتي يتم التعامل بقسوة مروعة".
وأضافت: "تتذكر عائشة العديد من وقائع الاسترقاق التي تعرضت لها في حياتها السابقة، ولكن لا تزال يمكن ان تضحك، وفي تلك اللحظة كنت تكتشف من روحها أنها في سن المراهقة".