القاهرة: الأمير كمال فرج .
أكثر من 1500 شخص من مختلف أنحاء العالم اتصلوا بشركة Summum البريطانية وهي الشركة الوحيدة في العالم المتخصصة في التحنيط، الشركة تحنط أي شيء، بدءا بالقطط الأليفة، والكلاب، والسحالي، وانتهاء بالإنسان، فهي تلبي رغبة الزبائن في تحنيط ما يريدونه من حيوانات وأشخاص بعد وفاتهم. وذلك في إطار هوس عام بالتحنيط الذي برع فيه المصريون القدماء.
ووفقا لصحيفة Daily Mail فإن الشركة ومقرها سولت لايك سيتي لديها عملاءها من المشاهير من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا، وأكثر الزبائن يطلبون تحنيط حيواناتهم الأليفة، حيث يطلبون تحنيط العشرات من الحيوانات الأليفة مثل الكلاب، والقطط، والطاووس، والعصافير، والجرذان. والبعض يطلب تحنيط أشخاص أعزاء ماتوا ففضلوا تحنيطهم ليظلوا ـ كما يعتقدون ـ أمامهم في المنزل كذكرى.
تستغرق عملية التحنيط 90 يوما، ويقوم المختص في البداية بإفراغ الأعضاء الداخلية للجسم في عملية تسمى "التطهير"، ويترك الجسم بعد ذلك رطبا لأكثر من 70 يوما في خزان، ثم تغطى الجثة بطبقة من مادة اللانولين والشمع، ثم تليها طبقة من القطن والشاش، ثم يوضع الجسد في نعش من الصلب أو البرونز.
قال رون تيمو مستشار العملاء بشركة "سومو" أنه يتم حاليا بناء المقر الرئيسي للشركة، وسيكون على شكل هرم استلهاما للمصريين القدماء، وأضاف أن المواد الكيماوية التي نستخدمها في التحنيط سريعة التسرب للجسم، إذا وضع نقطة منها على اليد تسرى لكامل الجسد في ثوان.
وقال أن "المومياوات الفرعونية تبدو جافة جدا، وهذا لأن المصريون القدماء كانوا يعتقدون أن التجفيف أفضل وسيلة للحفاظ عليها لتحيا مرة أخرى في الآخرة، نحن نفعل عكس ذلك، ونعتقد أن ترطيب الجسم تماما أفضل طريقة للحفاظ عليه".
وأوضح تيمو أن تكلفة التحنيط تتغير وفقا لحجم وطبيعة الجسد المحنط، فالقطط تكلف 3600 جنيه إسترليني، والكلاب 15000 جنيه إسترليني، أما الإنسان فيكلف تحنيطه 40 ألف جنيه إسترليني.
وأكد أن "الشركة لديها زبائن من جميع أنحاء العالم، وعندما يموت الكائن المطلوب تحنيطه، يضعه الطبيب البيطري داخل ثلج، ثم ينقله لنا على الفور".
وقال تيمو أن الناس يحبون الاحتفاظ بمومياوات حيواناتهم الأليفة معهم في المنزل، حتى الحيوانات الصغيرة مثل الفئران والعصافير، ومن المدهش أن هذه الحيوانات مثل أي شيء آخر يمكن أن نحنطها، فتبدو تماما مثل اليوم الذي ماتت فيه، مشيرا إلى قيام الشركة بتحنيط بعض الحيوانات وظلت لسنوات كماهي.
تقول الشركة أنها قامت بالفعل بتحنيط البشر، وذلك بعد 18 شهرا من بداية عمل الشركة، ولكن هناك اعتبارات قانونية كما قالت حيث يلزم البعض بحرق الجثة بعد الوفاة.
وقال تيمو أنه سيكون متاحا استخراج الحمض النووي في وقت لاحق، وهذا سيعني أن كل شخص يمكن أن يتم استنساخه حتى بعد سنوات من وفاته.
وعن إجراءات التحنيط قال " لدينا كثير من الناس وقعوا على الموافقة على التحنيط منذ أن كان عمرهم 30 و 40 عاما، وهم الآن في عمر الـ 50 أو 60 عاما، والآن لدينا الكثير من العمل".
وقال أن القدماء المصريين حنطوا الجثث لاعتقادهم بوجود حياة أخرى، وتحنيط أجسادهم يمنحهم فرصة أخرى للحياة الأبدية.
وعن الخطوات الفنية للتحنيط التي كان المصريون القدماء يتبعونها قال تيمو "تتم عملية التحنيط بغسل الجثة، في النيل، وبعد ذلك تزال جميع أعضاء الجسم الداخلية كالكبد والرئتين والمعدة، والأمعاء،ولكن يبقى القلب لأنه وفقا لاعتقادهم جزء من الحياة الأبدية، ثم يتم حشو الجسم ويغطى بالملح لتجفيفه، ويترك لمدة 40 يوما. ثم ينظف مرة ثانية، ثم تغى الجثة بالزيت، للحفاظ على مرونة البشرة وحمايتها من الجفاف. ثم يتم لف الأعضاء المنزوعة بالكتان، وإعادتها مكانها داخل الجسم، ، ثم يغطى الجسد بالزيوت ذات الرائحة الذكية، ثم يلف بنوعية جيدة من الكتان".