القاهرة: الأمير كمال فرج .
ارتدى المغامر بول رازولي بدلة خاصة وحاول "التعرض للأكل حيا" من قبل أناكوندا عملاقة، ولكن المغامر التليفزيوني أوستن ستيفنز، وصف ذلك بالحماقة، ويرى أن رازولي كان مثيرا للسخرية عندما تم إنقاذه بعد دقائق قليلة، لأن الأناكودا برأيه تختار فريستها بنفسها، ولا يمكن إجبارها على أكل شخص.
ويروي رازولي لـ Daily Mail التفاصيل الدقيقة عن تجربته المرعبة عندما تم سحبه أسفل النهر، ولم يكن يرتدي بدلة، ويقول "كنت في منطقة ضحلة من نهر الأمازون حيث الأشجار المظلمة والمتشابكة مع الجور وأوراق الشجر الكثيف، وكانت الحركة صعبة، ولكن كان من المكان المناسب للاختباء ومطاردة الاناكوندا، وحينها لمحت اناكوندا خضراء كأنها عود أخضر ممتد ينزلق علي الأرض، ولكنها كانت تبتعد عني، لذا أجبرت نفسي علي التقدم للأمام جريا وغوصا في المستنقعات لأنقذ اللحظة التي تعبنا لأجلها الأسابيع الماضية، وبسرعة أمسكت الجسد الأخضر المنزلق، فما كان من الثعبان إلا أن حرك رأسه الضخم فاتح فمه موجها أسنانه نحوي".
أدرت وجهي بعيدا لحمايته بكتفي، وشعرت بضغط قوي علي زراعي، تلا ذلك ألم رهيب في ساقي، وبشكل غريزي أمسكت الثعبان بيدي الحرة، في محاولة لمنع أنيابه من اختراق جسدي، وشعرت كأن ستة إبر حادة تنغرز في ذراعي، حيث بلغت أسنان الثعبان حوالي بوصة طولا، وحاولت التخلص من فكه المفتوح، ولكن دون جدوى، وكلما قاومت أكثر، كلما انغرست أسنانه في جسدي، وبدأ الأناكوندا في الالتفاف حول جسدي ليحاول إفلات رأسه من يدي، وفي هذه اللحظة تحولت من الصياد إلي الفريسة".
وأضاف "الآن تغوص رأسي تحت الماء الموحل، ولأول مرة أشعر بالذعر الحقيقي يتابني، وحاولت التنفس، ولكن الثعبان الضخم كان يسحبني بقوة ضغط هائلة، ولف الأناكوندا جسده السميك حول صدري ورقبتي، ولم أعد أشعر بهما . وشعرت كأن القصبة الهوائية لي أُغلقت".
وتابع المغامر قائلا "وقتها تذكرت وفكرت بهدوء كيف للهواء أن يعصر من رئتيّ لا إراديا . وقتها لم أعرف إذا كان بإمكاني التنفس مرة أخري مثل أي وقت مضي . كان الضغط هائلا، وشعرت كأني زجاجة علي وشك الانكسار في أي لحظة، وشعرت كأن عينيّ ستقتلع من مكانهما من شدة ضغط الدم في رأسي، وتأكدت تماما دون وجود أي مجال للشك أن الثعبان سيواصل ضغطه بلا هوادة، إلا إذا حدث شيء ليغير من رأيه، وبدأت أغرق ببطء في الماء وأنا لا اشعر بالأرض من تحتي".
وتابع قائلا "أتذكر ذلك الآن بشكل واضح وما زلت أذكره أحيانا ليلا ، وكنت أتساءل لماذ أقدمت علي فعل ذلك بمثل هذا الغباء، وتملك عليّ ذلك الشعور . يحدث أحيانا في الحياة أن تتملكنا رغبة ما وننفس عنها، وهذا ما قمت به بالضبط، في ذلك الوقت تقبلت قدري مهما كان، وإذا استمر الوضع لأكثر من ذلك بعدة ثواني معدودة كنت سألقي حتفي خنقا".
يقول "تمكنت غريزتي من المقاومة، حيث قاومت بكل قوتي لأصل للقاع الرملي للنهر، وتمكنت من سحب نفسي والثعبان إلي السطح . أدت حركة جسمي المفاجئة إلي تخلي الثعبان عن قبضة يدي، وبالتالي حررت رأسه من يدي الأخري، وسحب رأسه ومضي بعيدا".
يضيف "لم يحاول الثعبان قتلي بل هرب، حيث كنت أنا أول من هاجمه قبل أي شيء، وأخيرا استنشقت الهواء من جديد، ورأيت الدم يتدفق من ذراعي من آثار أسنان الثعبان الحادة، وكأنها ثقوب تحيط بذراعي، وبالوصول إلي مياة ضحلة توقفت لألقي نظرة أخيرة علي الثعبان، حيث رأيته يسبح ببطء في اتجاه النهر حيث لن يراه احد مجددا".
يقول رازولي "علي الرغم من الآلام المبرحة التي سببها لي، كانت تلك المرحلة الأولي من الضغط الرهيب الذي مارسه الثعبان علي جسدي، وبالنسبة لي كان ذلك دليلا واضحا علي أن الثعابين - حتي الضخمة منها - لا يعتبرون البشر فريسة، ولكن علينا أن نتجنبهم في كل الأحوال".